عادةً ما يتخذ الجنين في نهاية فترة الحمل وضعاً يكون فيه الرأس متجهاً إلى أسفل ومواجهاً للحوض والمقعدة تكون في الأعلى مستقرة في قعر الرحم. أما إذا اتخذ الجنين وضعاً مخالفاً لذلك،
فيُطلق عليه حينئذ اسم "الجنين المقعدي"، وفي هذه الحالة يتعين إجراء الولادة بواسطة عملية قيصرية.
ولكن قبل اللجوء إلى هذا الخيار تتوافر حالياً عدة وسائل تساعد الجنين على اتخاذ الوضع السليم، مما يتيح إمكانية الولادة الطبيعية.
وقال طبيب النساء والولادة الألماني يورغ أنغريسوس إنه من المعتاد أن يتحرك الجنين ويغير أوضاعه في رحم الأم، وغالباً ما يعود إلى الوضع السليم للولادة في الوقت المناسب، إلا أن هذا الوضع يختلف مع 4% فقط من الحالات.
وأوضح أنغريسوس قائلاً: "حتى الأسبوع 37 من الحمل يتحرك الجنين من تلقاء نفسه ويغير وضعه باستمرار في الرحم".
وهناك وسائل خاصة قد تساعد على عودة الجنين إلى الوضع الطبيعي، منها طريقة الكي.
وفي هذه الطريقة يتم تسخين نقاط معينة في قدم السيدة الحامل. ويحتاج الأمر إلى بعض التعود حتى يظهر تأثير هذه الطريقة، وبعد فترة من الوقت يتحرك الجنين في الرحم، وربما يستدير ويستعيد الوضع السليم للولادة، وربما لا.
التحويل الخارجي
ويعد التحويل البطني الخارجي من الطرق الأخرى المستخدمة لاستعادة الوضع الطبيعي للجنين. وفي هذه الطريقة يتم محاولة استعادة الوضع الطبيعي للولادة من خلال حركات ضغط على بطن الحامل,
وهنا تشترط القابلة أولريكه بيتز من مدينة بون الألمانية ضرورة توافر شرطين، ألا وهما أن يكون الجنين قد تطور بشكل طبيعي، وأن يشتمل الرحم على كمية كافية من السائل الأمنيوسي حول الجنين.
وفي البداية تتعاطى الحامل وسيلة تساعد على استرخاء الرحم، وبعد ذلك تبدأ عملية التحويل؛ حيث يحاول الطبيب تخليص مقعدة الجنين من حوض الأم، وفي الوقت نفسه يحاول تحريك رأس الجنين من أعلى إلى أسفل، كي يتم تغيير وضع الجنين. وفي تلك الأثناء تشعر الأم بألم شديد.
ومن جانبها، تُشجع القابلة أولريكه بيتز على اتباع طريقة التحويل الخارجي، وتؤكد أن نسبة نجاح هذه الطريقة لاستعادة الوضع الطبيعي للجنين تبلغ 60%، وترتفع هذه النسبة إلى 70% مع السيدات اللائي سبق لهن الحمل من قبل.
وأضاف الطبيب الألماني أنغريسوس قائلاً: "إذا كان سيتم إجراء طريقة التحويل البطني الخارجي قبل الولادة بفترة وجيزة، فيجب إجراؤها في المستشفى، وأن يكون الأطباء على استعداد لإجراء العملية القيصرية، إذا حدثت مضاعفات مثل إزالة المشيمة".
الاتصال المقصود
وبالإضافة إلى ذلك، توجد عدة طرق لاستعادة الوضع السليم للجنين في رحم الأم. ومن أبسط هذه الطرق الاتصال المقصود والمتعمد مع الجنين، وبالتالي يشعر أنه هناك من يراقبه ويشعر به، وهو الأمر الذي قد يحفزه على الحركة.
ومن ضمن الطرق الأخرى تمرير شعاع ضوء من مصباح يدوي بدءاً من الأضلاع حتى أسفل، وبالتالي يتم إرشاد الجنين إلى الطريق والوضع السليم في رحم الأم.
كما أن الكرات الرنانة في جيب البنطال تحفز الجنين على تحريك رأسه باتجاه مصدر الصوت، وبالتالي يعود إلى الوضع الطبيعي في الرحم، فضلاً عن أن السباحة تعتبر من الوسائل المساعدة المفيدة للتغلب على الولادة المقعدية؛
نظراً لأن الشد على البطن ينخفض أثناء التواجد في الماء، وبالتالي يسهل على الجنين الحركة داخل الرحم.
علاوة على أن هناك أوضاع خاصة للجسم تساعد على تحريك رأس الجنين إلى أسفل الحوض مثل الجسر الهندي أو الوقوف على اليدين والرجلين.
وقالت القابلة الألمانية أولريكه بيتز إنه ليس هناك من طريقة تحول دون اتخاذ الجنين لوضع الولادة المقعدية، مشيرة إلى أن الأمهات لا يشعرن بذلك على الإطلاق. ويتم اكتشاف هذه المفاجأة في أغلب الأحيان أثناء إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية.
وإذا فشلت كل الوسائل والحيل الممكنة في استعادة الوضع السليم في رحم الأم، فإنه يتم اتخاذ القرار بإجراء عملية الولادة القيصرية، ليخرج الجنين إلى الحياة بسلاسة وبدون أية مشاكل.