Sunday, January,01, 2012
تطورات واكتشافات طبية كبرى.. في عام 2011

إنذار مبكر لأمراض القلب ونجاحات في تطوير لقاحات مضادة للسرطان





شهد العام الماضي تطورات واكتشافات مثيرة في عالم الطب. وقد أبرزت عدة مؤسسات صحية عالمية أهم تلك الإنجازات والاكتشافات الطبية التي ظهرت في عام 2011. وتقدم «صحتك» موجزا بأهم تلك الأحداث والتطورات الطبية التي سجلت سبقا طبيا مثيرا، يبقى تأثيره جليا على مدى السنوات المقبلة.
وقد أعد هذا التقرير مشكورا الدكتور حسان شمسي باشا استشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة.

إنذار مبكر لأمراض القلب
* لأول مرة يكتشف الباحثون أنه يمكن للأشخاص الأصحاء أن يصابوا بمرض القلب، فقد أظهرت دراسة حديثة تدعى JUPITER أن مرض شرايين القلب يمكن أن ينشأ عند أناس لديهم مستوى طبيعي أو حتى دون الطبيعي من الكولسترول الضار (LDL)، وذلك إذا كان لديهم معدل مرتفع من «بروتين سي رياكتيف CRP»، الذي يعتبر ارتفاعه مؤشرا على وجود حالة التهابية.
وقد شملت الدراسة 1500 شخص، وتبين للباحثين حدوث انخفاض في مضاعفات أمراض شرايين القلب بمعدل 44 في المائة عند الذين تناولوا مركب الستاتين. أنها صيحة إيقاظ كبيرة للملايين من الناس في العالم الذين يصابون بجلطة في القلب والكولسترول عندهم في مستوياته الطبيعية! ولا بد من التأكيد على أن هناك عوامل أخرى تهيئ للإصابة بمرض شرايين القلب وأهمها التدخين ومرض السكر وارتفاع ضغط الدم والبدانة وغيرها.

أدوية حديثة للسكري
* انضم حديثا دواء آخر لمجموعة جديدة من الأدوية الفعالة في مرض السكري، التي بدأت بالظهور في عام 2006 وتدعى مركبات (غليبتين). والدواء الأخير يدعى Linagliptin والذي أجازته إدارة الغذاء والدواء الأميركية. وتقوم هذه الأدوية بزيادة مستوى هرمون خاص يثبط إفراز هرمون «غلوكاجون» وبالتالي يزداد إفراز الإنسولين وينقص مستوى السكر في الدم.

أول لقاح للملاريا
* لأول مرة في التاريخ يتمكن العلماء من تحضير لقاح لمرض الملاريا.هذا المرض الذي يصيب الملايين من الأطفال في المناطق الموبوءة. وتنتقل الملاريا عن طريق نوع خاص من البعوض. وقد تم اختبار هذا اللقاح عند الأطفال في الصحراء الأفريقية، وأدى إلى انخفاض في معدل حدوث الملاريا بنسبة 50 في المائة خلال عام واحد. كما كان اللقاح فعالا في منع حدوث الحالات الشديدة من الملاريا.
وتشمل الدراسة التي سوف تنتهي عام 2014 أكثر من 15 ألف طفل. ويعتبر ذلك إنجازا عظيما حيث لم يعرف التاريخ من قبل لقاحا ضد طفيلي الملاريا.ومن المعروف أن اللقاحات التي تعطى للأطفال ضد الحصبة، والحصبة الألمانية وغيرها تصل نسبة فعاليتها إلى 70 – 90 في المائة. ولا شك أن مزيدا من الأبحاث في مجال هذا اللقاح سوف يحل مشكلة من أكبر المشاكل الصحية الخطيرة في العالم.

لقاحات مضادة للسرطان
* سرطان البروستاتا. وأخيرا، وبعد خمسة عشر عاما من الأبحاث المستفيضة تعترف إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA بأول لقاح ضد السرطان.وهذا اللقاح الذي يدعى Sipuleucel - T هو علاج لسرطان البروستاتا. وهو لا يشفي المصابين بسرطان منتشر للبروستاتا، إلا أنه يمكن أن يطيل أعمار هؤلاء المرضى بتقوية جهاز المناعة عندهم. والمؤسف في الأمر أن هذا العلاج يكلف المريض أكثر من 300 ألف ريال (الدولار = 3.75 ريال)! ويأمل العلماء أن يكون الدواء أكثر فعالية إذا ما أعطي للمريض في مرحلة مبكرة.

