ما سواد الليل إلا إباء
به البدر يزداد ضياء
ونجوم به تسطع فى كبرياء
ماعاب الليل صبحاً
لاختلاف اللون مابين
صبحٍ ومساء
وما انقص ذاك منه قدرا
إن لم يبادره إذدراء
ما كانت الدونية بقياس لونٍ
وإلا ما إكتسى الناس رداء
من سوادٍ حلة تكسبهم بهاء
ولولا سواد الليل ما ازدانت سماء
الليل يسطع بدره ضوءا
والشمس للفجر تكسبه ضياء
ما ابخس البدر سواد ليل حالك
وما كان لبياض النهار فخر
أنه يمنح الشمس ضياء
لكلٍ جمالٌ ورونقٌ وبهاء
وإن لم يكن مابين اللونين ضادٌ
ما استبان لاحدهما زهاء
والكل يبقى سواء
بخلق الله صنعا
يُكسِب الالوان كيف يشاء
ما كسى البعض بياضا تشريفا لهم
وكسى الاخر سوادا له فيه إذدراء
إنما طبع الخلائق
إذدراء البعض بعضا
ولكل من بالنفس منه نقيصة
بادر بها تغطيةً وساق لسواه ألإذدراء
ما لنفس كريمة سوى المكارم مفخرة
بها تزداد شرفا وترتقى العلياء
كساها السواد بشرةً ام أصبحت بيضاء
ما ناحت الورقاء اسفا أنها سوداء
ولا هدلت الورقا كِبرا أنها بيضاء
كل الطيور تكتسى ريشا جميلا زاهيا
البيضاء والصفراء والسوداء والزرقاء
لكل لون عشاقه منها باختلاف فصائلٍ
ما بين بلبل غريد وكنار يشدو
ودواجن حاضنات ما أُكل أبيضها
وعوفت لحوم اخرى لكونها سوداء
وما الابقار منها البيض تؤكل
وتترك السوداء
وما درت البيضاء لبنا أبيضا
وجاء على مثل لونها منها الحليب
كل بقر ةٍ او شاةٍ لكونها سوداء
للبياض رونق وجمال
لا يميز كل بشرة بيضاء
وللسواد جمال وروعة وبهاء
بالمثل لا يميز كل بشرة سوداء
صُنع الاله وخلقه اختلاف اللون
مابين الخليقة كلها ليدرك الناس قدرته
وبدائع صنعه ويبقى الخلق
باختلاف الالوان سواء
إن كسانا الله الليل لونا
له الحمد صبحا ومساء
ويبقى الليل مفخرة لنا لونا
فلكم من نفوس الخلق تأوى
اليه تنفض عن كاهلها العناء
تسكن فيه وتشعر بالهدوء وبالصفاء
ما ينقص قدرنا جهلٌ بقومٍ
وسفاهةٌ ورعونة هوجاء
وهل يبقى لقومٍ فى سفيهٍ
عاطل النفس سقيم فكرِ
بعض شىءٍ من رجاء
به يزدادوا شأنا وعلوا
للثريا فى السماء
مرحى بلون ليلٍ أسودا
يزين النفس بحسنِ خلقٍ
مكارم تكسب النفس شموخا وإباء
وعفةً وحياءا لها به
بين كل الخلقِ نِعم الإرتضاء
نحن قوم كلنا فخر وعز وإباء
أُمنا إفريقيا أنعم بها من قارةٍ سوداء
بقلمى/ ود جبريل