يطالبن بدعم أكبر من الجهات الحكومية لإثبات قدراتهن ومكانتهن بزجهن في مشاركات ومسابقات ومهرجانات عربية وعالمية... و جيل من الفنانات العراقيات برزن في الآونة الأخيرة ونجحن في تحدي ظروف تغيبهن وعمدن إلى إشراك أعمالهن في مسابقات وورش عربية وعالمية
بغداد: أفراح شوقي:حتى وقت قريب سادت أجواء الركود والانقطاع في الحركة التشكيلية العراقية وتواصلها مع المشهد الفني العربي والعالمي في ميدان المسابقات الفنية، خصوصا بالنسبة للفنانات ممن حققن الريادة الفنية. لكن الظروف الحياتية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي خلفتها الحروب ومظاهر القتال المسلح في العراق، جاءت حائلا أمام انخراطهن في أعمال فنية جديدة والتواصل مع النشاطات المشتركة. لكن جيل من الفنانات العراقيات، برزن في الآونة الأخيرة نجحن في تحدي ظروف تغيبهن، وعمدن إلى إشراك أعمالهن في مسابقات وورش عربية وعالمية ليحصدن بعدها جوائز عالمية وشهادات تقديرية أعادت الأنظار من جديد لدورها ومكانتها الفنية التي استقتها من أسماء معروفة حفرن أسماءهن في المشهد الفني.
وطالبن في أحاديثهن لـ«الشرق الأوسط» بدعم أكبر من الجهات الحكومية لإثبات قدراتهن ومكانتهن بزجهن في مشاركات ومسابقات ومهرجانات عربية وعالمية للتواصل مع التجارب والإفادة منها.
تقول الفنانة التشكيلية لميعة الجواري التي حصلت على درع وشهادة تقديرية في ملتقى فرنسا للفن التشكيلي في باريس مؤخرا: «شاركت بـ4 أعمال في سمبوزيوم (الرسم الحر)، في الملتقى ركزت فيها على تجربتي وأسلوبي الفني عبر استخدام فن الغرافيك للتعبير عن الذات والجمع ما بين التجريد والتعبيرية».
وأضافت: «ظروف البلاد غير مشجعة للعمل الفني، فصالات العرض هجرها جمهورها، والكساد أصاب سوق اللوحات، والمرأة الفنانة غيبت قصرا بسبب أجواء الحرب والصراع وطالبت الجهات الفنية الحكومية للتعاون مع الفنانة خصوصا لإثبات حضورها في المحافل الخارجية».
لميعة الجواري سبق لها أن شاركت بمسابقات عالمية بعد حصولها على شهادة الماجستير بتفوق، منها معرض الفن العراقي المعاصر في باكستان وفي المعرض الذي أقيم في مسقط عام 2000 وفي معرض الفن العراقي المعاصر في باريس عام 2001 وشاركت في معرض الأسبوع الثقافي الذي أقيم في عمان عام 2006 وبمشاركة 6 أعمال فنية كما أنها عضوة في جمعية الفنانين التشكيليين، ورابطة الفنانات التشكيليات نظمت معرضها الشخصي الأول في قاعة التحرير عام 1992.
من جانب آخر حصدت الفنانة العراقية ندى الحسناوي على شهادة تقديرية عن ما قدمته في سمبوزيوم (الرسم الحر) الذي أقيم في مدينة باتراس اليونانية في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث قدمت وعلى مدى أربعة أيام ثلاثة أعمال في الرسم عبرت من خلالها عن المدرسة العراقية المعاصرة في الرسم، وحصلت على شهادة مشاركة في الفعالية التي تقام برعاية منظمة اليونيسكو، وعدت أعمالها التي قدمت خلال هذه الفعالية مميزة.
تقول ندى إن مشاركتها في هذه الفاعلية هي مشاركة للفنانة العراقية بشكل عام والاطلاع على الفنون الأخرى، إضافة للتعريف بالفن العراقي الذي يمتاز بمكانته الكبيرة في ساحات الفن العالمي.
وتضيف: «إن وجود الفنانة العراقية في الفعاليات العالمية والعربية يعد رسالة واضحة، تؤكد بأنها قادرة على أن تتحدى الظروف الصعبة التي تحيط بها لتكون حاضرة بريشتها وشفرتها تلون حبها للعراق وتكمل مسيرتها للفن العراقي الذي كان حاضرا قبل أكثر من مائة عام».
وحصدت الفنانة ملاك جميل أكثر من شهادة وجائزة تقديرية لمشاركاتها الخارجية كان آخرها سمبوزيوم عالمي يحمل اسم ثقافات الشعوب أقيم في جزيرة كريت في اليونان. تقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «معظم المشاركات الفنية الخارجية صارت تعتمد على جهود الفنان وتواصله مع الآخرين وعلاقاته التي نحاول من خلالها إلى تحدي الظروف الصعبة التي تواجهنا والكساد الفني الذي فرضته الظروف»، ولفتت جميل إلى أن هناك ترحيبا وقبولا بالمشاركات العراقية كونها تتمتع بالمكانة والإمكانية معا.
وعن مشاركات المرأة الفنانة وحضورها في المشهد الثقافي العربي والعالمي، يقول الفنان والناقد التشكيلي قاسم العزاوي: «للمرأة العراقية دورها الريادي في الحركة التشكيلية العراقية، خاصة جيل الرواد من الفنانين والفنانات الذي أنتج عدة أسماء مثل نزيهة سليم ولورنا سليم وليلى العطار وسعاد العطار وبهيجة الحكيم ومديحة عمر، وأخريات، لكنها بقيت محكومة بمحليتها نتيجة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والأمنية مما سبب تحجيمها ناهيك عن قلة الكالريهات وأمكنة العرض».
وأضاف: «من المهم أن تتولى الفنانة بنفسها الانفتاح عربيا وعالميا بعرض أعمالها في الخارج والمشاركة في الفعاليات الفنية والمسابقات كي تحقق حضورها بما يتناسب مع ريادة هذا الفن على يد جواد سليم وفائق حسن وشاكر حسن آل سعيد وعطا صبري وحافظ الدروبي، كما يتوجب على الجهات الحكومية والمعنية بالمشهد الثقافي أن تسهم بزج الفنانة العراقية بالمهرجانات والمسابقات والورش الفنية المقامة في الخارج لتأخذ الفنانة العراقية دورها الحقيقي وتطرح تجربتها الإبداعية، إضافة لتطوير قدراتها من خلال التواصل مع التجارب العالمية».
كاردينيا