اللهم صل على محمد وآل محمد
بسمهِ تعالى :
الابدال والاوتاد ..
الأبدال والأوتاد هم عباد الله الأبرار الاتقياء الذين ببركة وجودهم يحفظ الله تعالى الأرض ومن عليها ويرزق الخلق وينعم عليهم.
أما من هم الأبدال والأوتاد؟ فنقول أنه من خلال النصوص يظهر أنهم متفاوتون في درجاتهم ومقاماتهم فأعظمهم وأولهم محمد وآله الأطهار ثم الصلحاء من سائر الناس بحسب قربهم من أهل البيت عليهم
السلام وإخلاصهم ومن هؤلاء الأبدال من كان له اتصال مباشر بالناحية المقدسة كالسفراء الأربعة. و قد يكون بينهم من يكون قربه من الناحية المقدسة لا بعنوان السفارة وإنما التوجيه والتسديد الشخصي له
من الإمام عليه السلام بالمراسلة أو عن طريق الرؤى الصادقة أو التشرف برؤية الامام عليه السلام. هذا وليس بالضرورة أن يكون كل الابدال ممن لهم اتصال بالناحية المقدسة إذ لا مانع حسب الظاهر أن يكون هناك أبدال هم دون هؤلاء في المرتبة.
روى الطبرسي عن الخالد بن الهيثم الفارسي قال: قلت لأبي الحسن الرضا : إن الناس يزعمون أن في الأرض أبدالاً، فمن هؤلاء الأبدال؟ قال: (صدقوا، الأبدال هم الأوصياء، جعلهم الله عز وجل في الأرض بدل
الأنبياء إذ رفع الأنبياء وختمهم محمّد ).
في الرواية السابقة يتبين لكم أنّ على رأس الأبدال الائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم.
جاء في الدعاء المروي عن اُمّ داود عن الصادق في النصف من رجب:
(اللهم صل على محمّد وآل محمّد، وارحم محمّداً وآل محمّد، وبارك على محمّد وآل محمّد، كما صلّيت وترحمت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم صل على الأوصياء والسعداء والشهداء وأئمّة الهدى، اللهم صل على الأبدال والأوتاد والعباد المخلصين والزهاد وأهل الجد والاجتهاد)
ظاهر الدعاء إن لم نقل أنّ ما بعد واو العطف للتوكيد فإنّه يدلُّ على أنّ الابدال يمكن أن يكونوا من سائر الناس أيضا ولكن السياق على ما نرى يؤيد كون المقصود هنا خصوص أهل البيت عليهم السلام.
هنا حديث يتبين من خلاله بجلاء أنّ الأبدال يمكن أن يكونوا من سائر الناس.
عن الباقر عليه السلام، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: (ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمّار وحذيفة (رحمة الله عليهم)، وكان علي عليه السلام يقول: (وأنا إمامهم وهم الذين صلّوا على فاطمة عليها السلام)
روى الكليني عن الباقر قال: قال رسول الله : (إنّي وإثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم يُنظروا)
يتبين لك في الحديث الشريف السابق أنّ الأوتاد الذين لا غنى للأرض عنهم هم الأئمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليه.
في نهج البلاغة من خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في صفات المتّقين:
(عباد الله إن من أحبَّ عباد الله إليه عبداً أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن, إلى أن يقول: قد أخلص لله فاستخلصه فهو من معادن دينه، وأوتاد أرضه)
ظاهر كلام الامير عليه السلام يشير إلى كون الأوتاد يمكن أن يكونوا عبادا صالحين من سائر الناس وهؤلاء يأتون في المرتبة بعد محمد وآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
غير أنّ ما نرجحه أنّ الأوتاد هم خصوص أهل البيت عليهم السلام دون سواهم بقرينة قوله عليه السلام (فاستخلصه) ولكن يمكن بالتنزيل الاعتباري إطلاق ذلك الوصف على سواهم من الصالحين الابرار.