Sunday, January,01, 2012
علاوي أول ضحايا الانسحاب ... والمالكي أكبر المستفيدين
انشقاق نواب وأعضاء شيعة عن العراقية يكرس الطائفية السياسية
أعضاء بحركة الوفاق العراقي في النجف يعلنون انشقاقهم عنها
تواجه وحدة القائمة العراقية ضربات متتالية من نواب وأعضاء مجالس محافظات جنوبية شيعية ينتمون للقائمة العراقية بزعامة علاوي، بما يتركها على طريق تمثيل المكون السني وحده. اعتبر مراقبون ذلك تكريسا للمشهد الطائفي في مرحلة ما بعد اكتمال الانسحاب الأميركي.
_________________________________________________
يوجه نواب واعضاء مجالس محافظات جنوبية شيعية ينتمون للقائمة العراقية بزعامة علاوي، ضربات متتالية لوحدة القائمة وقوتها وبما يتركها على طريق تمثيل المكون السني وحده، برغم اتهامات مسؤوليها للسلطة بالوقوف وراء هذه الانشقاقات بالترهيب والترغيب فيما اعتبر مراقبون ذلك تكريسا للمشهد الطائفي في مرحلة ما بعد اكتمال الانسحاب الأميركي ويقوي من شكيمة المالكي في مواجهة خصومه السياسيين حيث يستعد لمحاكمة الهاشمي غيابيا.
انشقاق عشرات الاعضاء عن العراقية والوفاق
واليوم الاحد اعلن 42 من نواب وممثلين عن القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي في محافظة البصرة، و4 في محافظة بابل انشقاقهم عن القائمة بسبب ما قالوا انها عمليات تهميش يتعرضون لها وتوجه طائفي لقيادتها.
واكد النائب عن العراقية وأحد شخصياتها المعروفة في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) هو اسكندر وتوت انسحابه وثلاثة اعضاء اخرين ممثلين للعراقية ولحركة الوفاق العراقي بزعامة علاوي انسحابهم من العراقية، احتجاجا لما قالوا انه خروج للقائمة "عن مسارها الطبيعي وتبنيها مشروع الاقاليم وارباك المشهد السياسي، وتعطيل عمل مجلس النواب الذي انعكس سلبا على تقديم الخدمات للمواطنين".
وقال وتوت وهو نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي في مؤتمر صحافي في مدينة الحلة عاصمة المحافظة ان انسحابه من العراقية جاء بسبب "عدم تنفيذها للمشروع الوطني الذي كنا نطمح ونسعى اليه قبل الانتخابات"، واوضح ان المنسحبين معه من اعضاء القائمة هم عامر المرشدي محمد ماكول وامل سلومي وعلي حسين مستشار محافظ بابل. واشار ايضا إلى ان الانسحاب جاء نتيجة سيطرة كتل داخل العراقية على قراراتها.
وقال إن علاوي لا يدير العراقية وانما أشخاص من كتل منضوية تحت القائمة.
وفي محافظة البصرة (550 كم جنوب بغداد) قال عضو حركة الوفاق غالب الأسدي في مؤتمر صحافي ان 42 من اعضاء الحركة والقائمة العراقية قرروا الانسحاب منهما والانضمام إلى حركة أبناء العراق للتغيير التي تأسست في محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) الاثنين الماضي من اعضاء اعلنوا انشقاقهم عن العراقية ايضا.
واضاف إن الانسحاب يأتي نتيجة لما يتعرض له اعضاء العراقية في المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط، من التهميش والاقصاء من قادتهما في العاصمىة بغداد وعدم منحهم المناصب العليا في الحكومة ومعارضتهما لانشاء اقليم البصرة اضافة إلى الانسحاب من الحكومة ومجلس النواب.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من انسحاب اعضاء العراقية والوفاق الوطني في النجف (160 كم جنوب بغداد) وانضمامهم إلى حركة ابناء العراق للتغيير بسبب ما وصفوه بسياسة التهميش والإقصاء، والتوجه الطائفي الذي تتبعه القائمة مع فروعها في محافظات الجنوب وفقدان التوازن في التعامل مع الامور العالقة منها قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.
وعلى مدى الشهرين الماضيين شهدت العراقية انشقاقات مماثلة عندما أعلن أعضاء في حركة الوفاق احد مكونات القائمة بمحافظة واسط (160 كم جنوب بغداد) في ايلول (سبتمبر) الماضي انشقاقهم عن الحركة وتشكيلهم تجمعا جديدا فيما أعلن النائب عن محافظة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) محمد الدعمي في آب (أغسطس) الماضي انسحابه من القائمة العراقية والانضمام إلى كتلة العراقية البيضاء التي شكلها في آذار (مارس) الماضي ثمانية نواب انشقوا عن العراقية ثم تبع ذلك انشقاق نائب آخر هو زهير الاعرجي.
