0
يرتبط شهر رمضان بالحديث عن أشهر أنواع الحلوى، التي لا تكاد تخلو منها مائدة، وهي الكنافة والقطائف وقمر الدين.
وحول القصة التاريخية لهذه الحلوى تقول الأستاذة الدكتورة "سعاد ماهر" أستاذ التاريخ الإسلامي بآداب القاهرة:
إن استعمال المصريين للكنافة والقطائف لم يكن حدثاً جديداً في العصر الإسلامي، فقد عرفته مصر منذ أقدم العصور.
أما في العصر الإسلامي، فقد قيل إن الكنافة والقطائف قد عملتا "لمعاوية بن أبي سفيان"، إذ كان لا يتسحر إلا بهما.
كما كانت مائدة الخليفة "سليمان بن عبد الملك" لا تخلو من الكنافة والقطائف طوال شهر رمضان، ولا أدل على ما للكنافة والقطائف من أهمية، أنهما كانتا موضع مساجلات بين الشعراء، ومن ذلك قول "زين القضاة السكندري":
لله در قطائف محشوة من فستق رعت النواظر واليدا
شبهتها لما بدت في صحنها بحقاق عاج قد حشين زبرجدا
عاشق الكنافة
ولم يقف حديث الأدباء والشعراء عن الكنافة عند حد وصف موائدها، بل تعدى ذلك إلى الحب وعشق الكنافة والهيام بها، والتغزل فيها، حتى صار لها من العاشقين من خلد ذكرها وخلدته.
ويذكر التاريخ كيف أحب "أبو الحسين يحيى الجزار" الكنافة حباً ملك عليه كل بطنه وكل مشاعره،
تغزل فيها وهام بحب صوانيها، ولقد ردد الناس شعره في الكنافة وتناقلوه، وشغلت المحافل كلها بما كتبه العاشق الولهان.
ومالي أرى وجه الكنافة مغضبا
ولولا رضاها لم أرد رمضانها
عجبت لها في هجرها كيف أظهرت
على جفاء صدعني، جفانها
ترى اتهمتني بالقطائف فاعتدت
تصد اعتقاداً أن قلبي خانها
مذ قاطعتني ما سمعت كلامها
لأن لساني لم يخاطب لسانها