الكويت - عبدالستار ناجي



يحلق النجم نيكولاس كيج بعيداً، في ظل ازدحام الأعمال السينمائية، التي انطلقت هذا العام، والتي انشغل نسبة كبيرة منها بالاقتباسات من الكتب المقدسة، بالذات، الإنجيل، والتوراة، ومنها أفلام "نوح" و"ابن الرب" و"نزوح" وغيرها.



ولكن حينما يأتي فيلم "تركناهم خلفنا" بمعنى أدق والمقتبس عن رواية بذات الاسم لجيري جينكيز الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" والذي كان قد نشر الرواية أصلا في الصحيفة.



وتنطلق أهمية هذا الفيلم من كونه يناقش حدثا قريبا من الواقع مع مزج متطور مع الخيال العلمي، في كتابة، تجعل المشاهد ملتصقا بكرسيه، يلهث وراء فك الرموز والشفرات الخاصة بالفيلم والشخصيات.



تبدأ إحداثيات الفيلم، حينما يحلق الطيار "نيكولاس كيج" بإحدى الطائرات التجارية، بعد أن ودع ابنته في المطار وبعد لحظات من الإقلاع، يحدث شيء ما، حيث يختفي ملايين البشر، وبظروف غامضة، ويبدأ الطيار مواجهة الموقف مع الركاب المذعورين بعد أن لحق بالطائرة بعض الضرر، وفقدان عدد من الشخصيات من بينهم مساعدا الطيار.



في تلك الأثناء نتابع حكاية ابنة الطيار التي فقدت كل أهلها الذين هم على الأرض، من بينهم والدتها وشقيقها.

فيما يحاول الطيار الصمود من أجل العودة إلى الارض، لمتابعة من تركهم خلفه من أهل وأصدقاء، وهكذا حال بقية الركاب الذين كانوا في عزلة عن ذويهم الذين فقدوا في ظروف غامضة لا يمكن فك رموزها بسهولة.



ورغم خلفية النمط الفني والفكري الذي يذهب إليه العمل، في كونه يتعرض لحكاية غير حقيقية، ولكنها تظل قادرة على اجتذاب المشاهد، ومواجهة الكثير من الأفلام الحقيقية والمقتبسة من الكتب السماوية التي تغزو الصالات وتحصد النجاح.








قصة مليئة بالألغاز


فيلم "خيال علمي" ولكنه في لحظة ما، يجعلنا نعتقد بأننا أمام قصة حقيقية، محبوكة الصنعة، ثرية بالألغاز، كلما مضت الأحداث تعقدت وتشابكت، حتى نصل إلى مرحلة تزدحم في ذهننا الأسئلة.



ونشير هنا إلى أن النص الروائي الذي كتبه جيري جينكيز ترجم الى 32 لغة، ضمن السلسلة التي أصدرها، وتم بيع أكثر من 65 مليون نسخة، ونؤكد أنها واحدة من أهم سلاسل الخيال العلمي، وأكثرها بيعا.



في الفيلم، يظل نيكولاس كيج، معلقا طيلة أحداث الفيلم في الطائرة، وهو يدير الأحداث ويتابع ما يجري من خلال عين ابنته التي فقدت كل من يحيط بها، ما عدا والدها، وجسد دور الابنة كلو "كاسي تومسون" والتي تعيش حالة من الجنون وهي ترى الدمار الذي يحيط بها، بعد أن فقدت الجميع، وراحت تشهد الدمار يعم المكان، مع اختفاء الكثيرين في ظروف مقرونة بالغموض والقدرية.



يمتاز الفيلم بحضور مدير التصوير القدير جاك ان.غرين وأهم أفلامه "بلا غفران" وأيضا الموسيقار جاك ليتز الذي صاغ من ذي قبل أفلاما عدة من بينها "الأم المسيح".



خلف الكاميرا، كان المخرج المخضرم، تشاد مايكل موراي الذي قدم فيلم "ثور" و"حرب العالم" وهو يضيف للفيلم هنا حالة متطورة من المزج بين الخيال العلمي والمغامرة، وأيضا المستوى الرفيع لإدارة فريق العمل لصياغة عمل سينمائي عالي الجودة.