على فراش المفاوضات


طوني حداد
-----------------------------------


الست فيروز للصباح..
والست أم كلثوم للمساء والسهرة..
كيف يعني؟ شو هالخبرية.. مين اخترعها..مين ألفها ولحنها؟
ايه شو هني حبوب (انتي بيوتيك).. مضاد التهاب مابتتاخد غير بموعدها وعالتكّة؟!
وين الكارثة اذا شي مواطن أو مواطنة طلع عبالو يسمع: (يامسهرني ) الصبح و: (يسعد صباحك ياحلو) بالسهرة؟
أو يسمعهما معاً في أي وقت؟
شو سمك ولبن هنن يعني؟!
بالمناسبة لمّا أنشد (عمرو بن كلثوم) معلقته (الصباحيّة) التي مطلعها:
ألا هبّي بصحنكِ واصبحينا..ولاتبقي خمور الأندرينا
مش على علمي أنو شاعرنا قال:
(تُقرأ صباحاً حصراً تحت طائلة التسمّم) ..!
بالمناسبة أيضاً عمرو بن كلثوم مش حفيدها للسيدة أم كلثوم..
هو حفيد لجدّة أخرى والله أعلم..
وأم عمرو بن كلثوم هي (ليلى بنت الزير سالم المهلهل) وهيدي لسّه أشهر من الست أم كلثوم المطربة العظيمة.. حيث أن ابنها قتل ملك الحيرة (عمرو بن هند) كرمالها ..!
تقول الحكاية:
قال الملك عمرو بن هند ذات يوم لندمائه : هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمّهُ من خدمة أمي؟
فقالوا : نعم عمرو بن كلثوم ، قال : ولمَ ذلك ؟ قالوا : لأن أباها مُهلْهِل بن ربيعة وعمها كليب وائل أعزُّ العرب وبعلها كلثوم بن مالك بن عتاب أفرسُ العرب وابنها عمرو بن كلثوم سيّد مَنْ هو منه ، فأرسل الملك إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويطلب أن يُزيرَ أمَهُ مبيّتاً نيّة اهانتهما فلما كانت أمه عند أم الملك ( وأم الملك هي هند عمّة امرئ القيس الشاعر ) قالت أمُّ الملك لها :
يا ليلى ناوليني ذلك الطبق فردت عليها :(لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها )
فلما ألحّت عليها بتعالٍ وازدراء صاحت ليلى :
“واذلاّه …. يا لتغلب…”
فسمعها إبنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه والقوم يشربون.. فقام إلى سيف معلق في الرواق ليس هناك سيف غيره فضرب به رأس الملك وقام ومن معه فسار نحو الجزيرة .. وفي الطريق أنشد قصيدته التي عُلقت على “أستار الكعبة”
يقول في معلقته :
بأيَّ مشيئة عمرو بن هندٍ .. تطيع بنا الوشاة وتزدرينا
تهددنا وتوعدنا.. رويداً .. متى كنّا لأمّك مقتوينا
“مقتوينا” يعني خادمينا..( في معجم “لسان العرب” : القَتْوُ الخِدْمة”)
وكان مطلع المعلّقة:
ألاَ هُبِّي بصحْنكِ فاصبحينا ولا تُبقي خمورَ الأندرينا
ياسلام .. هيدا حكي .. وهكذا تكون الشهامة..
الشاعر الفارس (عمرو بن كلثوم) قتل مَلكاً لأنه أهان أمَّهُ..!
فلاشُلّت يمينه..
وآل شخبوط من عاربة ومستعربين ومرتزقتهم من بعض القيادات الفلسطينية ومستلحقاتها عملوا ذات الشي..
فقد ضاجَعوا (تسيبي ليفني) ردّاً على اهانة الصهاينة لأمهاتنا الفلسطينيات..!
شفتوا مروءة آل شخبوط ؟!
هيدا انتقام مزلزل و”بيرفع الراس” !
وآخر ماحرّر “تسيبي ليفني- وزيرة عدل الكيان الغاصب الحاليّة- كانت أمس ضيفة “شرف” على مائدة الأعراب على هامش اجتماعات الجمعية العمومية في الأمم المتحدة..
كل مندوبي الخليج كانوا في هذا الغذاء..
السعودية ..الكويت ..الامارات ..قطر .. البحرين ..ومع الأسف “مصر”!.
وكانت وليمة انجطاط عارمة ليست بمستغربة على هؤلاء “المقتوينا”..!
بالمناسبة “تسيبي ليفني” هي أول من أسّستْ لجهاد النكاح قبل “:محمد العريفي”!
لها براءة الاختراع بلا منازع..!
وعربان الغفلة -كما بات معروفاً- وباعترافها قدّموا للحسناء “ليفني” كل أسرار الأمّة على “فراش” المفاوضات..لابل قدّموا رقاب شعوبهم على هذا “الفراش”..!
آل شخبوط الأعراب-مع دعم استراتيجي من “الفياغرا”- أفضل من يجيد التفاوض على مثل هذه “الموائد” الوثيرة..!
وفي دعوتهم للشقراء “ليفي” كضيفة شرف الى العشاء كان لسان حالهم يقول:
“جددتِ حبّك ليه بعد الفؤاد مارتاح” كما قالت السيدة أم كلثوم..
والست أم كلثوم -كما أسلفنا- ليست جدّة “عمرو بن كلثوم”!
على الأرجح..