وصف الامام علي (ع) للأمة المنتظرة ::
هذه خطبة لأمير المؤمنين (ع) تلقي الضوء على حال الأمة المنتظرة، وتصفها بالوصف التالي:
عن أبي عبد الله (ع) قال: ((خطب أمير المؤمنين (ع) بالمدينة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال ........... فيا عجباً وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصون أثر نبي ولا يقتدون بعمل وصي ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب، المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا وكل امرئ منهم إمام نفسه، آخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ، لا ينالون تقرباً ولن يزدادوا إلا بعداً من الله عز وجل، انس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض كل ذلك وحشة مما ورث النبي الأمي (ص) ونفوراً مما أدى إليهم من أخبار فاطر السماوات والأرض، أهل حسرات وكهوف شبهات وأهل عشوات وضلالة وريبة، من وكله الله إلى نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله، غير المتهم عند من لا يعرفه، فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها، ووا أسفاً من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدي بعضها بعضاً وكيف يقتل بعضها بعضاً، المتشتة غداً عن الأصل النازلة بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، كل حزب منهم آخذ [منه] بغصن، أينما مال الغصن مال معه، مع أن الله - وله الحمد - سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني أمية كما يجمع قزع الخريف يؤلف الله بينهم، ثم يجعلهم ركاماً كركام السحاب .......)) الكافي: ج8 ص64.
هناك جهة حقيقية للفتح الإلهي الذي سيكون على يد الامام المهدي (ع)، هذا ما يعلمه جميع المنتظرين، وقد أوضحها آل محمد (ع) لشيعتهم بشكل صارت الحقيقة أوضح من الشمس في رابعة النهار على حد تعبيرهم (ع)، ولكن الأمة المنتظرة - بكل أسف - سوف تترك تلك الجهة وتتأمل الفتح من جهة أخرى، والسبب هو التثيقف الخاطئ - بعمد أو بجهل - الذي يمارسه أدعياء التخصص في الدعوة المهدوية ثم اتباع الناس لهم في ذلك بدون وعي كما يحصل اليوم، وهذا الاتباع الأعمى ليس فقط سيحرم المنتظرين نصرة آل محمد (ع) والالتحاق بركب قائم آل محمد (ص) بل سيجعلهم طعمة للسفياني لعنه الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.