ﻟﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻔﺘﺮﻕ
ﻟﺒﻘﻴﺖ ﻧﺠﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺋﻚ ﺳﺎﺭﻳﺎ
ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻋﻤﺮﻱ ﻓﻲ ﻟﻬﻴﺒﻚ ﻳﺤﺘﺮﻕ
ﻟﻮ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻓﻲ ﻗﻤﻢ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ
ﻭﻋﺪﺕ ﻧﻬﺮﺍ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﻋﻚ ﻳﻨﻄﻠﻖ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺗﻨﺜﺮﻧﺎ ﺳﺮﺍﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻯ
ﻭﺗﻈﻞ ﺳﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺢ ﻳﺨﺘﻨﻖ ...
ﻟﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻔﺘﺮﻕ
ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺫﻫﻮﻝ ﺗﺒﺘﻌﺪ
ﻭ ﺗﺸﺪﻧﺎ ﺃﺷﻮﺍﻗﻨﺎ
ﻓﻨﻌﻮﺩ ﻧﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺮﺗﻌﺪ
ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ
ﻓﻲ ﺻﺨﺐ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ ﻛﺄﻧﻨﺎ
ﺟﺴﺪ ﺗﻨﺎﺛﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ
ﺟﺴﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﻧﺴﻴﺮ ﻭ ﺣﻮﻟﻨﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺠﺮﻱ ﻛﺎﻟﺮﻳﺎﺡ
ﻓﻼ ﻧﺮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ...
ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﺫﻛﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ
ﻭ ﺻﺎﺡ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻷﺭﻕ
ﻭ ﺗﻌﺜﺮﺕ ﺃﻧﻔﺎﺳﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﻠﻮﻉ
ﻭ ﻋﺎﺩ ﻳﺸﻄﺮﻧﺎ ﺍﻟﻘﻠﻖ
ﻭ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻤﺮﻱ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻚ
ﺭﻳﺎﺡ ﺻﻴﻒ ﻋﺎﺑﺚ
ﻭ ﺭﻣﺎﺩ ﺃﺣﻼﻡ .. ﻭﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﻕ
ﻫﺬﺍ ﺃﻧﺎ .. ﻋﻤﺮﻱ ﻭﺭﻕ .. ﺣﻠﻤﻲ ﻭﺭﻕ ..
ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﺤﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺝ ﺣﺎﺻﺮﻩ ﺍﻟﻐﺮﻕ ..
ﺿﻮﺀ ﻃﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻓﻖ ..
ﻳﻄﻮﻳﻪ ﺍﻟﺸﻔﻖ ..
ﻧﺠﻢ ﺃﺿﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺘﺮﻕ ...
ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻲ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ..
ﻛﻴﻒ ﺃﺩﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﻞ
ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻲ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ..
ﺑﺄﻱ ﺳﺮ ﻗﺪ ﺃﻓﻞ
ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻮﺍﺭﻯ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ
ﻭ ﺃﺭﻗﻨﻲ ﺍﻷﺟﻞ
ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﻟﻤﺢ ﻓﻲ ﺟﺒﻴﻦ ﺍﻷﻓﻖ
ﻧﺠﻤﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﻭ ﻏﺪﺍ ﺳﺘﻮﺭﻕ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺰﻥ ..
ﺃﻳﺎﻡ ﺳﻌﻴﺪﻩ
ﻭﻏﺪﺍ ﺃﺭﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ..
ﺷﻤﺴﺎ ﺗﻀﻲﺀ ﻇﻼﻡ ﺃﻳﺎﻣﻲ ..
ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪﻩ ...
ﻟﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻔﺘﺮﻕ
ﺣﻤﻠﺘﻚ ﻓﻲ ﺿﺠﺮ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻓﺮﺣﺘﻲ
ﻭ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻳﻠﻘﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ
ﺗﺘﻤﺎﻳﻞ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ
ﻭ ﺗﻐﻴﺐ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻠﻘﻞ ﻧﺒﻀﺎﺗﻲ
ﻭ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻳﺴﻜﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺑﺮﻳﻘﻪ
ﻭ ﻳﻬﻴﻢ ﻓﻲ ﺧﺠﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺕ
ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺎﻧﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺩﻣﻮﻋﻨﺎ
ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﻣﻨﻔﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺮﺍﺕ
ﻭ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺩﻣﻲ
ﻭ ﺗﻌﺜﺮﺕ ﻟﻮﻋﺔ ﺧﻄﻮﺍﺗﻲ
ﻭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺮﺗﻊ ﻭﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺗﺨﺘﻔﻲ
ﻓﻨﻄﺎﺭﺩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺑﺎﻟﻠﺤﻈﺎﺕ
ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺮﻑ ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻳﺸﺪﻧﺎ
ﺃﻧﻲ ﺃﻭﺩﻉ ﻣﻬﺠﺘﻲ ﻭ ﺣﻴﺎﺗﻲ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺧﻮﻓﻲ ﻣﻦ ﺭﺣﻴﻞ ﺁﺗﻲ
ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﺬ ﻛﺎﻥ ﻭﺩﺍﻋﻨﺎ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﺗﺌﻦ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻲ ...