لن ينال القلب رضى الاخرين ان لم يكن برقة عصفور
لن ينال القلب رضى الاخرين ان لم يكن برقة عصفور
التعديل الأخير تم بواسطة حازم البغدادي ; 22/October/2014 الساعة 1:33 am
لم يكن في الحسبانِ
أن تلك الحكاية ستضرّج بالسواد هي الاخرى يوماً ..أسوة بمحال بيع الألبسة اليوم !
لم أعرف أبداً انها ستستعجل في طباعة الخيبة على هذا القلب المخضّب بالحُلُم والانتظار ..
كنت أأمل ان يجيء عيدٌ في النهاية
..حاملا ً بيديهِ ممحاة ضخمة جداً
يُمحي بها تخطيطاتٌ في رأسي كان قد تركها رجل أتقن النسيان !..
أتدري ان تخطيطاتك لا يمكن محيها !
حتى وان توسدناالتراب والتحفنا بهِ دون وداع ٍ أخير..!!
فـ لنقف حداداً على أعتاب حكايتنا ولأقاسمك فنجانَ قهوةٍ مرّة .. ومرّة جداً ..
اتعلمُ ما الألعن من الفراق ؟
هو تحطم القلب ..و ولادة جراح تبقى تُمطر بروعة اللحظات الجميلة و القصيرة .. القصيرة جداً التي أطفأت شمعتها باكرا .. ترغمنا الذكرى ان ننصاع لأكذوبة الفرح المنتظر ..
أجدتُ البكاء و الخوف مذ كنتُ أمسك بطرف عباءة أمي ..
كنتُ في السابعة على ماأذكُر .. عندما أخذتني أمي معها الى السوق كنت أمسك بطرف عباءتها عند خروجي من المنزل الى حين رجوعي له ..
في وسط السوق وبينما كانت امي تشتري بعض الأشياء ، فجأة و بلا شعور أفلتُ يدي من عباءة امي و شدّ انتباهي غزل البنات " شعر البنات "
فأنا ضعيفة أمامه و الى الان ..
أمسكت بعباءتها من جديد و شددتها و بدأت بالألحاح الشديد على أمي : "إشتري لي شعر بنات ، ماما حبابة اشتريلي شعر بنات .."
لا تلتفت أمي !
أمي لا ترد عليّ !!
((-كنت أميز عباءة امي من بين الف عباءة وأكثر- والى الان فهي تخيط في نهايتها نوعا خاصا من الدانتيل لا يشبه غيره ))
نظرت لطرف العباءة و إذا بها خالية من الدانتيل !!
ياللهي أنا أمسك برداء إمرأة لا أعرفها ! ليست أمي !
أجهشت بالبكاء.. بكيت كثيراً حينها .. الى ان وجدتني امي و قبلتني قائلة كنت أقف خلفكِ و أضحك ..
لا أنسى ذلك الموقف ابداً .. شأنه شأن المواقف المؤلمة التي مررت بها في حياتي ..
تتشابه مساءآتي جميعها .. لم يبقّٓ منها الا جزيئات ذكرى بدأت تتضاءل .. و صورٌ مختبئة تحت اغطيةٍ فوق بنفسجيةٍ
لم تعد لنا شفاهٌ كـ الآخرين ..