وقد حصر الأئمة الكرام ، الأوقات التي يتأكد فيها إجابـة الدعاء على ما ورد في الأحاديث الصحيحة فيما يلي :
ليلة القدر ، ويوم عرفة ، وليلة الجمعة ويومها ، ونصف الليل الثاني ، وثلثى الليل الأول والآخر ، وجوف الليل ، ووقت السحر ، وساعة الجمعة : وهي في أصح الأقوال ما بين أن يجلس الإمام في الخطبة إلي أن تقضى الصلاة ، وشهر رمضان: وخاصة عند الإفطار لقوله صلى الله عليه وسلم
{الصَّائِمُ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُ}[1]
وكذلك بيَّنت الأحاديث الشريفة الأحوال التي يُرْجَى فيها إجابة الدَّعاء ، وهي :
عند النداء بالصلاة ، وبين الآذان والإقامة ، وعند إقامة الصلاة ، وعند الحيعلتين {أى حىَّ على الصلاة و حىَّ على الفلاح اللتان بالآذان} لمن نزل به كرب أو شدَّة ، وعند التحام الصف في سبيل الله ، ودبر الصلوات المكتوبات ، وفي السجود ، وعقيب تلاوة القرآن ولا سيما الختم ، لما رواه الإمام السيوطي في جامعه الكبير {أن العبد إذا ختم القرآن صلَّى عليه عند ختمه ستون ألف مَلَك} وفي رواية الأذكار للنووي {أمَّن على دعائه أربعة آلاف ملك} وعند صياح الدِّيكة ، وعند اجتماع المسلمين ، وفي مجالس الذكر ، وعند قول الإمام {وَلاَ الضَّالِّينَ} وعند تغميض الْمَيِّت ، ، وعند نزول الغيث ، وعند رؤية الكعبة
وهذا للعبد الذي لا يستطيع جمع قلبه على الدوام مع الله عز وجل ، أما العبد الذي رزقه الله عز وجل الإخلاص ، ووفقه لتصفية القلب ، وتنقيته من الأغيار ، فأصبح همه مجموعاً على مولاه ، فهذا عبد يستجيب الله عز وجل له في أي وقت يدعو ، ومن ذلك ما روى عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال {ما احتجت إلى شئ إلا قلت : يا رب ، عبدك يحتاج إلى كذا ، فما استتم هذا الكلام ؛ إلا وهذا الشئ بجواري}
{1} عن أبي هريرة رضي الله عنه ، رواه ابن ماجه فى سننه ، ومسند الشهاب