للسياسة دهاليزها الخاصة وأساليبها القذرة التي تبقى متوارية خلف الأبواب الموصدة، تخفيها الفلاشات وتطرها العلاقات، ولكن عندما يقع الفاس في الرأس تنكشف الخبايا وتختل الأركان، لتتساقط معه صور من كنا نعدهم مثالاً في النزاهة والاستقامة.
وفيما يلي بعضاً من سقطات أناس كانوا يديرون العالم:
منذ أربعين عامًا, في يوم التاسع من أغسطس عام 1974 تنحى “ريتشارد نكسون”؛ عن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد فضيحة ووترجيت Watergate التي أنتجت مصطلح “_gate”؛ الذي يعتبر الآن مرادفًا لكلمة الفضائح السياسية حول العالم، ولكن ما هي فضيحة ووترجيت وما هو موقعها بين الفضائح السياسية؟
في عام 1972 تم اقتحام مقر الحزب الديموقراطي في مجمع مكاتب ووترجيت. التحقيقات التالية كشفت عن خدع دنيئة وترهيب ومضايقات من قبل الرئيس الأمريكي نكسون ومساعديه. بعد أن تم الكشف عن نية نكسون في تغطية تفاصيل اقتحام مقر حزب خصومه تنحى نكسون عن الرئاسة مما يجعله الرئيس الأمريكي الأول والوحيد للقيام بهذه الخطوة. بعدها بشهر عفا عنه الرئيس التالي فورد وذلك تجنبا للمقاضاة والعقوب.
لاحقت المحاكمات والفضائح الحياة المهنية لـ “برلسكوني” رئيس الوزراء الإيطالي الأطول عهدًا بعد الحرب العالمية الثانية. وأشهر هذه الفضائح هو استغلال القاصرين في الممارسات الجنسية. كما واجه أيضًا اتهامات بالفساد والتمويل غير المشروع وتزييف الحسابات والاحتيال الضريبي والاختلاس وسوء استغلال السلطة. وحتى الآن قضت واحدة من 32 محاكمة موجهة ضده بالإعدام.
تورط الرئيس الأمريكي الأسبق “بيل كلنتون”؛ في فضيحة بعد انكاره علاقته العاطفي بـ “مونيكا لوينسكي” المتدربة في البيت الأبيض. وبعدما وفرت لها الحصانة اعترفت مونيكا بعلاقتها مع كلنتون وقالت أن الرئيس الأمريكي كان مجبر على التراجع. تم اتهام كلنتون بتهم الحنث بالقسم وتضليل العدالة ولكن في نهاية الأمر تم تبرئته من كل التهم.
في عام 1961 كان وزير الحرب البريطاني “جون بروفيومو” على علاقة عاطفية قصيرة مع “كريستين كيلر”؛ عارضة الأزياء ذات الـ19 عامًا. وفي نفس الوقت انتشرت الأخبار بعلاقة كيلر مع كابتن “ايفنجي ايفانوف” الملحق البحري السوفيتي. بروفيومو أجبر على التنحي مع رئيس الوزراء هارولد ماكميلان الذي قام بنفس الفعلة بعدها بستة أشهر فقط.
“جاك شيراك” الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء كان على علاقة مزعومة بقضايا فساد أثناء فترة ولايته كمحافظ لمدينة باريس في الفترة بين 1977 و 1995. نتيجة لحصانته كرئيس للدولة فقد وجهت إليه التهم فقط بعد تركه لمنصبه ومن هذه التهم سرقة الأموال العالمة وسوء استغلال ثقة الجماهير وعوقب بسنتين سجن مع إيقاف التنفيذ.
“بو زيلاي” السياسي البارز في الصين وجهت إليه تهم بالفساد في عام 2013 وتم تجريده من جميع ممتلكاته وعوقب بالسجن مدى الحياة. وقد إتهم بو من قبل في واقعة قتل رجل الأعمال نيل هييوود وذلك قبل أن يتهمه رئيس قسم الشرطي المحلي بالفساد ووصفه “بأكبر مجرم في الصين”.