لقاح لسرطان الثدي.
* أظهرت دراسات أجريت هذا العام على فئران التجارب أن لقاحا يلوح في الأفق، يمكن أن يهاجم الخلايا السرطانية عند تلك الفئران. ورغم أن هذا اللقاح يحتاج إلى دراسات عند البشر، فإن الباحثين متفائلون في إمكانية نجاحه في معالجة سرطان الثدي والبنكرياس والمبيض.ويأمل العلماء في أن يتمكن هذا اللقاح من معالجة أشد حالات سرطان الثدي شراسة والذي يدعى «سرطان الثدي ثلاثي السلبية». والمعروف أن المصابات بهذا النوع من السرطان لا يستجبن للعلاج الكيميائي المعتاد. والكل يأمل أن يخرج هذا الدواء الجديد إلى حيز الوجود في السوق في أواخر عام 2013.

أمل لمرضى سرطان الجلد القتامي
* سرطان الجلد القتامي Melanoma ينشأ عن الخلايا الجلدية التي تدعى الخلايا القتامية، وتنشأ عادة عن «وحمة» في الجلد. ويؤدي هذا السرطان إلى موت أكثر من 9 آلاف شخص سنويا في الولايات المتحدة. ويلوح في الآفاق الآن أمل لهؤلاء المرضى باكتشاف دواء جديد مضاد للسرطان يدعى Lipimumab. وفي دراسة حديثة على 125 مريضا مصابا بهذا السرطان، أظهرت الدراسة أن 23 في المائة من المرضى المصابين بدرجة متقدمة من هذا السرطان قد زادت عندهم فرصة الحياة لعامين آخرين!

الكلاب تشم رائحة السرطان
* تبين أن للأورام السرطانية رائحة خافتة جدا، يمكن للكلاب ذات الأنوف الحساسة أن تشمها، وفقا لدراسة ألمانية.

دواء خافض للوزن
* اكتشف الباحثون حديثا في هيوستون بالولايات المتحدة دواء خافضا للوزن يسمى Adipotide وقد انخفضت كمية الدهون عند القرود التي حقنت بهذا الدواء بمقدار 11 في المائة خلال شهر واحد. ويقوم هذا الدواء بمنع جريان الدم إلى الخلايا الدهنية ويساعد في قتلها. وما زالت الأبحاث جارية على هذا الدواء. ويعتقد العلماء أنه قد يكون دواء مأمونا في معالجة البدينين على المدى الطويل.

الصحن الغذائي
* في كل خمسة أعوام تصدر المنظمات الصحية الأميركية أحدث الإرشادات الغذائية. وفي عام 2011 أصدرت وزارة الصحة الأميركية توصياتها الأخيرة، تطلب من الناس أن يقللوا من كمية الطعام الذي يتناولونه، ويقللوا من إضافة السكر والملح للطعام.وتدعو إلى تناول المزيد من الخضراوات والأغذية النباتية وأغذية البحر، وإلى القيام بجهد بدني متوسط لمدة 150 دقيقة في الأسبوع. وتوصي بألا تزيد كمية الصوديوم التي يتناولها الشخص على 1.5 غرام يوميا، ويعادل ذلك نصف ملعقة شاي من الملح، وذلك لوقاية الناس من الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
و«الصحن الغذائي» هو الرمز الجديد لتناول الغذاء الصحي، حيث قسم هذا الصحن إلى أربعة أقسام. وتشمل هذه الأرباع (الفواكه والخضراوات والبقول والبروتين). ويحل هذا الصحن مكان الهرم الغذائي، وتحتل الخضراوات والفواكه نصف هذا الصحن (وبمعنى آخر يجب أن تشكل الخضراوات والفواكه نصف ما يتناول من طعام). وتحتل منتجات الحليب دائرة صغيرة إلى جانب هذا الصحن.

كشف ألزهايمر المبكر
* يعتبر مرض ألزهايمر السبب الأول للخرف في الولايات المتحدة، ويكلف سنويا أكثر من 172 مليار دولار، وهو مرض غير قابل للشفاء. ومنذ اكتشاف هذا المرض عام 1906 وحتى الآن لا توجد طريقة شعاعية أو مخبرية واحدة تستطيع تشخيص هذا المرض أثناء حياة المريض.
وفي عام 2011 اكتشف العلماء طريقة شعاعية جديدة لتشخيص المرض باستخدام مادة مشعة تدعى AV - 45 تحقن للمريض بالوريد، فترتبط هذه المادة المشعة بلويحات plaques المرض داخل الدماغ.
وبعد ذلك يتم كشف هذه «اللويحات» المرتبطة بالمادة المشعة بواسطة جهاز الـPET (التصوير الطبقي بالبوزيترون). ويعتقد العلماء أن هذه اللويحات تتشكل عند المريض حتى قبل عشر سنوات، ومن ظهور أعراض المرض.ويساعد هذا الكشف المبكر للمرض الأطباء في اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة التي يمكن أن تحمي الدماغ من حدوث تخرب فيه، وبالتالي تقي المرضى وعائلاتهم من معاناة ويلات هذا المرض.

التهاب الكبد «سي»
* هل من شفاء لالتهاب الكبد (سي)؟ الفيروس (سي) هو من أخطر الفيروسات الكبدية، والسبب الأول لالتهاب الكبد المزمن في الولايات المتحدة، وحدوثه في ازدياد مريع في بلادنا العربية. وتتم العدوى أساسا بنقل الدم الملوث ومشتقاته، واستعمال المحاقن الملوثة عند المدمنين، والتبرع بأعضاء مصابة بالفيروس. والحقيقة أن في مصر أعلى معدل للعدوى بالفيروس (سي) في منطقة الشرق الأوسط.
وقد يواجه حاملو الفيروس (سي) مشاكل في الكبد بعد سنوات كثيرة، فطبقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 80 في المائة من المرضى المصابين يتطورون إلى التهاب الكبد المزمن، ونحو 20 في المائة منهم يصابون بتشمع الكبد، ومن ثم 5 في المائة منهم يصابون بسرطان الكبد خلال السنوات العشر التالية.والعلاج الوحيد الحالي لهذا المرض هو دواء مضاد للفيروس يعطى عن طريق الفم، إضافة إلى دواء الإنترفيرون لمدة 6 – 12 شهرا. وللأسف لا تزال نسبة الشفاء مع هذا العلاج ضئيلة.
ويقدر الباحثون في الولايات المتحدة أن نحو 300 ألف أميركي مصابا بهذا المرض لم يشفوا بهذا العلاج، وليس لهم في النهاية من علاج سوى زرع الكبد.
وأخيرا اكتشف الباحثون في العام الماضي دواءين حديثين لالتهاب الكبد (سي) وهما:Telaprevir وBroceprivir. ويعمل هذان العلاجان على إعاقة عمل إنزيم، يحتاج إليه فيروس التهاب الكبد (سي) ليتكاثر ويترعرع في جسم الإنسان. وقد أظهرت الدراسات التي نشرت في عام 2011 أن معدلات الشفاء في هذين الدواءين هي أعلى من تلك في المعالجة الحالية.وينتظر هذان العلاجان موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وإذا ما حدث ذلك فإن الخبراء يقولون إن ذلك سيكون بداية عصر جديد في معالجة التهاب الكبد (سي).

علاج جيني لمرض الناعور
* على الرغم مما نسمع من حين لآخر عن المعالجة الجينية (أي حقن جينات سليمة لتحل مكان جينات معطوبة عند مريض مصاب بمرض وراثي)، فإنها لم تكن محاولات ناجحة. ويتميز مرض الناعور (الهيموفيليا) بنزوف مفرطة، وتشوهات في المفاصل (لكثرة ما يحدث من نزف دموي في المفصل). وقد نجح الآن علماء من مستشفى جامعة فيلادلفيا وجامعة لندن بإجراء أول معالجة جينية لمرض الناعور (الهيموفيليا).
وما زال الأمر بحاجة للمزيد من الدراسات.

اللعاب وعمر الإنسان
* على الرغم من أن الحمض النووي المنقوص الأكسجين جدال علمي حول تسبب الهاتف الجوال في حدوث السرطان

* DNA يمكن أن يعطينا الكثير من المعلومات عن الجسم البشري، فإنه لم يتمكن من كشف عمر الجسم بدقة. ولكن هذا الأمر قد تغير الآن.. فقد اكتشف الباحثون في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس أن اللعاب يمكن أن يرتبط مع الـDNA ويعطي طريقة سهلة لمعرفة عمر الإنسان بدقة.
أعلنت منظمة الصحة العالمية في شهر مايو (أيار) 2011 أن استعمال الجوال يمكن أن يسبب السرطان. وهذا ما قد يدفع المنظمة إلى إعادة النظر في توصياتها بشأن الهواتف الجوالة، ومن ثم حث المستهلكين على التقليل من استخدامها.واعتمدت المنظمة في استنتاجاتها على مراجعة شاملة للدراسات العلمية التي أجريت على سلامة الجوال.
وقد قام بهذه المراجعة 31 عالما من 14 دولة. وشملت كل الدراسات التي أجريت على البشر وعلى حيوانات التجربة.وكانت نتائج الدراسة متباينة، وقد أتت أقوى الأدلة التي تدعم العلاقة بين استخدام الجوال وسرطان الدماغ من دراسات أجريت في السويد، وأظهرت أن خطورة حدوث سرطان الدماغ تزداد مع زيادة عدد الساعات الإجمالية لاستعمال الجوال.وقالت المنظمة: «يجب النظر إلى استخدام الهاتف الجوال على أنه (مسبب محتمل للسرطان)».
كما بينت الدراسة أن الشباب والفتيات الأصغر سنا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
وبالمقابل لم تجد الدراسة الأخيرة التي شملت أكثر من 350 ألف شخص، ونشرت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2011 في المجلة الطبية البريطانية BMJ، أي زيادة في حدوث سرطان الدماغ عند مستعملي الهاتف الجوال.
وما زال الجدل مستمرا حول علاقة الجوال بالسرطان! وتظل النصيحة المثلى هي الاعتدال في استخدام الجوال.