تمثل الهجرة الجماعية التي تقوم بها الفراشة الملكية لمسافة 4800 كيلومتر في أمريكا الشمالية أحد أكثر مهرجانات الفراشات ابهاراً في العالم حين تشرع الملايين من هذه الحشرات في رحلة خريفية مضنية من كندا شمالا وحتى المكسيك وسواحل كاليفورنيا جنوبا .
وقدم العلماء الذين فحصوا الطاقم الوراثي (الجينوم) لهذه الفراشات زاهية الألوان رؤية دقيقة أمس الأول لهذه المغامرة السنوية في الجو . ووضع العلماء أيديهم على جين بعينه يختص بكفاءة العضلات المتعلقة بالطيران والذي يلعب دوراً مهماً في هجرتها .
وحددت دراستهم التي نشرتها دورية (نيتشر) أيضاً الجين المسؤول عن الألوان الساحرة للفراشات التي تتدرج من البرتقالي وحتى الأسود .
وقال ماركوس كرونفورست أحد الباحثين واستاذ البيئة والتطور بجامعة شيكاجو: "وجدته أمرًا مذهلاً ان تعيش هذه الفراشات الصغيرة بضعة أشهر وتطير آلاف الاميال لاتمام هذه الهجرة السنوية" . وأضاف "تبين دراستنا أن الفراشات تقوم بذلك كل عام ومنذ ملايين السنين . لا يوجد ما يضاهي ذلك على الكوكب" .
وقال الخبراء إن من بين المخاطر التي تتعرض لها هذه الفراشات فقدان مكان المعيشة (الموئل) بسبب الأنشطة البشرية والمبيدات الحشرية التي تقتل نبتة حشيشة اللبن التي تعيش عليها علاوة على تغير المناخ .
وقام الباحثون بفحص التسلسل الجيني لنحو 92 من أنواع الفراشة الملكية من شتى أرجاء العالم بما في ذلك الأصناف غير المهاجرة علاوة على تسعة من أنواع الفراشات القريبة وراثياً .
ومن أجل دراسة الأساس الجيني لأنشطة الهجرة قام العلماء بعقد مقارنة بين الشفرة الجينية للفراشات المهاجرة وتلك غير المهاجرة . وقال كرونفورست إنه عثر على جين في جينوم الفراشة الملكية مسؤول عن إنتاج الكولاجين -وهو مكون رئيسي للانسجة الضامة- وهو ذو اهمية جوهرية لوظائف العضلات الخاصة بالطيران . - See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/pa....7u01s3kx.dpuf