"الإله دموزي- تموز"
هو إله راعي تقدم لخطبة الإلهة إنانا آلهة الخصب والحب لدى السومريين ونافسه في ذلك الإله المزارع أنكمدو حيث تقدم كل منهما بقربان للألهة إنانا من منتجاته فقبلت إنانا تقدمة دوموزي الراعي ولم تنظر إلى تقدمة أنكمدو المزارع.
ولما كانت إنانا آلهة للخصب فقد اقترن اسم زوجها بالخصب والزراعة أيضاً من دون أن يكون هو نفسه إلهاً زراعياً واعتبره الكثيرون خطأً إله للخصب، ولكن الحقيقة فإن السبب في هذا الإلتباس راجع إلى الخطأ في فهم الطقوس الخاصة بدرامة هبوط إنانا ومن بعدها عشتار للعالم الأسفل (عالم الموتى) حيث أن إنانا تهبط للعالم الأسفل في الأسطورة السومرية وهناك تقبض عليها أريشكيجال آلهة عالم الموتى وتسلبها روحها وبموت إنانا تغيب مظاهر الإخصاب عن الطبيعة وتجف المزروعات وتزول الخضرة عن وجه الأرض فيمضي عبادها في حزن وندب وعويل حتى تقهر الموت وتصعد إلى عالم الأحياء مرة ثانية، ولكن هذه العودة مرهونة بشرط واحد وهو أن ترسل بديلاً عنها للعالم السفلي، وهنا تقرر إنانا إرسال زوجها دموزي الذي تحفظه الأشباح التي رافقت إنانا في صعودها وتمضي به إلى مملكة الموتى.
ولكن عشتار وهي التسمية البابلية لإنانا هي التي تمضي لفك أسر دموزي من العالم السفلي وقد أصبح اسمه البابلي تموز ولدى غيبتها تغيب مظاهر الإخصاب من الطبيعة وترجع برجوعها ظافرة من الموت مصطحبة معها حبيبها تموز القتيل إلى الحياة فينقلب حزن العباد فرحاً واحتفالاً بعودتها وعودة زوجها.
ومن هنا نلاحظ بأن دور تموز الراعي هو دور ثانوي في ديانة الخصب السومرية والبابلية وأن الضحية الرئيسية هي عشتار التي يقوم تموز إلى جانبها بدور المساعد على تحريك الأحداث وفي الحقيقة بكاء الناس على تموز ليس مقصوداً لشخص تموز بالذات بمقدار ما هو مشاركة للإلهة عشتار في حزنها على الإله الغائب.