ماجي سميث فى مشهد من الفيلم
الكويت - عبد الستار ناجي
يذهب فيلم "سيدتي الكبيرة" My Old Lady بعيدا في طروحاته في تحليل العلاقات الإنسانية، بالذات في علاقتها مع السكن، ليؤكد أن السكن هو "الحياة" مهما صغر أو كبر، فإنه بالنسبة لسكانه فضاء الأمان والذكريات والحنين والأمل.
حول هذا الموضوع يدور الفيلم الذي كتبه وأخرجه الأميركي إسرائيل هورفيتس، الذي كان يحلم بأن يكون معه عدد آخر من النجوم، لعل من بينهم آل باتشينو، ولكن ظروف ارتباط الأخير جعلته يطرح عددا آخر من البدائل التي جاءت في موقعها الحقيقي لتعطي الفيلم قيمة عالية، وبالذات حضور النجمة البريطانية ماجي سميث.
والفيلم يروي حكاية "ماثيو"، الذي يقوم بدوره كيفين كلين، والذي يحضر من نيويورك لتصفية إرث والده، وهو عبارة عن شقة في باريس، لكنه فور وصوله إلى الشقة يكتشف وجود امرأة عجوز تقيم فيها، ومعها أيضا ابنتها، وتقوم بدور السيدة العجوز النجمة ماجي سميث، وبدور ابنتها النجمة كرستين سكوت توماس.
وحينما يطالب "ماثيو" السيدة العجوز بالخروج من الشقة، يكتشف أن هناك قانونا للإيجارات في فرنسا يمنع الساكن القديم الذي أمضى سنوات عدة في السكن ذاته من الخروج حتى وفاة المستأجر.
ويبدأ ماثيو فكرة مشاركة السيدة وابنتها السكن، إلا أنه يكتشف أنه يتسبب لهم ببعض المضايقات، وسرعان ما تبدأ العلاقات بالتطور، ليكتشف ماثيو أن العلاقة بين والده وتلك السيدة العجوز أكبر من كونها مجرد مستأجرة، وتصل العلاقات إلى ذروتها بين ماثيو وابنة تلك السيدة، التي تجسدها كرستين سكوت توماس.
ما هو لاحق من حكايات ومفارقات يظل يصب في تعميق المضامين الإنسانية، وأهمية فهم واستيعاب الآخر وقبوله، وعبر تلك المعطيات يكتشف ماثيو أن رحلته لاستعادة تلك الشقة "الارث" حملت له الحب أولا مع ابنة تلك المرأة التي كانت في يوم من الأيام كل شيء في حياة والده، الذي ترك لأجلها نيويورك ليقيم في باريس،
وها هو في الطريق يكرر التجربة من جديد مع ابنتها، فما يحمله من حب لها سيجعله يفكر جديا في الاستقرار في باريس الجميلة التي حملت له الحب، كما حملته لوالده من ذي قبل.
وتقوم ماجي سميث بدور "ماتيلدا" العجوزة، وتعد ماجي واحدة من أهم نجمات المسرح والسينما في بريطانيا، وهي حاصلة على لقب "فارسة"، وعلى جائزة الأوسكار مرتين.
ويشارك في الفيلم النجم الأميركي كيفين كلين الفائز بالأوسكار، وكرستين سكوت توماس الحاصلة أيضا على الأوسكار، وشاهدناها في عدد من الأفلام المميزة، ومنها "الطبيب الإنجليزي".
فيلم "سيدتي الكبيرة" ليس مجرد حكاية تقليدية بل قيم كبرى على هامش حكاية بسيطة يمكن أن تحدث كل يوم.