يقول لها ان الحب انكسار, ضعف, واندحار.
يقنعها ان الاحاسيس التي تأسره قد تدمره يوما وهو ليس جاهزاً بعد لاستعمال سلاحه لصد عينيها…
تقول له ان الحب هو أن نمنح أنفسنا فرصة للجنون,
أن نمشي تحت المطر دون خوف, ان نصبح كالطوفان,
كالزلازل التي تمحي كل شيء!
حاول اقناعها ان الحياة أجمل وهو وحيد,
لا حبيبة له ولا أحزان موسمية,
لم تستطع ان تشرح له كيف يحوّل الحب العاشق الى انسان لا وطن له ولا سقف يحميه من برد الاعاصير,
تركته ومشت,
ابتسمت ابتسامة خبيثة,
أشفقت عليه,
وقالت في سرها ”
يظن أن بامكانه خنق العواصف ان أحكم إغلاق أبوابه,
لا يعرف أن الرياح يمكن أن تقتلع كل ما يقع في طريقها.
معتوه هو كل من يعتقد أن قلبه ملكا له, يتحكم بدقاته كيفما يشاء,
لا يفهم ان العشق يتحوّل الى وحشٍ مخيف حين يقرر العصيان !
رأته بعد سنوات والهموم قد غطت وجهه,
وأحزان عينيه أعطته عمراً يشبه الشيخوخة مع انه لا يزال شاباً,
سألته عن أحواله وأين ذهبت سنواته الشقية,
عرفها من صوتها لم يرفع رأسه, فقط قال جملتين ومشى:
كنتُ مخطئاً,
العيش وحيداً يعني الموت قبل الأوان,
ها أنا الآن ألفظ أنفاسي الأخيرة وأترنح على قارعة الزمن!
ظللتُ أحبس قلبي بين شراييني الى أن فقدته
ومعه فقدتُ كل العمر!