Thursday, January, 05, 2011
العلماء يفتحون ثغرة خفية في الزمن
استطاع العلماء إخفاء 50 إلى ترليون جزءاً من الثانية، وأنهم سيحاولون توسيع هذه الثغرة التي فتحوها في الزمن
أعلن علماء انهم تمكنوا من التلاعب بالزمن على نحو أتاح لهم أن يخفوا 50 إلى ترليون جزءاً من الثانية وكأن شيئا لم يحدث، وأنهم سيحاولون توسيع هذه الثغرة التي فتحوها في الزمن.
وكان العلماء نجحوا في إخفاء المكان بعملية "تستر مكاني"، استطاعوا فيها أن يحرفوا أو يحنوا مسار الضوء حول جسم بحيث يبدو غير مرئي.
ويرتبط إخفاء الزمن بقطع الضوء لإيجاد ما يبدو انه ثغرة في الزمن يمكن اخفاء حدث فيها.
ولكن الثغرة التي فتحها العلماء في الزمن خاطفة، نحو 50 إلى ترليون جزء من الثانيةـ بحيث أن أي تطبيقات عملية ليست ممكنة في هذه المرحلة.
وسيعمل الباحثون على إطالة الوقت الذي تبقى الثغرة الزمنية مفتوحة فيه، كما قال الكساندر غايتا رئيس فريق العلماء الذي نشر نتائج دراسته في العدد الجديد من مجلة نيتشر العلمية.
ومن حيث الأساس، فإن العلماء عطلوا لفترة وجيزة أشعة ليزر بطريقة لن تسجلها الأجهزة التي تتلقى الأشعة. ولن يلاحظ الراصد أن الأشعة توقفت وبالتالي لن يكون لديه ما يثبت حدوث شيء للأشعة في تلك الخمسين إلى ترليون جزء من الثانية.
ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن العالمين الفيزيائيين روبرت بوند، وجيمين شي اللذين شاركا في التجربة تشبيه الظاهرة بحركة السير على معبر للقطارات. فإن الحاجز يهبط لقطع حركة السير (اشعة ليزر) إلى حين مرور القطار. ومن منظور القطار لا تكون هناك حركة سير خلال هذا الزمن ويمكن ان يمر (الحدث الخفي) بلا عائق. ولكن ما ان يرتفع الحاجز حتى تُستأنف حركة السير وتتسارع. وللراصد الواقف على بعد كيلومتر أو كيلومترين فهو لا يرى انقطاعا في انسيابية حركة السير، ولا دليلاً على ان قطارا مر من هناك اصلا.
وتمكن العلماء من فتح ثغرة في أشعة ليزر، بتوظيف الحقيقة الماثلة في أنه عندما يمر الضوء عبر مادة فإن الوانه المختلفة تخترق المادة بسرعة مختلفة. ولتغيير الألوان في مقطع من اشعة ليزر استخدم العلماء جهازا ليزريا يُسمى عدسة زمنية.
والمعروف أن العدسات الزجاجية الإعتيادية تحني الضوء فتغير توزيعه في الفضاء ثلاثي الأبعاد، ولكن العدسة الزمنية "تفعل اشياء غريبة حقا" للضوء بتغيير خواصه لفترة محددة من الزمن، كما يقول غايتا.
وفي هذه الحالة أعطت عدسات العلماء الزمنية المحوَّرة لفترة وجيزة مقطعين متصلين من الأشعة الخضراء صبغة حمراء واخرى زرقاء. وعندما مر المقطعان عبر مادة من الألياف البصرية مصممة خصيصا للتجربة، تباطأ الضوء الأحمر وتسارع الضوء الأزرق. والفارق بين السرعتين هو الذي فتح ثغرة في اشعة الليزر استمرت نحو 50 إلى ترليون جزء من الثانية.