كانت لم تزل في التاسعه من عمرها!! مشرقة الوجه تبتسم دائما !!! تتطاير خصلات شعرها
القصير فرحا وهي تسير والشمس تبتعد رويدا باتجاه الغرب تودع يوما اخر بعد ان
الهبت الارض باشعتها نحو فرن الصمون عبر الشارع بعد ان اوصتها امها ان ترى
فيما اذاكانت هناك بعض صمونات محروقة الجانب!!!
اسدل الليل ستاره ولم تعد!!!
سال الاب بعد عودته -اين فرح يا امراه؟؟؟
قالت الام -ذهبت لشراء الصمون من الفرن في الشارع المقابل!!!
تلفت الاب يمينا ويسارا في الشارع الفارغ الا من بعض السيارات المسرعه تحمل ركابا يتسارعون
نحو بيوتهم فقد هطل الظلام وامتدت سفرة العشاء!!!
جاءت الى خياشمه رائحة شواء وهو يطل براسه داخل الفرن من شباك صغير لتوزيع الصمون!!!
كان هناك خمسة فتيان يتناوبون العمل فيما كان اكبرهم يمسك عصا خشبيه يخرج بها الصمون
المشوي ويدخل بها الصمون النيء!!!
سال-هل جاءتكم فتاة صغيره قبل مده قصيره لشراء الصمون؟؟؟
اجاب اكبرهم-اجل ياسيدي وقد رحلت منذ مده!!!
احتار في امره!!! تلفت يمينا ويسارا يبحث بعيناه على طول الشارع الفارغ!!! وسار على غير هدى ليصادف
امراه تروم الدخول الى بيتها في نفس الشارع فيسالها-هل رايت فتاة صغيره تحمل صمونا في الارجاء؟؟؟
اجابته المراه-نعم ياسيدي ولكنني رايتها داخل فرن الصمون وليس خارجه!!!!!
عثرت الشرطه التي استدعاها على فردة حذائها الصغير داخل الفرن!!!
سالت الشرطه اكبرهم سنا-كان يمكنكم تركها لتعيش ---لماذا ادخلتموها داخل الفرن؟؟؟
كان الاب المفجوع يتلوى ارضا وهو يسمع الجواب-خفنا ان تتكلم بما جرى لها!!!
سال الشرطي-وما الذي فعلتموه؟؟؟
قال اكبرهم وقد طاطا راسه-لقد تناوبنا عليها بعد ان كتفناها جيدا!!!!
احس الان برعشات اجسادكم سادتي الاعزاء رهبة وخوفا واشمئزازا!!!
اجل خوفا واشمئزازا لما جرى لفتاة صغيره احرقت حيه في فرن للصمون في مدينة الكوت قبل فتره !!!!
الـــــى ايــــن ياوطــــني وشبــــاب وطنــــي الـــى ايــــن ؟؟!!!