تنويه
(( كل ما أقوله هنا يعبر عني أنا فقط , ولا مسؤولية للموقع مطلقا , كلامي موجه الى المجتمع الشيعي العراقي فقط ))
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ ۗ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) آل عمران
صدق الله العلي العظيم
في هذه النفثة ساتحدث عن مصطلح لازم المجتمع الشيعي العراقي منذ نشأته والى يومنا هذا
الا وهو مصطلح (( الأغلبية )) أو (( الأكثرية ))
حيث يعتبر هذا المجتمع نسبة الى المجتمعات المجاورة بتناميه المستمر عبر السنين , وهذا من عجائبه حيث ينمو ويزداد عدد افراده رغم الحيف والظلم والتقتيل المستمر الذي يطال ابنائه من قبل الانظمة الغاشمة التي تعاقبت على حكم ارضه ... !!!
نعم , نحن كثيرون , وفي تزايد مستمر , ولكن , ولكن , ولكن .... ما الفائدة ..؟؟؟
أهلا بكم في الحلقة الثانية من
(( نفثات كالسياط ))
ماذا جنى هذا المجتمع من اكثريته ..؟؟؟
كيف استثمر هذه الاكثرية منذ نشأته حتى يومنا هذا ..؟؟؟
سؤالان ينوبان عن الاف الاسئلة التي تتمحور حول أكثرية هذا المجتمع ... ليكونا محور النقاش ..!!
المطلع على تاريخ المجتمع الشيعي العراقي يجد أن أكثريته جنى منها اشياء طيبة واخرى قبيحة , وما اقل تلك الاشياء الطيبة وأنفسها و أصلحها , أمام تعاظم الاشياء القبيحة وتناميها , لاستسهال الحصر نذكر بعض الاشياء الطيبة التي جناها المجتمع العراقي من اكثريته فنرى منها مثلا :
1. بزوغ العلماء الفضلاء المتمكنين من الدين والمذهب المحافظين عليهما المحققين لشرائعه المديمين العلاقة بينه وبين هذا المجتمع .
2. انتشار هذا المذهب في اقاصي المعمورة و بكافة قاراتها , وتوسعه الى مجتمعات اخرى احتضنته (( فاعطته حقه )) من الاحتضان .
3. بث روح الخوف في المتسلطين عليه خشية (( ثورته الاسطورية )) والتي - للاسف - لم نسمع عنها الا في الاشعار الفصيحة والشعبية .
نعم , هل يوجد شيء آخر اهملته ..؟؟
ذكروني ان استطعتم ... !!!
أما حين نريد أن نحصر الاشياء القبيحة والاليمة والتعسة التي جناها مجتمعنا من اكثريته , فاليكم ما استطعت احصائه انا بعقلي القاصر بالرجوع الى الاطلاع البسيط على تاريخه ....
1. كثيرون ولكن متفرقون , حين يحين الجد في حرب أمير المؤمنين عليه السلام ضد معاوية بن ابي سفيان المغتصب للخلافة ..
2. كثيرون ولكن مهملون , حين يتركون باب الجرأة مفتوحا ليدخل منه عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله ويهشم بسيفه راس الدين وعماده وعروته الوثقى ..
3. كثيرون ولكن أغبياء , حين يتصورون صلح الحسن ذلة لهم وتشويه لمذهبهم وهو الامام مفترض الطاعة وعقيدتهم فيه أنه (( معصوم )) !!!!!!
4. كثيرون ولكنهم غادرون , حين احاطوا برحل نبيهم يقودهم عدوه وعدوهم فنرى الرجل - حسب الروايات - عينه تدمع اسفا على قتل الحسين عليه السلام , ويده تسحب بأخبية الحسين عليه السلام لنهبها وسرقتها (( للتبرك بها )) !!!
5. كثيرون ولكن بائسون , حين يظنون ان تسمية أنفسهم بـ(( التوابين )) و حربهم لجيش الشام ينفعهم بعد أن خذلوا نبيهم في عترته !!!
6. كثيرون ولكن متوهمون , حين يدعوهم المختار الثقفي الى حرب ابن الزبير , منبأهم بان الأخير سيذبحهم , ولكنهم توهموا السلامة في نفوسهم فذاقوا حر الحديد وهم آلاف مؤلفة !!!
