"داعش" تُحضر الموصل لحرب عالمية ثالثة في العراق
© Photo: AP/ECPAD
أخلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مقراته الرئيسة في الموصل، كبرى مدن العراق سكاناً، مُستخدماً المدنيين لقمة بديلة عنه للقصف العراقي والأجنبي، قاطعاً أوصال المدينة كلها رعباً من هجوم كردي قريب.
نازك محمد خضير – بغداد
ويستخدم تنظيم "داعش" المنازل والمحال التجارية بين أزقة الموصل مركز محافظة نينوى، شمالي بغداد، كمقرات تخطيط لمواجهة التحالف الدولي الرامي للقضاء على الإرهاب في العراق وسوريا.
وكشف ياسر الحمداني، مدير مكتب الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين في الموصل، لـ"روسيا سيغودنيا"، عن اختفاء قادة تنظيم "داعش" من شوارع المدينة بعد تفاقم الطلعات الجوية في نينوى، مُستخدمين منازل المدنيين دروعاً لهم.
وأضاف الحمداني، أن التنظيم أخلى مقراته الرئيسية بالكامل، متوغلاً بين الدور والمحال التجارية، بتحويلها إلى مقرات خطط وتدريب لعناصره.
وأغلق التنظيم، جميع المناطق التي تحد الموصل بسهل نينوى المحاذية لإقليم كردستان، حيث يتوقع أن تأتي الهجمات من قبل قوات البيشمركة الكردية والقوات العراقية المدعومة دولياً.
وروى الحمداني، عن قيام عناصر "داعش" بجرف الطرق الواصلة مع إقليم كردستان، وتحوليها إلى طرق ترابية وعرة تحسباً لتقدم القوات الكردية.
وألمح إلى نزوح بشكل متقطع للعوائل الموصلية التي رفضت مغاردة المدينة إبان سقوطها بيد التنظيم، بعد تجريدهم من منازلهم التي تحولت إلى مقرات للدواعش، متجهةً نحو السلمانية ثاني مدن كردستان، وكركوك المتنازع عليها دستورياً بين بغداد وأربيل.
واكتسح الإستياء الشارع الموصلي الذي صبر نحو ثلاثة أشهر على عبث تنظيم "داعش"، متجرعاً الموت والتجاوب بإعلان التوبة للخليفة الداعشي أبو بكر البغدادي، من أجل عيشة خالية من التشرد نحو العراء إسوة بمليون ونصف المليون نازح.
ويتوقع الموصليون في تصريحات لـ"روسيا سيغودنيا"، أن تجري الحرب الأكثر عنفاً في مدينتهم التي يُسيطر عليها التنظيم بالكامل منذ ثلاثة أشهر تقريباً.
وعبرَّ أبو سارة (33 عاماً) أحد سكان الموصل، عن أمله بانتهاء وجود تنظيم "داعش"، قائلاً "الحياة هنا أشبه بالغيبوبة، ما سيعني نسيان أقاربنا وجيرتنا الذين نزحوا إلى الجنوب وإقليم كردستان جراء الرعب والذبح الذي تفشى في المدينة".
وألمح أسامة فؤاد، الشاب الموصلي، إلى أن الوضع في الموصل هادئ، وهو ما لم نشهده منذ سنوات شابتها التفجيرات، لكن"الدواعش" هم أكبر خطر يقطن مدينتنا، فالتنظيم بات قنبلة موقوتة لا نعرف في أي ميعاد تنفجر.
وتداول ناشطون عراقيون في المجالين المدني وحقوق الإنسان، صورة رجل موصلي يحمل طفلاً، على مقربة من عجلة تقلّ عددا من عناصر تنظيم "داعش"، مستفهمين "هل توافق أن تضرب الطيارة هذه العجلة؟"، والإجابات جاءت كلها بـ(لا) عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، في أخر تصريح صحفي له عن أوضاع العراقيين، قائلاً "العالم لم يشهد موجات نزوح وطلب للجوء وانتهاكات بشعة وخطر لحقوق الإنسان، مثل التي يشهدها العراق منذ الحرب العالمية الثانية".
ويسعى القادة العراقيون لاستغلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة 169 دولة، من أجل تحشيد المجتمع الدولي لمزيد من المساعدات العسكرية والإنسانية لبلدهم في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يحتل ربع أراضيه.
وكان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري قد وصلوا إلى نيويورك للمشاركة في الدورة الحالية للجمعية العامة، كما سيجرون على هامشها، مباحثات مع مختلف القادة، وفي مقدمهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما.