سيسلي.. جزيرة تسبح في بحر من الجَمال
جزيرة تعرف المعنى الحقيقي لمعانقة مياه البحر الأبيض المتوسط، خبرت موجاته، وعرفت نوارسه وقصصه.
جزيرة تغرق في جمال طبيعتها، وسط البحر الذي خاض فيه التاريخ وحمل عبره القصص والحضارات والحروب والأساطير، إنها صقلية أو سيسلي أو سيسيلا Sicilia، الجزيرة الإيطالية التي تمزج في شوارعها نسمات أوروبا وإيطاليا بنكهات دول المتوسط المحيطة بها،
فتتلون بألوان الطبيعة الجذابة ليبرز فيها اللون الأخضر بمساحاتها المغطاة بالأشجار والنباتات، إلى الأزرق الصافي الذي يحتضن شواطئها.
البحر يعانق الجبل
كثيرون هم من يفضلون السياحة في أوروبا، غير أنهم يخشون من زحام مواسم الإجازات هناك وصخب الحياة المتسارع،
الذي قد يفقدهم ميزة الاسترخاء والهدوء، فبعد عام من المشاغل ما من خيار يفوق المكان الهادئ الجميل الذي يجمع الطبيعة الخلابة والجبال الشاهقة بالشواطئ الصافية،
والطعام اللذيذ والطقس العليل والناس البسطاء الطيبين، وهذا هو الحال في صقلية التي سيجد زائرها خيارات عديدة لمدن ومناطق فيها تطل على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، فجميع مقاطعاتها تطل على البحر باستثناء مقاطعة «إنا»، وتقسم صقلية إلى كاتانيا، إنا، ميسينا، باليرمو، راغوزا، سرقوسة، تراباني.
ولكل مدينة فيها مميزاتها وخدماتها السياحية التي تتفرد فيها عن الأخريات. ومن أكثر الأشياء التي تلفت النظر في شواطئ هذه الجزيرة نقاء المياه وشفافيتها، التي تجعلها تبدو متلألأة وخلابة الزرقة، إلى جانب الرمال الناعمة البيضاء، التي تناسب محبي السمرة والتعرض للشمس، في حين تقف الجبال من بعيد لتلقي بظلالها على هذه الشواطئ.
تعرّف على الناس بلا خجل
ليس من الغريب أبداً أن تصادف أشخاصاً يحتفلون بعروسين في منتصف الساحات والشوارع، فهو مشهد مألوف لسكان هذه الجزيرة، حيث يحرص العروسان دائماً على التجول في الطرقات بعد انتهاء المراسم الدينية للزواج،
فيقصدان مقهى أو مطعماً مشهوراً ليقضيا بعض الوقت فيه ويحتفلا مع أصدقائهما، ويكاد يكون أمراً تقليدياً أن تجد السياح يلتقطون صوراً للعروس في ثوبها وخمارها الأبيض، بل إن البعض يأخذون صوراً تذكارية معهما،
وهو أمر يتقبله سكان المنطقة بشكل عام. فسكان هذه الجزيزة ودودون ويحترمون السياح ويتقبلونهم، فالسياحة مصدر دخل رئيسي بالنسبة لهم، كما أن الطابع الريفي يغلب عليهم، لهذا فإكرام الضيف والاحتفاء به أمر يحرصون عليه كل الحرص.
بركان صقلية الذي لا يهدأ
اشتهرت صقلية عبر التاريخ بأنها الجزيرة المثلثة الشكل، المليئة بالتضاريس من سهول وجبال وهضاب يتخللها العديد من الأنهار،
وهو الأمر الذي أكسبها جاذبيتها الخاصة التي تجمع ما بين الطقس المتوسط المعتدل العليل في ساعات المساء، وفي الوقت نفسه سيجد زائرها الثلوج على قمم جبالها المرتفعة.
من أهم المرتفعات الجبلية في جزيرة صقلية قمة جبل إتنا البركانية، والذي يقع من الجزء الشرقي من مسطح الجزيرة،
ويعتبر من أعلى البراكين النشطة في أوروبا. في حين يحتوي الجزء الشمالي الشرقي ثلاثة براكين نائمة هي فولكانو وفولكانيلو وليباري. وفي الساحل الجنوبي يتربع بركان فيردينانديا تحت الماء وهو جزء من بركان إيمبيدوكليس الأكبر الذي ثار آخر مرة في 1831.
معالم لا تنسى
صقلية ليست مجرد جزيرة بطبيعة خلابة وشواطئ جميلة، بل هي محطة تاريخية تركت فيها الحضارات القديمة لمساتها،
وهو الأمر الذي أكسبها عمارة ومعالم أثرية عديدة موزعة على مختلف مناطقها. ففيها من المناطق الأثرية التي تعود للعصر الروماني والإغريقي، وصولاً للعهد الإسلامي الذي ترك آثاراً عديدة في مدن هذه الجزيرة،
وبعد ذلك عصر النورمان المنحدرين من الفايكنغ، إلى أن تصل الجزيرة إلى مرحلة تكوين مملكة صقلية، التي توحدت مع إيطاليا في القرن التاسع عشر.
كل هذه المراحل التاريخية تركت أثرها ولمساتها الرائعة في الشوارع والمباني الأثرية والمعابد والقصور والقلاع.
كما أن دخول الحضارة والتكنولوجيا أضاف لها لمسة من الخدمات التي تتوفر في مختلف مناطقها السياحية والتي من بينها التلفريك الذي يصل العديد من المناطق الجبلية بالسهل فيوفر على السياح وسكان هذه المناطقة مشقة التنقل في الطرقات الجبلية الصعبة.
بيتزا وباستا ومارزيبان.. استمتع بالمذاق الصقلي
لصقلية طابعها الخاص الذي يميزها عن المدن التي تجاورها في إيطاليا، فثقافتها فريدة من نوعها وغنية بالتفاصيل،
ومن أبرز مظاهر ثقافتها المطبخ الصقلي الشهير، الذي يعتبر الليمون والبرتقال فيه من الأساسيات. فزائر مدن هذه الجزيرة سيستمتع بالتأكيد بالأكلات الإيطالية الشهيرة وعلى رأسها البيتزا والباستا، إلا أن هناك بعض الأكلات المعروفة التي لابد لزائر صقلية من أن يجربها،
وعلى رأس هذه الأكلات المارزيبان الصقلي أو ما يسمى معجون اللوز، ومعجنات الكانولي الشهية الغنية بحشوة من جبن الريكوتا،
إلى جانب العديد من الأطباق التي تعتمد في أساسها على الأرز والمعكرونة، وبالتأكيد النكهة الحامضة المشتقة من الليمون والبرتقال من النكهات الأساسية في مطبخ هذه الجزيرة.
قناديل البحر
ومن الأمور التي لابد لزوار الشواطئ الاحتراس منها هي «قناديل البحر» التي تنتشر في مواسم الصيف وتصل للشواطئ وهي متعددة الألوان فمنها الأبيض الشفاف ومنها البرتقالي والأزرق،
وتسبب حروقاً بدرجات متفواتة للسياح في حال لم يحترسوا منها. حيث أن هذه الكائنات البحرية الجميلة الشكل من أهم الكائنات التي تعيش في مختلف مناطق البحر الأبيض المتوسط فتكثر أعدادها خلال مواسم الصيف،
وينقلها الموج باتجاه الساحل، وهو الأمر الذي يزعج المصطافين عادةً، إلا أن غالبية المنتجعات المطلة على البحر تحرص على وضع شباك في قلب البحر لتحاوط الشاطئ الذي تطل عليه، فتقل نسبة القناديل التي تصل إليها.
حار وحامض..
استمتع بالمذاق الصقلي
لصقلية طابعها الخاص الذي يميزها عن المدن التي تجاورها في إيطاليا، فثقافتها فريدة من نوعها وغنية بالتفاصيل، ومن أبرز مظاهر ثقافتها المطبخ الصقلي الشهير،
الذي يعتبر الفلفل الأحمر الحار المجفف والليمون والبرتقال فيه من الأساسيات. فزائر مدن هذه الجزيرة سيستمتع بالتأكيد بالأكلات الإيطالية الشهيرة وعلى رأسها البيتزا والباستا، إلا أن هناك بعض الأكلات المعروفة التي لابد لزائر صقلية من أن يجربها،
وعلى رأس هذه الأكلات المارزيبان الصقلي أو ما يسمى بمعجون اللوز، ومعجنات الكانولي الشهية الغنية بحشوة من جبن الريكوتا، إلى جانب العديد من الأطباق التي تعتمد في أساسها على الأرز الموضوع في قوالب والمعكرونة والصلصات التي تحتوي على الفلفل الحار المجفف،
وبالتأكيد النكهة الحامضة المشتقة من الليمون والبرتقال من الأساسية في مطبخ هذه الجزيرة.