دكتور “كيلي” كان مفتشًا للأسلحة في العراق تابع للأمم المتحدة، وقد تم تعيينه من قبل وزير الدفاع البريطاني. حديث كيلي مع صحفي أثار الشكوك حول تقرير أسلحة الدمار الشامل في العراق وقد كان هذا التقرير جزءًا مهمًا من قضية غزو العراق في 2003 المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. عرف كيلي في وزارة الدفاع البريطانية بأنه مصدر الأخبار التي انتشرت في الإعلام وأجبر على مواجهة لجنة برلمانية. وبعدها بيومين انتحر كيلي. ويعتقد خبراء المؤامرات أن كيلي تم قتله.
“تشين شوي” بيان الرئيس التايواني في الفترة ما بين 2000 ل 2008 تم اعتقاله فورا بعد أن ترك مكتبه الرئاسي بتهم الإختلاس والرشوة وغسيل الأموال والتي لقى على إثرها حكما بالسجن مدى الحياة والذي خفف بعدها إلى 20 عاما. ويدعي مؤيدوه بأن هذه التهم تم تلفيقها لأغراض سياسية.
في عام 1962 اضطر وزير الدفاع الألماني “فرانز جوزيف ستراوس” للرد على مقالة مسيئة في مجلة دي شبيجل الألمانية وذلك بالهجوم على مكتب المجلة واعتقال جميع محرريها. ستراوس نفى في البداية أي تورط ولكنه وجد متهمًا لاحقًا بعد تصرفه الغير قانوني باعتقال المحررين وتم إقالته من منصبه.
في عام 1969 اصطدمت سيارة السيناتور “ادوار كينيدي” بكوبري وسقطت في المياه في جزيرة تشاباكويديك. تمكن كينيدي من السباحة للشاطئ لوحده وتوفت رفيقته ماري جو كوبتشن. لم يبلغ كينيدي عن الحادثة أو الوفاة فتلقى عقوبة موقوفة بالسجن لمدة شهرين. أصبحت الحادثة فضيحة قومية ومثلت عائقا في طريق كينيدي للوصول للرئاسة.
بيوت للبط وتصليحات للخنادق ترأست الأخبار في فضيحة المملكة المتحدة التي كشفتها صحيفة التلجراف. والتي كشفت تورط أعضاء البرلمان في استغلال الأموال لحسابهم الشخصي في مصاريف السكن والعيش مما أنهى الحياة المهنية للكثير من أعضاء البرلمان وزج ببعضهم في السجن.
في عام 2010 تورطت ليليان بيتنكور ثاني أكثر نساء العالم ثراء في فضيحة سياسية بعد إدعاءات بدفع مبالغ مالية لسياسيين فرنسيين والتهرب من الضرائب. في بداية الأمر كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من ضمن المتهمين في القضية ولكن أسقط القضاة التهمة عنه فيما بعد.
الرئيس الألماني المنتخب في عام 2010 “كريستيان والف”؛ إتهم بعد توليه بسنة بخداع البرلمان وقبول قرض ومحاولة التأثير على الإعلام والمحسوبية والتصرفات الغير أخلاقية. وبعد أن طلب المدعي العام المحلي برفع الحصانة عنه تنحى كريستيان. وفيما بعد تم تبرئته من جميع التهم المنسوبة إليه.
تعرف كذلك بإيران جيت Irangater, هي فضيحة مسئولي الحكومة الأمريكية للرئيس “ريجان الثاني”؛ الذين سهلوا بيع الأسلحة لإيران للإفراج عن الرهائن الأمريكية ومساعدة تمويل مقاتلي الكونترا المعادية للحكومة في نكرجاوا. وفي نهاية الأمر تم اتهام 14 مسئول من حكومة ريجان و إدانة.
رد مع اقتباس
