ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻣﺎﺿﻴﺎً ﻭﺣﺎﺿﺮﺍً، ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻄﺮﺡ ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺴﺎﺅﻝ. ﻭﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺸﻜﻚ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺤﺖ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﻏﺰﺓ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﺍﻹ‌ﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺁﺏ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ(ﺩﺍﻋﺶ)، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ " ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ، ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﺑﻤﻼ‌ﺑﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻳﺔ ﺃﻣﺘﻌﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﻝ، ﻭﺇﻻ‌ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﺑﺤﺪ ﺍﻟﺴﻴﻒ".
ﺭﺣﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻮﻥ، ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ (ﺍﻟﻜﻠﺪﻭﺁﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ) ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻷ‌ﻭﺍﺋﻞ، ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ (ﻧﻴﻨﻮﻯ)ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ. ﻏﺎﺩﺭﻭﻫﺎ،ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻷ‌ﺑﺪ، ﺳﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻗﺪﺍﻡ. ﺇﻧﻬﻢ ﻓﻀﻠﻮﺍ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺫﻣﻴﻴﻦ ﻣﺬﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻇﻞ (ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﻼ‌ﻓﺔ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ)،ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﻠﻨﻬﺎ (ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ) ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ. ﺑﻌﺪ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺤﻴﻬﺎ،ﺍﺳﺘﺒﺎﺡ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻭﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻛﻨﺎﺋﺴﻬﻢ ﻭﻣﻘﺪﺳﺎﺗﻬﻢ ﻭﻛﻞ ﺭﻣﻮﺯﻫﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﻴﺴﺔ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺻﻤﺖ ﻋﺮﺑﻲ ﻭﺍﺳﻼ‌ﻣﻲ،ﺭﺳﻤﻲ ﻭﺷﻌﺒﻲ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷ‌ﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺨﺠﻮﻟﺔ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ.
ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﺃﻥ ﺻﺪﻣﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ(ﺩﺍﻋﺶ)، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺻﺪﻣﺘﻬﻢ ﺍﻷ‌ﻛﺒﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺣﺒﻮﺍ ﺑﻤﺴﻠﺤﻲ ﺩﺍﻋﺶ ﻭﺍﻧﻀﻤﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺷﺎﺭﻛﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭﺍﻟﺴﻠﺐ ﻭﺳﺒﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺎﺕ. ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ،ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻲ ﻧﻴﻨﻮﻯ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ، ﻳﻨﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﻋﻦ ﻣﺴﻴﺤﻴﻪ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﻴﺔ، ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻ‌ﺗﺠﺎﻩ ﻭﺗﻌﺰﺯ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ. ﻓﺒﺪﻻ‌ً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺑﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﺎ، ﻋﺒﺮ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺧﻄﻮﺍﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺃﻣﻨﻴﺔ، ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ، ﻧﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺗﻨﺤﺎﺯ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ. ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﻏﺾ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺃﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﺍﻷ‌ﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﻴﻦ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺣﻴﻠﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ. ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺗﺴﺎﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﺑﻬﺪﻑ ﺇﺷﻐﺎﻝ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ ﻭﺻﺮﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ. ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ (ﺭﻏﺒﺔ ﺇﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ) ﺑﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ، ﻭﺩﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ (ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺩﻳﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻻ‌ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻌﻬﺎ). ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻐﺒﻦ ﻭﺍﻻ‌ﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻟﻤﺎ ﺗﻨﺘﻘﺼﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﺗﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﻘﻴﺪ ﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮ ﻣﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ،ﻛﺮﺳﺖ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷ‌ﻗﻠﻴﺔ ﻭﺍﻷ‌ﻏﻠﺒﻴﺔ ﻭﻋﻤﻘﺖ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰﺍﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻄﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻ‌ﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷ‌ﻗﻮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ. ﻛﺘﺐ(ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺼﺮﺍﻑ) ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻬﻤﺎً ﻭﻣﻌﺒﺮﺍً، ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ( ﺍﺧﺮﺟﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ). ﻧﺸﺮ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ (ﺍﻟﻘﺒﺲ) ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 21 ﺗﻤﻮﺯ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ. ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ "ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﻭﺍﺧﺮﺟﻮﺍ ﻭﺧﺬﻭﺍ ﻣﻌﻜﻢ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻓﻨﺤﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﺩﺍﻋﺶ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﻭﺁﺧﺮ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﻢ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ ﻭﻻ‌ ﻟﻠﺘﻌﺎﻃﻒ، ﻓﺎﻟﺪﻡ ﺳﻴﺴﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺳﻴﻨﺘﺸﺮ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺳﺘﺘﻘﻄﻊ ﻭﺍﻷ‌ﻛﺒﺎﺩ ﺳﺘﺆﻛﻞ، ﻭﺍﻷ‌ﻟﺴﻨﺔ ﺳﺘﺨﻠﻊ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺏ ﺳﺘﻔﻚ ﻭﺍﻟﺮﻛﺐ ﺳﺘﻨﻬﺎﺭ، ﻭﺳﻨﻌﻮﺩ ﻟﻠﻄﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺑﺎﻷ‌ﻋﺸﺎﺏ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻀﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻆ.ﺍﻏﺮﺑﻮﺍ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻋﻨﺎ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻜﻢ، ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺣﻔﺮ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ". ﻛﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺼﺮﺍﻑ ﻻ‌ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺷﺮﺡ. ﻓﻬﻮ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﺗﺨﻠﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﻭﻳﺤﺬﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺤﻞ ﺑﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺧﺴﺮﻭﺍ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻭﺭﻭﺍﻓﺪ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﻭﺣﻀﺎﺭﺗﻬﻢ ﻭﺗﻼ‌ﺷﺖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ، ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻇﻬﺮﺕ ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻻ‌ ﻧﺠﺎﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ، ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻟﻤﺘﺄﺻﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺤﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺷﻌﻮﺏ. ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ (ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ)، ﺭﻏﻢ ﺍﻧﺤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﻘﻠﻘﺔ ﻭﺗﻼ‌ﺷﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭ ﻣﺮﺟﻌﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺗﻬﻢ ﻭﻗﻤﻤﻬﻢ ﻭﻟﻘﺎﺀﺍﺗﻬﻢ "ﺍﻟﻘﻤﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ - ﺍﻟﻘﻤﻢ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ- ﺍﻟﻘﻤﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ" ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮﻥ ﻣﺤﻨﺔ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻭﻫﺠﺮﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻃﺎﻧﻬﻢ. ﻭﺭﻏﻢ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺩﻣﺎﺀ ﻭﻣﻘﺪﺳﺎﺕ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ، ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ، ﻟﻢ ﺗﺼﺪﺭ ﺣﺘﻰ ﺍﻵ‌ﻥ (ﻓﺘﻮﻯ) ﻋﻦ ﺃﻳﺔ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺗﺤﺮﻡ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻵ‌ﻣﻨﻴﻦ. ﻋﻠﻤﺎً ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷ‌ﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺣﺮﻣﺖ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ. ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺟﻌﻞ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺣﻖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻻ‌ﻋﺘﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎً ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎً". ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ (ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ )، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻭﺍﻻ‌ﻳﺰﻳﺪﻳﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﺃﺳﺎﺀﺕ ﻟﻺ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺷﻮﻫﺖ ﺻﻮﺭﺗﻪ، ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻳﺔ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺃﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻭﻣﺴﻴﺮﺍﺕ ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﻪ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎً ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺩﺍﻋﺶ ﺍﻟﻤﺸﻴﻨﺔ، ﻛﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﻜﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺪﺍﻧﻤﺎﺭﻛﻴﺔ ﻋﺎﻡ 2005 ﺍﻟﻤﺴﻴﺌﺔ ﻟﻨﺒﻲ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ. ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺲ ( ﺗﻴﺮﻱ ﺟﻮﻧﺰ) ﺑﺤﺮﻕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻓﻠﻮﺭﻳﺪﺍ ﺍﻻ‌ﻣﺮﻳﻜﻴﺔ 2010 ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻟﻬﺠﻤﺎﺕ 11 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2001. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﺑﺎ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ ﺑﻨﺪﻳﻜﺖ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﻝ"ﺗﺴﺎﻫﻞ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻣﻊ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ" ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﻻ‌ﻳﺔ ﺑﺎﻓﺎﺭﻳﺎ ﺍﻷ‌ﻟﻤﺎﻧﻴﺔ 12ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2006. ﻗﺪ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ: ﻫﻞ ﻣﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ؟. ﻻ‌ ﺃﺯﻋﻢ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺟﺰﻡ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺍﻏﺒﻮﻥ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺃﻭﻃﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﻣﻬﺪ ﺩﻳﺎﻧﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻮﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﻧﻌﻢ، ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ، ﻟﻴﺲ ﻛـ"ﺫﻣﻴﻴﻦ"، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺷﺮﻛﺎﺀ ﺣﻘﻴﻘﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻻ‌ﺩﺍﺭﺓ. ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻣُﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻣﺎﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻣﻦ (ﻣﺸﺮﻙ – ﻏﺮﻳﺐ) ﺍﻟﻰ (ﻣﺆﻣﻦ- ﺷﺮﻳﻚ).- See more at: http://www.elaph.com/Web/opinion/201....ZiC2wLJh.dpuf