اكمال لحكاية الاحد عشرعام وراء القضبان
وكنت في هذا الجو الخانق اتمنى الموت وأقف متعجبا" ومتسائلا" لماذا لايريحني الباري عزوجل من الالام ويستجيب دعائي بقبض روحي وجاءت مرحلة كتابة افادتي وكنت لا اعرف ماهي الإفادة ومعناها واخذ المحقق يسأ لني عن ارتباطي بالحزب المذكور فأنفي له ذلك فيرجع الى اسلوب بشع جدا" وهو وضعي في وسط عصابته وتناولي ككرة القدم الا ان الفرق انها ضرب بالأيدي والارجل معأ"
وعندما اصل الى مرحلة الاغماء يتركونني وكنت انظر الى لجسدي المتورم وايدي الزرقاء وأتذكر من انا ولماذا انا ومتى النهايه ووجه لي سوأل هل تحب امرأه فقلت له نعم لأني في حينها تصورت اني احاول اقناعه بأني من شباب يومذاك طائش مبتذل ووجه لي سوأل اخر هل ....معها فقلت له بالتأكيد فقال لي هل هي مؤمنه ام بعثيه ؟ فقلت له انها بعثيه واحسست بصاعقة وقعت على رأسي اذ كان ضربأ" مبرحا" للغاية وهو يتسأل هل البعثيات بهذا الابتذال وهنا ادركت ان هذا الواقف امامي يحاول استدراجي بكل حرف
ولااريد الإطالة ربطني بتنظيم وسلسل لي مجموعه من الاكاذيب التي لم اذكرها وهددني انه في حالة انكاري امام قاضي التحقيق فانني سوف يعيدوني الى التحقيق وبالفعل عرضت على قاضي التحقيق فقال لي سوف اقرأ عليك افادتك من اجل المصادقه عليها وبدأ يقرأ وانا استمع وما ان اكمل حتى قلت له انها كذب وضعه المحقق وبالفعل اعدت للتحقيق وفي هذه المره تلاقاني المحقق وزمرته باسلوب التعليق من الخلف لاعلى السقف فقلت له انها ليست افادتي فقال ابقى على هذه الحالة الى ان تعترف بانها افادتك الله اكبر فقد احسست بأذرعي قد التوت من الخلف الى الامام
والضرب المبرح على منتصف جسمي افقدني لساني وتفكيري وانا اتمتم بكلمات نعم انها افادتي ففتح عيني على هذه الحالة وانا معلق فتفأجات بقاضي التحقيق يجلس مترحنا" على كرسي بجانب المحقق وهو يقول لي هل انزلك من الاعلى لتوقع وبالفعل تم انزالي وسحب يدي الى الامام لأني ولأول مره لا استطيع ان اجمع يديي احدهما مع الاخرى وتم سحب يدي ووضع قلم في يدي ووقعت على افاده لم افكر بها يوما" في حياتي الاعتيادية واستغرقت مرحلة التحقيق حوالي اسبوعين وانا بمفردي نقلت بعدها الى زنزانة اوسع وفيها عدد من الناس الذين عرفوني وعرفتهم وهم من مدينتي ما بين اصحاب حرف وطلاب وأساتذة وكنت اصغرهم سنا" فاخذو يدلكوني ويصبرونني واعطوني صديقة "لي كنت نسيتها انها سيكاره من نوع روثمان كما اتذكر وحاولوا نزع ملابسي وابدالها بملابس من عندهم الا ان الدم الجامد كان يفشل المحاولة لا نه ملتصق بجسمي مع الملابس وشربت شأيا" واحسست بخدر في رأسي واسلمت عيني للنوم وكنت لا اقدر على النوم لشدة الالام من كل الانحاء الا ان اشدها كان الم يدي واكتافي بقيت اعاني الالام اسابيع عده والزنزانة هذه تكتظ وتفرغ وانا أتفاجأ مفاجئة اثر اخرى هذا الطالب الاول على دفعتي وهذا الرجل الكبير في السوق وهذا موظف الدولة وهذا الشيخ وكنت اتصور ان المدينة فرغت لشدة الازدحام واخذوا من هذه الزنزانة وجبه من الموقوفين و ضعوا في ايديهم الجامعات والحبال ولم يعرف مصيرهم لحين كتابة الاحرف وبقيت على هذه الحاله سنه وستة اشهر وفي ذلك الفجر وقف احدهم على الباب وكان في يده ورقه فيها اسماء طلب منهم تجهيز انفسهم للرحيل وكنت احدهم ولايولمني من هذا كله الا كلام تلك المرأة الواقفة خلف الجدار تتوسل بالحرس ليأ خذ منها طعاما" لابنها وكان صوت الحرس قم فهذه امك قد جلبت لك طعاما" وملابس كنت استنشق رائحتها بعمق واضمها الى صدري الا يا امي اما اّن الاوان لكي وكنت على هذه الحالة لا أراها وتراني واعود لسردي المتواضع نودي علي في ذلك الفجر ووضعوا الجامعة في يدي ووضعوني في سيارة لا اعرف نوعها الا انها مغلفه من كل انحائها ولا ارى من خلالها أي نور وابتدأت رحله نحو المجهول الى اين لا اعلم