ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻟﻠﺨﺎﻃﺮ ، ﻫﻔﻮﺓ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺑﻌﺔ ﺧﻠﻒ
ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ . ﺇﻧﻨﻲ ﺃﻃﻤﺢ ﻷﺳﺘﺪﺭﺍﺝ ﻋﻘﺪ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻤﺸﺎﻋﺮﻱ ﻭﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻲ
ﻻﺯﺍﻟﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺘﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﻴﺎﻙ …
ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻭﺭﺑﻤﺎ
ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ .. ﻓﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻻﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﺗﻠﻚ
ﺭﺑﻤﺎ ﺷﻲﺀ ﻳﺸﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ..
ﺗﻤﺘﺰﺝ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻷﻣﻞ ... ﺑﻞ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺍﺗﻮﻩ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ
ﻛﻨﺖ ﺍﺳﻌﺪ ﺑﺬﻟﻚ … ﻛﻨﺖ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻳﺤﻴﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺤﺰﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻭﺟﺎﻋﻪ ؟
ﺃﻣﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻭﻻ ﻛﺄﻧﻪ ﺣﺪﺙ ﺷﻲﺀ ﺑﻞ ﺃﺳﻴﺮ ﻓﻲ ﺧﻄﻰ ﺛﺎﺑﺘﻪ
.. ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ .. ﻏﺮﻭﺭ .. ﺭﺑﻤﺎ .. ﺑﻞ ﻫﻮ ﺷﻤﻮﺥ ﻣﻨﻲ
ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭ . ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﺟﺎﻉ
ﻣﺤﺎﻝ ﺍﻥ ﺃﺗﺨﻄﺎﻫﺎ .. ﻓﺄﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﺃﺗﺨﻴﻞ
ﻻﺯﺍﻝ ﻳﻬﻤﺲ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻟﺒﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻐﻢ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ .. ﺍﻟﻬﺎﺩﻯﺀ
ﺻﻮﺗﻚ ﻻﺯﺍﻝ ﻳﺘﺮﻧﻢ ﻣﻊ ﺻﺪﻉ ﺍﻭﺟﺎﻋﻲ
ﻓﻴﻪ ﺗﻤﺘﺰﺝ ﺻﻮﺗﻚ ﺑﺄﻧﺎﺗﻲ ﺍﻟﺒﻄﻴﺌﺔ
ﻓﺘﻈﻬﺮ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻷﺻﻮﺍﺕ ﻣﻮﺟﻌﺔ ..
ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺎﺑﺮ ﻷﺟﻠﻚ .. ﻷﺷﻌﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩﻱ
ﺃﻧﺎﻇﺮﻙ ﺑﻄﺮﻑ ﺧﻔﻲ .. ﻓﻼﺯﺍﻝ ﻭﺟﻬﻲ ﻳﻔﻀﺢ ﺃﺣﺴﺎﺳﻲ ﺑﻮﺟﻮﺩﻙ
ﻋﺸﺖ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ
ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ ﺗﻌﻴﺶ
ﻻﺯﻟﺖ ﺃﺭﺍﻙ ﻓﻲ ﺃﻃﻴﺎﻓﻲ ﺗﻤﺴﺢ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻲ
ﻫﺪﻳﺮ ﺣﺮﻭﻓﻚ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻨﺎﺩﻳﻨﻲ
ﻻﺯﻟﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻓﺬﺗﻲ ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺟﺒﻴﻨﻲ ﺑﺰﺟﺎﺟﻬﺎ .. ﺑﺎﺭﺩﺍ .. ﻧﺪﻳﺎ
ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ . ﻻﺯﻟﺖ ﺃﻟﺘﺼﻖ ﺑﺎﻟﺰﺟﺎﺝ ﺃﻧﺎﻇﺮ ﻳﻤﻨﺔ .. ﻳﺴﺮﺓ ..
ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﻩ .. ﺑﺄﻧﺘﻈﺎﺭﻙ .. ﻓﻠﻘﺪ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ .. ﻭﻻﺯﺍﻟﺖ ﺗﻨﺴﻞ ﻓﻲ
ﻋﺮﻭﻗﻲ ﺭﻏﺒﺘﻲ ﺑﻠﻘﺎﺅﻙ ﻣﺠﺪﺩﺍ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮﻙ ﺩﺍﻓﺌﺔ .. ﻟﻬﻴﺐ
ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺑﺄﺣﺎﺳﻴﺴﻲ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﻜﺴﻴﺮ
ﻻﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺗﻨﺴﻜﺐ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻮﺟﻊ
ﻧﻈﺮﺍﺗﻚ ﻋﺎﻟﻘﺔ .. ﻣﺘﻤﺮﺩﺓ .. ﺑﺮﻳﺌﺔ
ﻭﻛﺄﻧﻲ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻛﻬﻒ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﻋﻴﻨﻴﻚ .. ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ . ﻣﻈﻠﻤﺔ
ﺣﺰﻳﻨﺔ . ﻣﻜﺪﺳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻭﺟﺎﻉ
ﺃﺣﺰﺍﻧﻲ ﺍﻟﻜﺌﻴﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺠﺰ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﻦ ﺗﺮﻗﺐ ﻋﻮﺩﺗﻚ
ﺭﻧﻴﻦ ﺣﻀﻮﺭﻙ .. ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺳﺤﻴﻘﺔ
ﺃﺗﻌﺜﺮ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ .. ﻭﺣﻴﺪﺓ .. ﺿﺎﺋﻌﺔ .. ﻛﻄﻔﻠﺔ ﺗﺎﺋﻬﺔ
ﻻﺯﺍﻟﺖ ﺗﻀﺮﻡ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺑﻬﻮ ﺣﻀﻮﺭﻱ ﺍﻟﺸﺎﺣﺐ
ﻓﺎﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﻟﻬﻔﺘﻲ ﺗﺸﺮﺩﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ
ﺃﺑﻜﻲ ﺑﺼﻤﺖ ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﺃﺧﺮ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺼﻤﺖ
ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻬﻤﻨﻲ ﺑﻬﺪﻭﺀ ..ﻓﻬﻤﺘﻪ ﺑﻮﺿﻮﺡ
ﻻﺯﺍﻝ ﺗﻀﺞ ﻓﻮﺿﻰ ﺑﻜﻴﺎﻧﻲ ﺗﺜﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻡ .. ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ
ﺩﺭﺑﻲ ﻣﻘﻔﺮ .. ﻓﺄﻋﺒﺚ .. ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻛﺸﻒ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺣﺰﻧﻲ
ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ ﻷﻱ ﺑﺸﺮ ﻓﺎﻟﺼﻤﺖ ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ ﻳﻠﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ
ﺻﻤﺖ .. ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺻﺪﻯ .. ﻗﺒﻀﺎﺕ .. ﺍﻭﺟﺎﻉ
ﻭﺟﺪﺍﻥ .. ﻭﻗﻠﺐ ﻛﺴﻴﺮ ﻣﺘﺄﻟﻢ
ﻫﻞ ﻳﻨﻄﻖ ﺍﻷﻟﻢ ؟ ﻓﻼﺯﺍﻝ ﺻﺪﺭﻱ ﺍﻟﻤﺮﺗﻌﺶ ﻭﺗﻤﺮﺩﻱ ﻭﻋﺬﺍﺑﻲ ﻳﻨﻄﻖ
ﺑﻮﺿﻮﺡ .. ﻳﺘﻤﺎﻳﻞ ﺭﺳﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻭﺟﺎﻉ ﺍﻷﻟﻢ
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻇﺮﻧﻲ ﺑﺤﺪﻕ .. ﺑﺮﻏﺒﺔ ﺟﺎﻣﺤﻪ .. ﻣﺮﻳﺮﺓ .. ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ
ﻓﺎﻟﺼﻌﻴﻖ ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ ﺑﺠﻨﻮﻥ
ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻧﺖ ﺃﻥ ﺗﻀﻤﻨﻲ .. ﻓﻲ ﺍﺧﺮ ﻟﻘﺎﺀ .. ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ
ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻫﺮﺑﺖ .. ﺃﺭﻛﺾ .. ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻤﻲ
ﻟﻢ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﻀﻤﻨﻲ ؟ ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﺮﺧﺎﺕ ﻗﻠﺒﻲ ؟ ﻫﻞ ﻛﻨﺖ
ﺗﺮﻳﺪ ﺗﺤﺴﺲ ﺍﻷﻟﻢ ﺑﺠﺴﺪﻱ؟ ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻋﺪﻭ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ
ﺃﻻ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻋﺬﺍﺑﻲ؟
ﻓﺎﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺗﻀﺮﺏ ﻭﺟﻬﻲ .. ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﺭﺫﺍﺫﻩ ﻳﺒﻠﻠﻨﻲ ..
ﻭﺍﻟﻈﻼﻡ ﻳﺤﺮﻕ ﻭﺟﻮﺩﻱ .. ﻻﻫﺜﺔ .. ﺭﺑﻤﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ
ﻟﻜﻦ ﻋﺬﺍﺑﻲ ﻻﺯﺍﻝ ﻳﺤﺒﻮ ﺑﺴﻜﻮﻥ
ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ .. ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻻﺯﻟﺖ ﺗﺪﻭﻱ ﻓﻲ ﻛﻴﺎﻧﻲ
ﺿﺤﻜﺎﺗﻚ ﺍﻟﻐﺠﺮﻳﺔ ﻻﺯﺍﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻋﻤﺎﻗﻲ ﺗﺴﻜﻦ
ﺩﻣﻮﻋﻚ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻭﻗﺖ ﺍﻷﻟﻢ ﻻﺯﻟﺖ ﺃﺗﺄﻭﻩ ﺑﻬﺎ .. ﻻﺯﻟﺖ ﺃﻋﺎﻧﻖ ﺃﻭﺭﺍﻗﻚ
ﺣﺮﻓﻚ … ﻧﺒﻞ ﻋﻴﻨﻴﻚ .. ﻓﻼﺯﻟﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺗﺸﺎﺭﻛﻨﻲ ﻓﻲ ﺿﻴﺎﻋﻲ
ﻻﺃﺣﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ .. ﻣﺠﺮﺩ ﻏﺮﻓﺔ .. ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺭﺑﻤﺎ .. ﺃﺑﻮﺍﺏ
ﻧﻮﺍﻓﺬ .. ﻻ ﺃﺣﻠﻢ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ..
ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﻲ ﺻﺪﻯ ﺻﻤﺘﻲ
ﻓﻠﻘﺪ ﺍﻫﻠﻜﻨﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