Mandag, January, 02, 2012
آمال ومخاوف صحف العالم في عام 2012
بعض الصحف تتوقع استمرار عدم الاستقرار
تنوعت توقعات الصحف في الشرق الأوسط والصين وجنوب آسيا وأوربا بالنسبة لعام 2012.
فبينما هيمنت المخاوف من عدم الاستقرار والمشكلات الاقتصادية على توقعات الصحف في الشرق الأوسط وأوربا، كانت هناك آمال عادلت تلك المخاوف في بعض صحف آسيا بأن العام الجديد سيكون جيدا بالنسبة لسلطة الشعوب والنمو الاقتصادي.
الشرق الأوسط
يقول مقال لإيلي أفيدار نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية "إن عام 2012 سيكون العام الذي ستغير فيه القيادة الإسرائيلية نهجها تجاه العالم العربي. فمع تضاؤل النفوذ الأمريكي وتراجع القيادات في الدول العربية، يجب أن تتعلم إسرائيل التواصل مع الشعوب في المنطقة".
وفي مقال كتبه سميح شبيب في صحيفة "الأيام" الموالية لحركة فتح والتي تصدر في رام الله، تحذير من "أن التطورات الكبيرة والأحداث التي قد تقع في المنطقة في عام 2012، ستكون مؤثرة وخطيرة على وجودنا وكياننا ومستقبلنا".
وفي تعليق أكثر تفاؤلا يرى ماجد مراد في موقع صحيفة "فلسطين" التي تديرها حركة حماس من غزة "أن عدد المؤشرات الجيدة في بداية العام الجديد يعني "الخلاص من الديكتاتورية في المنطقة المحيطة بنا" وأضاف الكاتب "ستفضي التغييرات السياسية –بمشيئة الله- إلى وجود خريطة سياسية جديدة في المنطقة يُحترم فيها حق تقرير المصير".
أما أسامة الشريف في صحيفة "الدستور" الأردنية فيقول "من الواضح أن عام 2012 سيكون مليئا بالأحداث والأزمات على المستويين المحلي والدولي". ويقول الكاتب "بالإضافة إلى الأحداث في مصر واليمن والجزائر وربما الأردن والعراق، فإن كل العيون تتطلع إلى ما سيحدث في سورية".
وفي سورية ذاتها تقول صحيفة "الثورة" التي تملكها الحكومة "إن الناس في أنحاء البلاد يتطلعون إلى العام الجديد وكلهم أمل وتفاؤل". وأضافت الصحيفة -مشيرة إلى الاحتجاجات الواسعة النطاق ضد الحكومة والتي يصورها النظام ووسائل الإعلام الرسمية على أنها تمرد إسلاميين متشددين- أنه "على الرغم من أن عام 2011 كان مليئا بالقتل والتخريب والخطف وأعمال الإرهاب، فإن المواطنين السوريين –في عام التحدي-" -كما يقول الكاتب منذر عيد- "تمكنوا من الانتصار على التوتر مرة أخرى لأنهم أقوى من أي متآمر أو أي مؤامرة".
الصين
ويتوقع مقال كتبه المحلل السياسي وانغ هونغانغ في صحيفة "غوانزغزو ريباو" أن سلسلة الاضطرابات العالمية التي تمثلت في "الربيع العربي" و"الصيف الأوربي" و"خريف وول ستريت" ستستمر في الحدوث وفي إشعال سلسلة من التأثيرات المتتابعة، مما سيجعل عام 2012 أكثر تعقيدا وصعوبة في التنبؤ -من عام 2011-بما قد يحدث خلاله".
غير أن مقالا آخر كتبه تشن جيبينغ في صحيفة "نانفانغ دوشي باو" يقول "إن الوضع ليس بهذا السوء" وتقول الصحيفة "إن أزمة الديون والركود الاقتصادي قد يكونان نقطة فارقة لنا لتحويل بنية الاقتصاد والنمو إلى قوة اقتصادية معتمدة على الطلب المحلي". وتضيف الصحيفة "إن زيادة الوعي بحقوق الشعوب قد تكون نقطة البدء في التفكير والتدقيق في مفهومنا عن الحكومة، وبدء رحلة جديدة من الإصلاح".