ما هذا ..؟؟؟ أين أنا ..؟!؟!؟!؟
اعتقد انني لا زلت في أول اربعين سنة من عمر هذا المجتمع الذي يبلغ الان الف وثلثمائة ونيف من السنين !!!
فلانتقل انتقالة سريعة بالوقت لاستذكر ...
7. كثيرون ولكن فاشلون وذاهبة ريحهم , حين يساق أئمتهم المعصومون من بين ايديهم الى السم والقتل والحبس في المطامير !!!
8. كثيرون ولكن خانعون , حين تقرر المشيئة الالهية تغييب امام زمانهم لا لسبب سوى خوفا عليه من القتل - حسب آخر تحقيقات اسباب الغيبة - !!
9. كثيرون ولكن تائهون , في زمان الفتن وتداعي الدول وسيطرة الاجانب و غزو الاغراب ..
10. كثيرون ولكن يقتلهم الجهل , في زمن الحداثة و اختراع الالات و الطيران و التنمية العلمية والتطور الفكري و اكتشاف الذرة والنانو !!
11. كثيرون ولكن يأكل بعضهم بعضا , في وقت الطواغيت الاخير يتسارعون في الشر و يأكل بعضهم بعضا بالحقد والحسد والشنآن .. !!
12 . كثيرون ولكن - للأسف - كالعبيد - يرفعون صور الطاغوت ويحاربون أخوتهم وابناء مذهبهم كجنود للطاغوت و يتقربون اليه بطقوس وتقاليد وعادات فرضها عليهم ببطشه تكاد تعدو عن كونها عبادة !!!
13 . كثيرون ولكن تأكلهم الفرقة والطمع والجشع والكسب المادي والكراسي و تسقيط الأخوة و اتخاذ الاعداء صفوة و رفع الاصوات بالشر و التهديم لهذا المجتمع والانتصار للعدو ضد بعضهم البعض و تملق الغريب و رفض الركن الشديد و العمى عن ذنوبهم والانقياد وراء شهواتهم والتخلي عن أئمتهم - الا بالزيارات - والتبري من المدارس الشماء التي أسسها قادتهم و انتشار دعوى الظلال بينهم والاستهزاء بعلماؤهم و الانقياد الى سحرتهم و ابتذال قضيتهم وافشاء اسرارهم و الشك في عقيدتهم تلك العقيدة التي وضع اساسها محمد وال محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ...
نعم هذا ما يحدث الآن , وليخبرني مخبر بأن كلامي باطل ولا صحة له لأسئله على أي نجم أو كوكب يعيش ..؟؟؟
ذكرت - لو تذكرون - في المقدمة انني في المجتمع الشيعي العراقي حين اتحدث مع شخص واحد اجده يتفجر حمما من الهموم على الواقع المرير الذي نعيشه ولكن حين يكون محضر الكلام خمسة اشخاص او اكثر فلا غرو ان يحدث الجدل والجدال و تعلو لغة الاختلاف والتناحر !!!
حين انظر الى ما حولنا من المجتمعات اجد اغلبها تحمل تاريخا لا يقل عنفا وقسوة من تاريخ مجتمعنا , ولكنهم في لحظة توصلوا الى نقطة طرحوا فيها الخلافات والتناحر و التحزب وذابوا في بودقة الانسانية و ارتقوا بمجتمعاتهم حتى وصلت الى ذروة العلم و الفهم والنقاء والرقي والتحضر و جابوا العالم بالصناعة والزراعة والتجارة والعلوم المختلفة ... هل يوجد في خط زمن مجتمعنا مثل هكذا نقطة ...؟؟؟؟ لا اعتقد ذلك ابدا !!!
هي نفثة وليست مقال , فان طالت خرجت عن محتوى العنوان , لا يسعني الا ان اتوقف لأستريح من هذه النفثة المقيتة , و أملأ رئتي بشهيق ملؤه رائحة الدم والبارود والتي أن تي والسي فور مما تعرض له مجتمعنا في الايام القلائل الماضية , وبعدها أعود لأنفث نفثة أخرى وأسئل الله العافية مما فيها !!!
تقبلوا تحياتي
أخوكم الأمير
25/9/2014