زراعة الوجه و"شبيه" الأرض.. أكثر ما شغل العلماء في 2011
شهد عام 2011 أحداثاً علمية عديدة فرضت نفسها على الساحة الإعلامية، ولاقت اهتماماً واسعاً.. وقد تعددت تلك الأحداث ما بين اكتشافات جديدة، تسخر لخدمة البشرية، كالاكتشافات الطبية والعلاجية، والأبحاث الفضائية، والتجارب العلمية.
وقد سجل هذ العام رقماً قياسياً في الكوارث الطبيعية، حيث شهد أكبر كارثة في العالم وهى زلزال اليابان الذي قضى على حياة 30 ألف شخص.
كما احتلت قضية التغيرات المناخية موقعاً مهماً في أجندة الظواهر البيئية لهذا العام ما دفع بعض الدول إلى دعوة شعوبها لانتهاج أساليب جديدة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، وتطبيق أساليب مبتكرة لمتابعة تغيرات هذه الظاهرة.
حيث توصلت الدول الغنية والفقيرة إلى اتفاق يرسم خارطة طريق لمفاوضات المناخ في الأمم المتحدة العام الجاري استناداً إلى اتفاق تم التوصل إليه في المكسيك العام الماضي وزيادة التركيز على قضايا أكثر صعوبة.
نجاحات طبية
رغم الجدل الثائر حول الجوانب الأخلاقية وتأثيرها النفسي على المريض، نجح أطباء في إجراء أول عملية نقل وجه بشكل كامل في تاريخ الطب الأمريكي.
وقد تمت العملية في مستشفى "بريجهام آند ويمنز هوسبيتال" في مدينة بوسطن، حسبما أشارت صحيفة "بوسطن جلوب" والتي ذكرت أن المريض الذي نقل له الوجه الكامل لأحد المتبرعين المجهولين يبلغ من العمر 25 عاماً وأصيب بحرق كامل للوجه بسبب صعق كهربائي شديد قبل عامين.
كما أجرى جراحون في الولايات المتحدة عملية زرع وجه للمرأة التي مزق شمبانزي وجهها، بعد أن فقدت أنفها وشفاهها ورموش عينيها ويديها، وتركها فاقدة البصر.
وفي سابقة الأولى من نوعها، نجح جراحون أتراك في إجراء أول عملية زرع رحم في العالم، وذلك في جامعة أكدنيز بمدينة أنطاليا التركية.
كما كشف أطباء فرنسيون عن نجاح ما يصفونها بأنها أول عملية زرع قصبة هوائية اصطناعية في العالم لا تستلزم استئصال الرئة.
كما أعلن أطباء أسبان عن نجاحهم في إجراء أول عملية لمعالجة عدم انتظام دقات القلب باستخدام تقنية جديدة توظف "النيتروجين" السائل عند 40 درجة مئوية تحت الصفر وتتميز بقصر الفترة الزمنية للعلاج مع تحقيق نتائج جيدة.
ونجح فريق كويتي كندي إجراء عملية تركيب قلب صناعي لمريض في مستشفى الصدري هى الأولى من نوعها في الكويت بقيادة الجراح الكندي الدكتور رينزو جيجيري من جامعة مكجيل الكندية والدكتور رياض الطرزي ومشاركة عدد من الجراحين.
وما زلنا نتحدث عن أهم الإنجازات الطبية، فقد تمكن فريق من أطباء مدينة الشيخ خليفة الطبية بالإمارات من إجراء أول عملية جراحية ناجحة باستخدام الروبوت الآلي، لمريض يعاني من سرطان البنكرياس، استغرقت ساعة ونصف.
كما أعلن أطباء في مدينة كرمان جنوب إيران عن إجراء أدق عملية جراحية في العالم عبر الميكروسكوب ليد أحد الشباب.
وعلى مستوي مصر، نجحت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في اختراع وابتكار وإنتاج جهاز للكشف عن فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي عن بعد بدون الحاجة لإجراء تحاليل طبية وأخذ عينات دم.
