Mandag, January, 02, 2012
الى المستشار الاعلامي في رئاسة الوزراء
حميد آل جويبر
الصديق الصدوق الاستاذ علي الموسوي، المستشار الاعلامي لرئاسة الوزراء
تحية وقبلة ووجد .... وعندي الف شيء ساقول بعد
مفاد هذه الرسالة بل ونصها كاملا امانة في عنقك ، اتمنى عليك ايصالها لدولة رئيس الوزراء الصديق نوري المالكي ولكما الفضل بعد الله ، واعلم بانك ستكون مسؤولا امام الله وكفى به سائلا ، مالم تقم بواجبك في اداء هذه الامانة ، وانت احرى بحملها من سواك
اخي الكريم
فحوى هذه الرسالة كان يفترض به ان انقله لدولة رئيس الوزراء خلال اللقاء الاخير الذي عقده مع نخبة من الجالية العراقية في واشنطن مؤخرا لكن ظروف عملي الليلي حالت دون حضوري ذلك اللقاء الحميم ، واني لعلى ثقة بامانتك فقد جمعتنا الامانة الاعلامية كزملاء مهنة لبعض الوقت هي كافية لان تغرس الثقة بيننا .
وقبل ان اخوض في الصميم اود ان اشير لك بان الموضوع المطروح ليس شخصيا بحتا ولو كان كذلك لما صرفت وقتي في كتابة هذه الرسالة ، لكن الموضوع عام ويخص شريحة واسعة من العراقيين في المهاجر ولا يساورني ادنى شك في انك حريص اشد الحرص على مصائر هؤلاء المغتربين . فالكثير من هؤلاء ممن اغراهم القرار 140 الصادر بشان المهجرين والمهاجرين رزموا حقائبهم وانفقوا تحويشة العمر للسفر الى العراق للمطالبة بحقوقهم فعادوا بخفي حنين او دون ذلك . فقد اصطدموا بسلسلة تعليمات جائرة وبيروقراطية مترهلة وموظفين بوجوه مكفهرة ، يتقافز في عيونهم سؤال واحد : لماذا اتيت الى هنا وانت تعيش في النعيم المقيم ؟ وآه لو يعلمون بتفاصيل هذا النعيم المقيم . استثني هنا صديقي الكريم الاستاذ عقيل الطريحي المفتش العام في وزارة الداخلية الذي ابدى لي من المساعدة ما يمكن ان يكون سنة لاي عراقي شريف ، واني اذ اذكره هنا مطريا فانما انا في موقف الشاكر الممتن مع علمي باستيائه من ذلك. واتذكر جيدا انه عندما اوصى بي خيرا الى صديق له في مديرية الجوازات طلب منه بالنص ان يسرع في معاملتي لضيق وقتي شريطة الا يكون ذلك على حساب القوانين السارية والتعليمات المتبعة ، وكان ذلك الشخص بمستوى المسؤولية حقا . وما عدا ذلك فلم اجد الا وجوها عابسة عليها غبرة
اتحدث اليك الان ونحن في اليوم الاول من العام الميلادي وقد دخلتُ في الثانية والخمسين من العمر ، ولاني اجدني اكثر من اي وقت مضى مرتبطا بحبل سري بالعراق فانني لا ارى لي مقرا ابديا في المهجر اذ اعتبره محطة عابرة مهما طال المقام فيه ، في هذا العمر المتاخر استحيي حتى من طفلي عندما اقدم لهما الاغراءات بالعودة للوطن . لوطن لا املك فيه ورقة من دفتر.
وطن استحق ان اتملك فيه كما تتملك انت وسواك . فمنذ اكثر من ثلاثين سنة وانا - ومثلي الالاف - مشرد في مدن الشمس وحواضر الثلج ، فقط لكي لا اعطي بيدي اعطاء الذليل ولا اقر للانظمة الجائرة اقرار العبيد ، وكنت ذات يوم مع السيد المالكي في خندق واحد في الشام نقاتل بالكلمة الحقة ونواجه معا مكائد النظام منتصف التسعينيات . ان كنت تشعر بالمسؤولية حقا وهي ضمن واجبك الذي تتقاضى عليه راتبا من الشعب وانا واحد منه فاوصل هذه الرسالة بحذافيرها كاملة غير منقوصة الى ابي اسراء واني على يقين من انه سيحدث تغييرا فيه خدمة الصالح العام. ولك وله مني الشكر الجزيل
والسلام.