موضوع بعنوان ( تأثير مشاهدة الافلام الاباحية على الدماغ )
كتب الباحث (( رضا عاشور التميمي ))
أنني أرى أن الإباحية وانتشارها في دول العالم هو مرض العصر الحالي في العالم ، وهو مرض خطير جداً ساهمت العولمة في انتشاره في جميع دول العالم ، فعندما أطلعت على بعض الدراسات والإحصاءات عن الإباحية سواء عن طريق الانترنت أو عن طريق القنوات الفضائية أو غيره من وسائل نشر الإباحية ، ذهلت من الأرقام الخرافية التي ذكرت في هذه الدراسات عن من يتابعون هذه المواد الإباحية على مستوى العالم ، ولا شك في أن العولمة ساهمت بشكل كبير في انتشار هذه المواد الإباحية بين سكان هذه القرية الكونية ، فالإباحية هي كالنار تحت الرماد ، موجودة في كل بيت ولديها القدرة على الوصول لكل فرد منا ، بعيدة عن أي رقابة ، منع أو حتى تقييد أو تحديد ، جمهورها يمتد من الأطفال حتى المسنين رجالاً ونساء ، انه مرض صامت و خطير .
فالإدمان على المواد الإباحية بات مشكلة عامة آخذة في الانتشار داخل المجتمع شأنها شأن الإدمان على الكحول والمخدرات، وفي عصر التكنولوجيا الحديثة وصلت هذه المواد إلى كل منزل عبر القنوات الفضائية وشبكة الإنترنيت. وبين مختلف أنواع الإدمان يتسم بأنه الأكثر سرية فمدمنو الكحول على سبيل المثال لا تخفى مشكلتهم عن المقربين، أما مدمنو هذا النوع فهم أكثر إخفاءً لإدمانهم خشية أن تهتز صورتهم أمام أقربائهم وزوجاتهم وأبنائهم. بحيث هناك دراسة ألمانية ظهرت نتائجها في الولايات المتحدة أن الرجال الذين يمضون وقتاً طويلاً في مشاهدة الأفلام الإباحية على الإنترنت تتراجع كثافة المادة الرمادية في بعض أجزاء المخ لديهم، وتتراجع وظائفهم الدماغية. وقال معدو الدراسة الباحثون في معهد "ماكس بلانك" في برلين: "لاحظنا وجود صلة سلبية بين مشاهدة الأفلام الإباحية على مدى ساعات أسبوعياً، وكتلة المادة الرمادية في الجزء الأيمن من الدماغ، ووظائف القشرة الدماغية الأمامية". وأضاف الباحثون في تقريرهم: "وتشير هذه الآثار إلى تغيرات في اللدونة العصبية سببها تحفيز مرتفع الوتيرة لمركز الشعور باللذة". غير أن العلماء أشاروا إلى أن هذه الخلاصات ما زالت بحاجة لمزيد من البحث والدراسة، للتثبت بما لا يقبل الشك من أن مشاهدة الأفلام الإباحية هي المسؤولة عن هذه الآثار. إلا أن هذه الدراسة تشكل مؤشراً أولياً على الصلة بين الأفلام وتقليص كتلة الدماغ ووظائفه جراء التحفيز الجنسي. وشارك في هذه الدراسة 64 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة، تراوح أعمارهم بين 21 عاماً و45، وطلب منهم الإجابة على أسئلة حول الوقت الذي يمضونه في مشاهدة هذه الأفلام، وتبين أن المعدل الوسطي أربع ساعات أسبوعياً. وعمد العلماء إلى تصوير أدمغة هؤلاء المشاركين بالرنين المغناطيسي، ورصد كيفية تفاعلها مع الصور الإباحية، ولاحظوا أن الأكثر مشاهدة منهم لهذه الأفلام تقلصت لديهم البنية العصبية تحت القشرة الدماغية. كما لاحظ العلماء أيضاً أنه كلما ازدادت مشاهدة الأشخاص للصور الإباحية، تدهورت الاتصالات بين البنية العصبية والقشرة الأمامية المسؤولة عن السلوك وعن اتخاذ القرارات. وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تتقلص لديهم البنية العصبية يصبحون بالتالي أكثر حاجة إلى محفزات خارجية لبلوغ اللذة، وقد لا يجدونها إلا في مزيد من الإقبال على الأفلام الإباحية، في ما يشبه حالة الإدمان
اعراض مشاهدة الافلام الاباحية :
1-انخفاض مستوى التركيز مما يضعف الذاكرة، ويجعل عملية الاستيعاب بطيئة جداً، كما تجعل الشخص أكثر عرضة لسرعة النسيان ولاشك أن ذلك يخفض القدرة الإنتاجية للفرد المدمن على مشاهدة مثل هذه الأفلام.
2- كما تسبب الأفلام الإباحية الأرق وقلة النوم، والسرحان الدائم نتيجة للانشغال بتلك الأفلام، إضافة إلى انشغال الفكر بأفكار بعيدة عن الواقع أو المنطق والعقل.
3-الشعور بالإرهاق العام والخمول والكسل والميل للوحدة والابتعاد عن النشاطات الاجتماعية والأسرية.
4- الإرهاق الذهني والذي يصاحبه عادة عصبية في المزاج وسرعة الغضب والاستثارة والشعور بصداع شديد ومتكرر.
5-يضاف إلى ذلك ظواهر مرضية منها الإصابة بآلام في الظهر، وكثرة إدماع العينين وتحسسها.
6- وأخيراً: الشعور بالاكتئاب وهو النهاية الحتمية للإدمان على مشاهدة الأفلام الجنسية. في دراسة أسترالية حديثة تبين أن الشباب الذين يمضون ساعات طويلة في مشاهدة الأفلام الإباحية، تظهر عندهم أعراض الاكتئاب أكثر من غيرهم، فقد قاموا بدراسة على أشخاص يمضون 12 ساعة أسبوعياً في مشاهدة الأفلام الإباحية، وتبين أن 30 % منهم مصاب بدرجة عالية من القلق النفسي، و35 مصابون بدرجات مختلفة من التوتر النفسي. ويحاول المختصون في التربية والطب النفسي أن يوجهوا نداءً تحذيرياً لمختلف الفئات وبخاصة الشباب، لتجنب النظر إلى المشاهد الإباحية لأنها تترك آثاراً نفسية كبيرة .
تاثير مشاهدة الاباحية على الدماغ