كما نجح فريق علمي مصري مشترك من أساتذة كليتي طب قصر العيني والإسكندرية ومدينة الأبحاث العلمية ببرج العرب برئاسة الدكتور جمال شوقي عبد الناصر استشاري أمراض الكبد بكلية طب قصر العيني في اكتشاف علاج من مصدر نباتي يقضي على فيروس "سي" نهائياً بدون آثار جانبية.
ولأول مرة في مصر، نجح أطباء في استخدام الإنسان الآلي الجراحي لاستئصال المثانة والبروستاتا, مع عمل مثانة صناعية من الأمعاء الدقيقة وبدون تحويل مجري البول, وذلك لمريض مصري 45 عاماً يعاني من سرطان بالمثانة في المرحلة الثانية.
فضاء وفلك
كذلك شهد عام 2011، إعلان مصر عن إطلاق أول نموذج لقمر صناعي من فئة "النانو", وزنه لايتعدي الواحد والنصف كجم, وبالتالي يدخل في مصاف مايعرف دولياً بأقمار "النانو", وهو يتميز بقدرة عالية في تصوير الأراضي المصرية بدقة تتراوح بين60 و80 متراً مما يتيح مراقبة الأراضي الزراعية والتوسع العمراني في المدن الجديدة ودراسات الاستشعار عن بعد.
أما عن العمر الافتراضي للقمر فيتراوح بين 6 أشهر وعام وهو مزود بألواح لاستقبال الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربية لتدعيم عمل القمر طوال ساعات دوران القمر حول الأرض.
ومن الأحداث الفضائية المهمة أيضاً، اكتشف علماء كوكب شبيه بالأرض يدور حول نجم شبيه بالشمس في مدار شبيه بمدار الأرض حول الشمس.
كما اكتشف علماء فلك دوليون 10 كواكب بينها اثنان بحجم كوكب نبتون وواحد بحجم كوكب زحل.
وأعلن علماء فلك عن اكتشاف خمسة كواكب واحتمال وجود أثنين آخرين تدور جميعها حول نجم يبعد نحو مئة وسبع وعشرين سنة ضوئية عن الأرض.
وقد شهد هذا العام اقتراب أربعة كواكب من الأرض، مثل المشتري والمريخ وعطارد والزهرة، إلى مسافات متقاربة من بعضها البعض ومن كوكب الأرض، بحيث تظهر بوضوح بالعين المجردة لهواة متابعة هذه الظواهر.
وسجلت الشمس هذا العام أكبر ثوران لها منذ أربع سنوات في مؤشر إلى أن دورة النشاط الجديدة لهذا الكوكب انطلقت بعد فترة طويلة من الهدوء.
كما أعلن العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن إبعاد "بروجريس" عن المدار وإغراقها في اليوم نفسه في مياه المحيط الهادئ.
وكانت مركبة الفضاء الروسية "بروجريس" التي استنفذت مواردها قد انفصلت عن وحدة "زفيزدا" الروسية، لتغرق بقاياها غير المحترقة في "مقبرة المركبات الفضائية" بمياه المحيط الهادئ"، في منطقة بعيدة عن حركة السفن. كما انفصل مكوك الفضاء الأمريكي "إنديفور" عن محطة الفضاء الدولية للمرة الأخيرة في تاريخه.
جوائز نوبل العلمية
ذهبت جوائز نوبل العلمية لعام 2011 إلى العلماء الأمريكيين وجاء هذا العام كالعادة خاوي اليدين للوطن العربي، فمنذ أن حصل العالم المصري أحمد زويل على نوبل في الكيمياء عام 1999 وحتى الآن لم يدر نوبل وجهه للوطن العربي مرة أخرى.
وقد أعلنت اللجنة المانحة لجائزة نوبل عن منح جائزة نوبل للطب لعام 2011 لثلاثة علماء أحدثوا ثورة في فهمنا لآلية محاربة الجسم البشري للالتهابات.
والثلاثة هم بروس بويتلرمن الولايات المتحدة وجوليوس هوفمان من لوكسمبرج ورالف شتاينمان من كندا. ولم تمض سويعات قليلة على إعلان فوز "رالف شتينمن" من كندا بجائزة نوبل للطب حتى اكتشف أنه توفي بعد معاناة مع مرض السرطان.