جنوب آسيا
وفي افتتاحية صحيفة "الأخبار" الباكستانية تقول الصحيفة "إن السلام والاستقرار قد يكونان بضاعة آخذة في النقصان في عام 2012". وحذرت الصحيفة من حرب أهلية في نيجيريا، ومن بلبلة عميقة في جزيرة كوريا، بينما وصفت الثورات العربية بأنها دراما يومية متواصلة. لكنها –مع ذلك- ترى بصيص أمل في مستقبل ديمقراطي في بورما".
وفيما يتعلق بالجبهة الداخلية، فإن عددا من الصحف الباكستانية اتفقت في افتتاحياتها يوم 1 يناير/كانون الثاني "على أن عام 2011" -كما قالت صحيفة "إكسبرس تربيون"- "يجب أن يصنف بين أسوأ الأعوام في حياة أمتنا" . وتقول صحيفة "فرنتيير بوست" إن العام كان مفعما بالمآسي والاضطراب. وتصف صحيفة "دايلي تايمز" العام بأنه "أحد أسوأ الأعوام في تاريخ باكستان"، بينما قالت صحيفة "الفجر" إن الباكستانيين يتطلعون بالتأكيد إلى عام أقل مأساوية".
أما في الهند فقالت صحيفة "التايمز" في نغمة أكثر تفاؤلا "إن أداء الهند لم يكن سيئا"، وقالت الصحيفة بالنسبة للوضع الدولي "إن فكرة سلطة الشعوب ازدهرت" في بورما وفي العالم العربي على السواء. وبالنسبة للاقتصاد، قالت الصحيفة "لقد بزغت آسيا مثل مصارع شاب يواجه وحشا مترنحا" في أوربا وأمريكا.
وفي تلخيص للأخبار السارة قالت الصحيفة "إن الأمم الأفريقية أصبحت أحدث الاقتصاديات البارزة في العالم، مع تلاشي الحروب الأهلية في القارة".
أوربا
تحذر صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية في افتتاحيتها في صفحتها الأولى التي كتبها سيرغي دوسول معلقة على أزمة الديون "بأن البلاد تدخل مرحلة خطرة على مستقبلها". وأضاف الكاتب أن السبب الأساسي للصعوبات التي تواجهها فرنسا يكمن في استخدام القروض في دفع التكاليف المستمرة المترتبة عليها، وهذا ما تفعله كل الدول في منطقة اليورو".
وكتب كلاوس ديتر فرانكنبيرغر في صحيفة "فرنكفورتر" الألمانية رافضا التكهن بشأن مستقبل اليورو، ومشيرا إلى "أننا سنعرف أكثر خلال 12 شهرا".
وتهتم الصحيفة نفسها بما تسميه "الصدفة النادرة" وهي أن أربعة من بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين –وهم الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين- ستجري بها إما انتخابات رئاسية، وإما ستنتقل بها السلطة إلى زعيم جديد، وهذا –كما تقول الصحيفة- سيجعل السياسة في العالم قصيرة الأمد.
وفي صحيفة "در تاغشبيغل" كتب هارتموت فيفتزر تحت عنوان "العالم سيكون أفضل" يقول "على الرغم من النبوءات المحزنة الكئيبة المتكررة خلال المئة عام الماضية، فإننا مازلنا نرى الإنسانية موجودة في عام 2012". وتضيف الصحيفة "أن الأعمار والرخاء في ازدياد في أجزاء كثيرة من العالم، على الرغم من كثرة النبوءات المناقضة لهذا".
وتقول الصحيفة إن التهديد الذي تمثله الحروب والعنف آخذ في التراجع عبر العقود".