Sunday, January,01, 2012
مثقفون وناشطون مدنيون يطلقون مبادرة لجعل 2012 «سنة للسلم والمحبة والتعايش»
احتفالات العام الجديد: عمليات بغداد ترفع حظر التجوال والمواطنون يرقصون حتى الصباح
احتفالات واسعة في اربيل ابتهاجا بقدوم العام الميلادي الجديد استمرت حتى صباح الامس
اطلق مثقفون وناشطون مدنيون، امس الاحد، مبادرة لجعل عام 2012 "عام للسلم والمحبة والتعايش" مطالبين السياسيين بـ "تقليل لغة التحريض والكراهية". يأتي هذا بالتزامن مع احتفال رسمي الحكومة العراقية للاحتفال بالعام الجديد بالتزامن مع الانسحاب الاميركي من البلاد اقيم على خشبة المسرح الوطني الليلة قبل الماضية وسط العاصمة بغداد، بمشاركة آلاف العراقيين، التي شهدت رفع حظر التجوال.
ونظم مثقفون واعلاميون وناشطون مدنيون مبادرة لاعلان عام 2012 "عاما للسلم والمحبة والتعايش" وسط ساحة الفردوس حيث شهدت اسقاط تمثال صدام حسين في 2003.وفي لقاء مع "العالم" امس الاحد، قالت شروق العبايجي، الناشطة المدنية، "نحن هنا في ساحة الفردوس لنؤكد على ان العام 2012 هو عام للسلم والمحبة والتعايش والعسكرة والتقليل من لغة العنف والتحرض والكراهية لاي سبب كان".
واضافت العبايجي "ادعو رجال الدين والسياسيين والمثقفين والاعلاميين ان يتخلوا عن خطابات التحريض التي تؤددي الى الاستقطابات مهما كان شكلها والمسميات والمساومات وليحترموا رغبة العراقيين بالاحتفال وليفتحوا صفحة جديدة في التعامل ما بين مختلف شرائح المجتمع".وتتابع بالقول "القوات الامنية، هذا اليوم، اخذت على عاتقها ان تؤمن اجواء وقفتنا مع ان الهواجس الامنية كانت حاضرة"، وتلفت الى انه "كل شيء ممكن الحدوث هنا في بغداد لكن الرغبة بالاحتفال والفرح الغامر بددا هذه الهواجس وهذه هي قوة الحياة التي فرضت نفسها على الخوف".
وعن اجواء الاحتفالات التي شهدتها العاصمة العراقية مساء السبت، تقول العبايجي "يوم امس (السبت) كان يوما مميزا في العراق عموما وفي بغداد على وجه الخصوص"، وتردف "مظاهر الفرحة عمت ارجاء العاصمة الى ساعة متأخرة من الليل وشوارعها كانت تغص بالمحتفلين من مختلف المناطق".
وترى العبايجي ان "الشيء الابرز هو احتفال الشباب الذين كانوا الاكثر بين الجمهور وبدت عليهم الفرحة بشكل مختلف عن باقي الفئات العمرية"، وتلفت "من الواضح انهم كانوا كذلك متعطشين الى ممارسة طقوس الفرح في مثل هذا اليوم والاحتفال بهذه المناسبة انطلاقا من حبهم للحياة ورغبتهم بممارسة حياتهم الطبيعة كأقرانهم في مختلف ارجاء العالم".وعن الاجراءات الامنية التي رافقت الاحتفالات الحكومية بالعام الجديد والانسحاب الاميركي، تقول العبايجي "على الرغم من مظاهر العسكرة، التي كانت تسيطر على الشارع ولتأمين الحماية للجماهير، الا ان روح الاحتفال والفرح كانت هي الطاغية ولاول مرة نرى العوائل العراقية تسهر في الشارع حتى ساعة متأخرة مع اطفالهم رغم برودة الطقس مما سدلل على ان العراقيين متعطشين الى الحياة الطبيعية المدنية".
وكانت قيادة عمليات بغداد قررت رفع حظر التجوال ليلة رأس السنة لاتاحة الفرصة للاحتفال بالمناسبة، حسبما نقلت قناة العراقية مساء السبت.وفي مدينة اربيل، عاصمة اقليم كردستان، توافد العشرات من المواطنين الى قلعة اربيل والشوارع العامة منذ بدء مساء السبت للإحتفال باعياد رأس السنة، دون انتظار توقف الامطار المستمرة .
ومارس المواطنون المحتفلون الطقوس الاحتفالية (الدبكات) بالرغم من تساقط زخات من المطر.
وجرت هذه الاحتفالات الجماهيرية وسط اجراءات امنية.وقال امين سوران، احد المحتفلين لـ "أصوات العراق"، خلال احتفاله واصدقاءه "كنا ننتظر منذ عصر توقف الامطار كي نخرج ونحتفل بعيد رأس السنة، لكن ما شاء الله المطر لم يتوقف وقررنا مع مجموعة من الاصدقاء واغلبنا طلبة للخروج الى الشوارع والامكان العامة ومشاركة المواطنيين بالاحتفال" . وتمنى هيوا امين المشارك في الاحتفالات بالقرب من قلعة اربيل، ان "يسود الاستقرار في العراق بشكل عام، وان يتفق السياسيون على حلحلة المشاكل".
وفي حديث لـ "العالم" امس، قال حيدر منعثر، الفنان العراقي المعروف، "عشنا يوم امس لحظات فرح استثنائية وتاريخية وهي قد تكون منصة حقيقية لانطلاق افراح قادمة ولمشاريع ثقافية متميزة فنحن نريدها سنة متميزة على المستوى الثقافي".
واضاف "كان لدينا احتفال مركزي اقامته وزارة الثقافة، متمثلة بدائرة السينما والمسرح، وكانت الدعوة عامة لكل العوائل العراقية، وعلى مدى ثلاث ساعات مساءا غصت قاعة المسرح الرئيسية بالحاضرين ما اضطرنا الى نصب كراسي متحركة اضافية".وعن ابرز فقرات برنامج الاحتفال الذي شهده المسرح الوطني، قال منعثر "عرض الفلم العراقي القصير الوفاء، والذي تحدث عن انسحاب القوات الاميركية من العراق، وعلت اصوات التصفيق عندما قدمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية عرضا فلكلوريا متميزا، بعد ذلك قدم المطرب المخضرم رضا الخياط وصلة غنائية الهب بها حماس الجمهور الحاضر الى الحفل".
ويلفت الفنان العراقي البارز الى ان "وزير الثقافة سعدون الدليمي كان متواجدا حتى نهاية الحفل برفقة عدد كبير من المسؤولين". ويضيف "بعد ان انتهى الاحتفال المركزي في المسرح الوطني خرج جميع الضيوف والحاضرين برفقة وزير الثقافة الى الحديقة المقابلة للمسرح الوطني، والتي اعدت لاستقبال العوائل العراقية بتزيينها بالنشرات الضوئية واطلاق الالعاب النارية، وسط حضور اعلامي متميز".
وبشأن انطباعه عن مظاهر الفرح والبهجة التي شهدها المسرح الوطني والمنطقة المحيطة به، يقول حيدر منعثر "بكل تأكيد ان يكون المسرح الوطني هو المكان المخصص لاقامة الاحتفال المركزي بمناسبة بداية العام الجديد من جهة ومناسبة جلاء القوات الامريكية من جهة اخرى هو تعزيز وانتصار للثقافة العراقية والمسرح العراقي، ولهذا سيبقى المسرح الوطني معقلا للثقافة والابداع والفنون جميعا".
العالم
رد مع اقتباس