العراقية تتحول إلى ممثل لمكون واحد
واعتبرت مصادر عراقية تحدثت إلى "إيلاف" هذه الانشقاقات التي يعلنها نواب واعضاء في مجالس المحافظات الجنوبية الشيعية، انعكاساً للازمة السياسية التي تشهدها البلاد في اخطر تطور بعد اكتمال الانسحاب الاميركي حيث يواجه أحد قادة العراقية هو نائب الرئيس طارق الهاشمي اتهامات بالتحريض على القتل والارهاب، وصدور مذكرة اعتقال بحقه والإعلان اليوم عن حجز امواله المنقولة وغير المنقولة، تمهيدا لمحاكمته غيابيا اضافة إلى تعرض نائب رئيس الوزراء القيادي في العراقية صالح المطلك وهما سنيان للإقالة اثر وصفه لرئيس الوزراء نوري المالكي الشيعي بالدكتاتور. ومع توقعات ان تمتد المواجهات إلى وزير المالية القيادي في العراقية رافع العيساوي المهدد بالاقالة ايضا.
وعلى الرغم من تأكيد العراقية إن انسحابات أعضائها هؤلاء تأتي نتيجة تعرضهم "لأساليب الترويع والترهيب التي تمارسها ضدهم بعض الجهات النافذة"، في اشارة إلى الحكومة الا ان المصادر اعتبرت انشقاق نواب واعضاء مجالس محافظات من الشيعة، بمثابة ترك القائمة لمكون واحد هم السنة. واشاروا إلى ان هذا التطور هو بمثابة تكريس للطائفية في المشهد السياسي العراقي بشكل يمكن القول معه ان القائمة قد اصبحت بذلك اولى ضحايا الانسحاب الاميركي من العراق.
وتساءلت المصادر عن مصير الزعامة الحالية للقائمة التي يقودها الشيعي اياد علاوي، وفيما اذا كانت ستبحث عن زعيم آخر لها من قياداتها السنية مثل رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي.
وتؤكد العراقية إن جهات نافذة في اشارة إلى ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي تقوم بترهيب وترغيب عناصر تدعي انتماءها للقائمة لاعلان انشقاقها وسط ضغوط كبيرة وتهديدات بالقتل لعناصر القائمة في محافظات الجنوب في استهداف واضح للمشروع الوطني العراقي.
واشارت المصادر إلى ان هذه الانشقاقات عن القائمة العراقية وحركة الوفاق تصب في مصلحة المالكي الذي يقود معركة ضد معارضيه في قيادة العراقية، وتمنحه قوة في هذه المواجهة وافشال محاولاتهم لاسقاط حكومته او اضعافها في احسن الأحوال عن طريق تعليق مشاركة نواب القائمة ووزراءها في اجتماعات مجلس النواب والوزراء,
العراقية تتهم "جهات نافذة" بتشويه سمعتها
وقالت الناطق الرسمي باسم القائمة العراقية النائبة ميسون الدملوجي، ان العراقية تتعرض لحملة إعلامية تنظمها جهات معلومة للمس بمشروعها الوطني ورموزها وقياداتها، وتهدف لتشويه السمعة بتسريب الأكاذيب تارة، واستخدام شخصيات من أصحاب النفوس الضعيفة وبعض ممن لم يفز بالانتخابات تارة أخرى.
واكدت الدملوجي في تصريح صحافي تلقته "إيلاف"، ان العراقية متمسكة بالمشروع الوطني الذي يجمع العراقيين في ظل الدستور والقانون، وان أبوابها مفتوحة لكل من يسعى لبناء عراق مدني ديمقراطي، بعيداً عن كل أشكال التمييز، وأنها لا تجبر أحداً على البقاء في العراقية بل تدعو له بالخير والتوفيق اذا تخلى عنها. واشارت إلى انه "مما يدعو للاستغراب ان تعلن بعض القوى انشقاقها عن العراقية وهي لم تكن يوماً جزءً منها، وهذا يثير شكوكاً حول لهاثهم في إشغال حقائب وزارية اذا انسحبت العراقية عن الحكومة".
وأضافت الدملوجي ان بعض القوى تسعى منذ اليوم الأول لشق صفوف العراقية، وبوسائل مختلفة من الترغيب والترهيب، وهي نفس الأطراف التي تستغل وسائل الاعلام الموالية لها من فضائيات ومواقع إلكترونية، للترويج لأكاذيب لا أساس لها من الصحة. وأكدت على ان المواطن العراقي أصبح واعياً لمثل هذه الأساليب في التسقيط، وان جمهور العراقية لا تنطلي عليه مثل هذه الطرق البائسة التي لا تنم الا عن إفلاس من يقوم بها وسعيه للتخريب بدلاً عن البناء.
