اعتبر مواطنون من واسط أن حالة الصبي حسين علوان "10 سنوات" الذي بات شرابه المفضل "البنزين" هي أغرب ظاهرة شهدتها المحافظة عام 2011، مطالبين في الوقت نفسه الباحثين والمختصين بدراسة هذه الظاهرة والتحري عن أسبابها ونتائجها.
ويقول الإعلامي، جلال الشاطي في حديث لـ" السومرية نيوز"، "إذا ما ابتعدنا عن تقييم أبرز الأحداث الأمنية والسياسية والاقتصادية وحتى الرياضية والثقافية التي شهدتها محافظة واسط عام 2011 سنجد أنفسنا أمام ظاهرة غريبة تستحق أن تكون أغرب الظواهر في المحافظة هذا العام وتتمثل بإصرار الصبي حسين علوان ذو السنوات العشر على احتساء البنزين والإدمان عليه".
ويضيف "في بداية الأمر لم أكن أصدق ما سمعت به من الناس وبعض الزملاء عن هذا الصبي لكني تيقنت من حالته بعد أن شاهدته يشرب البنزين بشكل لا يصدق، لذلك أنا أعد هذه الحالة هي الظاهرة الأغرب في المحافظة هذا العام".
بدوره، يقول الحاج نعيم إبراهيم من سكنة حي النفط، جنوب شرق الكوت، إن "هذا الطفل يختلف عن أقرانه في الحي المذكور، فهو هادئ ويميل أحيانا إلى الخمول، وهو لا يفضل مثلهم تناول الحلوى أو المرطبات، بل أخذ يفضل شراباً خطراً على حياته وهو البنزين الذي تعود عليه حتى صار شرابه المفضل."
ويؤكد والده أن " ابنه ومنذ أربع سنوات كانت يتوارى عن الأنظار في بعض الأوقات حتى فوجئنا به ذات مرة وهو يقوم بمباغتة المركبات المتوقفة ويسحب البنزين منها لغرض شربه."
ويوضح "في البداية لم نكن نصدق هذا الأمر رغم أنه كان يتعرض للإغماء مرارا، ومع هذا لم نفلح بمنعه من هذه الحالة التي تعود عليها".
ويتابع "ولم يكتفي حسين بشرب البنزين بل أخذ يقوم بفتح الأنبوب المطاطي الموصل بين اسطوانة الغاز والطباخ لشرب الغاز أيضا حتى باتت حالته محيرة لنا"، مشيراً إلى أن "هذه الظاهرة تتطلب البحث والتحري عنها من قبل المختصين".
ويرى الصبي حسين أن حالته "لم تكن تخلو من المخاطر، لأنني كنت في بداية الأمر اتعرض للإغماء واسقط أرضاً كلما تناولت الغاز أو البنزين على العكس مما هو عليه الحال الآن وما عاد من الممكن أن يمر أي يوم دون أن أتناول شرابي المفضل وهو البنزين"، حسب قوله.
ويلفت حسين إلى أنه "عندما لا يتوفر البنزين حولي ألجأ إلى الغاز على الرغم من أنني أفضل شراب البنزين الذي تعودت عليه ولم أعد أخشى من المرض"، موضحا "لذلك تراني أقوم بفتح خزان أي دراجة نارية أو سيارة قريبة مني إذا احتجت أن أشرب البنزين وقد تعرضت للضرب من قبل بعض الأشخاص ممن ضنوا أنني أريد السرقة".
إنه كثيرا مايشرب بنزين مولدتي الكهربائية ويهرب!
ويقول المصور هاشم علي الذي يستخدم المولد في عمله عند انقطاع التيار الكهربائي "كلما أكون منشغلا داخل المحل أشاهد حسين يتسلل ليسرق ما تبقى من البنزين من المولد ويهرب."
ويلفت "أنا لا يهمني البنزين بقدر ما تقلقني حالة هذا الطفل المؤلمة بعد أن أصبح مدمنا وأخاف أن يقرب أجله ويفارق الحياة بسبب هذه الحالة التي هي حالة فريدة وغريبة"، مؤكدا أن "هذه الظاهرة تعد أغرب ما شاهدته في المحافظة هذا العام".
وطالب علي "المختصين بالتحري عن هذه الظاهرة وكشف أسبابها ونتائجها المستقبلية على حياة هذا الطفل الذي مازال يحمل البراءة."
يذكر أن شابا آخر في حي الحوراء جنوب الكوت كان مدمنا على شرب الغاز السائل إلا أن حالته الصحية تختلف عن هذا الطفل لأنه مصاب بفقدان الذاكرة كما انه غير قادر على التحدث مع الآخرين أو القيام بحركات طبيعية بسبب حالته الصحية.
المصدر