موضوعك رائع ايتها المغرده بهمس او بصمت.....
مدارس التفسير احتلفت حول كلمه (زين) بصيغه المبنى للمجهول, حيث فتح ذلك بابا واسعا حول هذا الفاعل المجهول,, هل هو الله الرحمن الرحيم ام الشيطان الرجيم!! فظهرت هنالك مدرستان ,,,, المتصوفه واصحاب المدرسه الظاهريه وبعض السلفيه... نسبت التزيين الى الشيطان اما بقيه مقسرى المسلمين فقد نسبوها الى الله تعالى...
ونتج هذا الالتباس فى راى كل مدرسها واسلوبها ,, فهنالك التفسير الشامل وهنالك الجزئى والظاهرى وهنالك من بحث فى سبب التنزيل او التاويل...فورود الكلمه باكثر من موقع فى القران الكريم لايعنى بتشابه المعنى والتفسير
(زين للناس حب الشهوات).. هنالك محطتان للتأمل في صدر هذه الآية، استعمل القرآن كلمة زين منسوبة إلى الله عز وجل تارة، وقال:( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق).. وتارة جعل الزينة أو التزين من أفعال الشيطان، فقال(وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم).
لا تنافي بين المعنيين، لأن الله عز وجل يزين، والشيطان يزين..فالله عز وجل يزين الحسنات والطاعات، ويحبّب إلينا الإيمان، ويزينه في صدورنا.. وبالمقابل الشيطان يحاول أن يزين مايريد.. واستعمل القرآن هنا أداة واحدة للتزيين، وهي الدنيا بما فيها من شهوات،ومن نساء، وبنين، وقناطير مقنطرة.. ولكن الله عز وجل يزين لك الطيب:{ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده}.. ولكن الشيطان يزين لك حب الشهوات بما يسوقك إلى الهاوية.
فإذن، إن الدنيا لا ذنب لها، فالدنيا عبارة عن مواد خام غير ناطقة..والذي يحوّل الدنيا الى أداة للفساد، أو إلى أداة للصلاح، يعتمد على طبيعة الارتباط، وكيفية تعامل الإنسان مع الدنيا، هل هو تعامل من اتخذ الدنيا مزرعة للآخرة؟.. فإذن، الآية تقول:{زين للناس حب الشهوات} فالذي يربطك بالشهوة هو الحب والغريزه، والعلاقة، والتعلق.. وإلا متى كانت النساء مذمومة؟..ومتى كانت الأموال، والأولاد مذمومة؟.. وكلها عناصر في خدمة الدين!..
فالإنسان إذا حول تعامله مع أهله وولده وماله إلى تعامل إسلامي شرعي، فقد أمن من كيد الشيطان، لأن الشيطان يأتي من هذه الأبواب المعروفة: النساء، والبنين ، والأموال.. فهذه ثلاث أبواب رئيسية، إذا جعل الإنسان على كل باب رصيداً، ومحاسباً، ورقيباً، فبإمكانه أن يتجاوز هذه المراحل بنجاح.
شكرا لك
مودتى لك