إن الإنسان ليس في حاجة الى دين لإدراك وجود الله
فالوعي بوجود الله شعوري فطري ركبه الله في الجانب العاطفي عند الإنسان
و يقوم الإنسان بقبول أو تاسيس نظامه الديني كبنية تعلو هذا الشعور و لا تشترط هذه العاطفة أن يشتمل النظام الديني على صفات محددة للإله
كما لا تستلزم توضيح الغايات من الخلق و لا تشترط أي طقوس لعبادة الإله الخالق
إنما تتطلب تأكيد وجود الإله من حيث المبدأ و حسب
لذلك كما يتم إشباع هذا الوعي الفطري بوجود الله بالعقيدة الصحيحة و بالعبادة الحقة
فيمكن إشباع هذا الوعي بعقيدة و عبادة وثنية أو بدائية تم إستبعاد العقل تماما عن النظر فيها
علاقة الإنسان بالدين هي علاقة عقلية و هذا لا ينفي وجود الرغبة الفطرية لدى الإنسان في إعتنقاق دين ما
أما دور العقل فهو إدراك صحة المضامين الدينية
لذلك ينبغي القيام بالفصل الدقيق و الصارم بين الشعور الفطري العاطفي ( متمثل في الوعي بوجود الله)
و بين الفكر العقلاني (الذي يمثل في إدراك صحة المضامين الدينية )
حتى لا يفقد الإنسان طريقه الصحيح في التوجه الى الله و هو غاية الغايات من خلق الإنسان في جميع الديانات
و يخبرنا القرآن الكريم أن الدين عقيدة و شريعة و أن العقيدة في كل الديانات واحدجة أما الشريعة فتختلف من دين الى دين
من كتاب رحلة عقل