كما فاز العالم الإسرائيلي دان شيختمان، الذي يعمل في معهد الهندسة التطبيقية في حيفا، بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2011، لبحوثه الريادية في علم البلورات.
وعن أسماء الفائزين بجائزة نوبل في الفيزياء، منحت هذا العام لعلماء الفيزياء الفلكية وهم الأمريكي "سول بيرلموتير" والأمريكي الاسترالي "بريان شميث" والأمريكي "أدام ريزيس".
وقد تم اختيار الفائزين بالجائزة لأعمالهم في مجال اكتشاف "الجرافين"، وهو شكل من الجرافيت الذي يعطل الالكترونيات، وذلك خلفاً للعلماء "أندر جيم" و"كونستانتين نوفوسيلوف" من جامعة مانشستر بإنجلترا، حيث حصلوا على جائزة نوبل للفيزياء عام 2010 تقديراً لأبحاثهما حول "مادة الجرافين ثنائية الأبعاد".
أحدث الاختراعات
صدق أو لا تصدق.. ربما يكون هذا الكلام درباً من دروب الخيال التى نقرئها عادةً في الروايات والأساطير، ومن الممكن أن ندرجه تحت مسمى التكهنات بما سيحدث في المستقبل، إلا أن كشف المخترع المصري هيثم دسوقي عن اختراعه بعد تفوقه على نحو 7000 متسابق من مختلف الدول العربية.
وقد تمكن هيثم من تطوير "ملصقات استشعار تعمل باللمس"، ويعتمد هذا الأسلوب الجديد على الطاقة الكهروستاتيكية التي يمكن تطبيقها على الأسطح العازلة، مثل الخشب والبلاستيك والرخام والزجاج والقماش. وكان الهدف من هذا الاختراع هو تحويل الأسطح العازلة إلى أجهزة استشعار للمس أو شاشات مع ملصقات شفافة يتم تثبيتها على الجانب الآخر من واجهة التشغيل.
كما تمكن باحث مصري آخر بعد دراسة استغرقت ثماني سنوات, من إنشاء مكتبة بحثية مصغرة أو قاعدة بيانات للبدائل المتنوعة في تصنيع الدروع الذرية الخرسانية.
وأكد الدكتور وليد مصطفي كمال أن هذه الدراسة تعد محاولة جادة ليس فقط للحفاظ على البيئة, بل أيضاً للاستفادة من مخلفات الصناعات المهملة والملوثة للبيئة في مزيجات ركامية متنوعة, مما يجعل لتلك المزيجات الخرسانية المتناولة في هذه الدراسة بعداً بيئياً مهماً يضفي قيمة إقتصادية عالية, ليس فقط لإنتاج خرسانة خضراء ولكن أيضاً منخفضة التكاليف.
كما ابتكر شاب مصري لم يحظ إلا بشهادة محو الأمية جهازاً لتشغيل المحركات وتوليد الكهرباء باستغلال مياه الترع، وبذلك يمكن أن يحقق الاكتفاء الذاتي لمحافظته بشكل مبدئي ويمكن التوسع فيه على مستوي أفقي لكل محافظات مصر.
ويؤكد صايم أحمد عبد الفتاح 27 عاماً ابن الفيوم أن هذا الجهاز يمكنه تحويل مخرج المياه من أسفل لأعلى، وهذا من شأنه أن يحافظ على السد العالي، مؤكداً أن فكرة هذا الابتكار يمكن تطبيقها علي كل المصارف الطبيعية.
كما نجح باحثون صينيون في تطوير إنسان آلي ماهر في الطبخ يدعى "آكه" يتمكن من طبخ ألفي نوع من الأطعمة الصينية التقليدية.
وتمكنت الصين أيضاً من إنتاج أول روبوت آلي متحرك مسيطر عليه عن بعد موجه لرصد الاشعاعات النووية والمواد الكيماوية الضارة خاصةً في ظل تزايد استخدام الطاقة النووية في لعالم.
كما تمكن الخبراء الإيرانيون من صناعة أول باخرة عابرة للمحيطات تدعى "إيران اراك" وهى الأولى في إيران بمجال صناعة السفن العابرة للمحيطات.