الأحكام المسبقة قد تدمّر حياتك
تحيط بنا ظروف مختلفة. نتفاعل معها، معظم الأحيان أيضاً، بطرق مختلفة. لكن، وفيما يتماشى بعضٌ منّا مع الظروف بموضوعية، ينزلق كثيرٌ منّا إلى افتراضات مسبقة، وأحكام تتنافى مع الواقع، في كثير من الأوقات. وتؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
وفي هذا الإطار، يقدم موقع "ليتل مان"، في تقريره، بعض تلك الافتراضات التي قد تدمر الحياة بشكل فعلي، كالتالي:
أولاً: ضياع الفرص
أحد الشبان كان يبحث عن وظيفة معينة يهتم بها، من دون أيّ وظيفة أخرى. لكنّه تلقى نصيحة ملحّة بالتقدم إلى وظيفة أخرى، ونجح بالفعل في الحصول عليها، ولو أنّه فوجئ بذلك. المسألة أنّه كان يفترض مسبقاً، أنّه غير مؤهل للحصول على تلك الوظائف. لقد كان ببساطة يسيء تقدير مهاراته وقدراته.
ثانياً: الخطأ في الحكم والفعل
اتخاذ خطوات استناداً إلى افتراضات يؤدي بالتأكيد إلى قرارات سيئة. فمن يفعل ذلك لا يأخذ كلّ الحقائق بعين الاعتبار. والقاعدة المنطقية المعروفة تقول، إنّ ما تبني قراراتك عليه هو ما تظن أنّك ستمضي به، لا ما سوف يكون عليه حقيقة. فكثير من الأشخاص يحبون السفر إلى أماكن محددة، لكنّهم لا يفعلون، فقط لأنّهم يظنون أنّ السفر خطير. فهم ينظرون إلى ناحية سلبية، ويبنون افتراضاتهم عليها.
ثالثاً: الثقة الزائدة
قد يظن بعضٌ أنّ الأمور حتمية. وأنّ ما "يتوجّب" حصوله، لا بدّ سيحصل. فمثلاً ربما يظنون أنّ ترقية الوظيفة آتية، لا شك فيها. ويفكر الناس أحياناً كثيرة، بهذه الطريقة، ما يوقعهم في فخ التكاسل، وانتظار ما سيقع لا غير. وبعيداً عن حالات الحظ، فإنّ صاحب الثقة الزائدة، غالباً، لن ينتبه الى الإشارات على مضيّ الأمور في اتجاه خاطئ، بل ربما تكون على وشك الانهيار.
رابعاً: إساءة فهم الآخرين
عند التفاعل مع الآخرين، سيشكل سوء فهم المرء لهم، معضلة كبيرة. فقد يلتقي الشخص بآخر، ويظنّ مباشرة أنّه يكرهه. لكن لا يدور في خلده، أنّ ذاك الآخر ربما يعاني من يوم فظيع. فافتراض الكره المباشر، يمكن أن يؤثر في أسلوب التعامل معه.
ويبدّل في بعض الأفعال والتصرفات، على افتراض أنّها تضايقه. مع العلم أنّها ليست بالضرورة كذلك، بل تستند الى حكم مسبق لا غير. وعليه، فإنّ إساءة فهم الآخرين، تؤدي إلى سوء التواصل معهم، وتزرع المشاكل في درب الطرفين.
المصدر: العربي الجديد