اما الناطق الرسمي لحركة الوفاق الوطني العراقي هادي والي الظالمي، فقد اشار إلى انه في الوقت الذي يعيش فيه ثلث الشعب العراقي تحت خط الفقر، ويتسول مئات الالاف من الشباب -لأغنى بلد نفطي- فرصة عمل في ظروف مذلة عند ابواب الدوائر والمؤسسات الرسمية، فأن جهة سياسية نافذة تستحوذ على الكثير من المال العام وتبدده في شراء ذمم النافخين في بوق السلطان، او البلطجية استعدادا لقمع اصوات الحرية كما حدث في ساحة التحرير.
وقال الظالمي في بيان صحافي ارسلت نسخة منه إلى "أيلاف" انه عوضاً عن ان تنشغل تلك الجهة السياسية ـ النافذة ـ في الشأن العام، والعمل على المصلحة الوطنية بما يمليه الواجب، فإنها كرست انشغالاتها في التأسيس لدكتاتورية كارتونية، غافلة عن انها تنسج عالما من الوهم لاوجود له الاّ في وعيها الظلامي.
واضاف انه في الآونة الاخيرة دأبت هذه الجهة على استدراج بعض من استهوته الاضواء الخادعة او ممن شرع ابوابه امام ريح الخيانة، ممن حسب على المشروع الوطني فأعدت لهم المؤتمرات الصحافية في القاعات الفخمة للمزادات السياسية الرخيصة، ليزايدوا على حركة الوفاق الوطني العراقي وامينها العام علاوي وتاريخهما النضالي في مقارعة الدكتاتورية وبناء الدولة الوطنية المدنية.وشدد بالقول "ان تلك الاحابيل الهزيلة لن تنطلي على احد، فالحركة قد اجتازت مؤامرات اكثر شراسة وخرجت منها اصلب عودا، وهي تنسج في ضمير العراقيين ووجداناتهم في ذات الوقت الذي تبني تنظيماتها على الارض". وزاد "اننا اذ ننصح تلك الجهة بالركون إلى التنافس الشريف، من خلال مصاديق الانتماء للوطن الواحد الكبير وشعبه الواحد المتعايش بسلام على مر العصور، فأننا نذكرها ايضا بالتزامها الاخلاقي والدستوري في صون وحماية التعددية السياسية، والكف عن اساليب إذكاء الكراهية والايذاء التي اتبعتها ازاء كل شركائها السياسيين والوطنيين دون استثناء، والاّ فانها ستجد نفسها في عزلة من الجميع وهي تنسف كل اسس الثقة والتآخي التي تفرضها وحدة العمل السياسي والوطني".
واكد الظالمي ان حركة الوفاق الوطني العراقي التي تقود اليوم مشروع الدولة المدنية الديمقراطية بقوة اكبر وثقة اعظم بتلاحم صميمي مع كل العراقيين، تلفت انظار شعبنا الكريم وجمهورها الوفي إلى التنبه للاساليب الرخيصة التي تهدف إلى الايهام بضعف الحركة او حصول انشقاقات فيها، من خلال تكرار عرض ذات الوجوه ممن ارتضوا المتاجرة بأنفسهم بثمن بخس في سيرك متنقل، بما يظهر افلاس الجهة الراعية لهذا التهريج، وانهماكها بالتآمر على الاخرين بديلا عن خدمة العراقيين والسهر على وحدتهم وتحقيق الديمقراطية الناجزة لهم.
وكان مرجع شيعي عراقي كبير قد ارجع الخميس الماضي سبب الازمة التي تضرب العراق حاليا، إلى المحاصصة السياسية التي تؤجج الصراعات بين الكتل ودعا العراقيين إلى الوقوف بوجه الفتن الطائفية وأن لايكونوا العوبة بيد هذه الكتلة او تلك.
وقال المرجع الديني الشيعي آية الله السيد حسين إسماعيل الصدر "ان الأيام الماضية حملت صورا عديدة لخلافات الكتل السياسية التي تتصدى لقيادة البلاد وللمسؤولية عن القرار السياسي والرسمي .. وليس ابلغ من ان نطلق على ما يجري انها طائفية سياسية". واضاف في تصريح صحافي مكتوب تلقته "ايلاف" أن "هذه الأفعال لن تجد لها أي أرض أو جذر بين أبناء الشعب العراقي والذي لابد له في ظرف مثل هذا الا ان يكون في غاية بمثل هذه المسعى المحموم الذي يريد بوحدة الشعب وتماسك أبنائه كل اذى وسوء".
ودعا المرجع الفقيه الصدر ابناء الشعب العراقي "بكل انتماءاتهم واديانهم ومذاهبهم وأطيافهم وقومياتهم لان يتيقضوا ويتنبهوا ولا يتركوا ثغرة في جسم العراق الواحد لينفذ منها الشر وأن يبقى العراق وشعبه واحدا موحدا بوجه المحاولات الطائفية والفتن المذهبية المقيتة وان لا يكون ألعوبة بيد بعض الكتل السياسية أو بعض الجهات الخارجية التي تريد لبلدنا السوء".
ايلاف