ما زلنا في حاجة إلى مزيد من الوعي والإدراك في ثقافة الاختلاف والحوار لأننا مكبلون بطباع نرجسية وموروثات اجتماعية تصوّر لكل واحد منّا أنه الأفهم من الآخر، ويستوي ذلك في دنيا الثقافة والأعمال.. إننا نحتاج حقا إلى مزيد من التدريب والانفتاح على ثقافة الاختلاف حتى نهضم فلسفة الديمقراطية ولا نتشدق بها حين مطالبتنا بحقوق ونخاصمها أو نتجاهلها إذا جاءت بما لا تشتهي أنفسنا..
وحتى نُكسب الديمقراطية بُعدها التجريبي الواقعي لابد أن نوطّن أنفسنا على احترام الآخر وفكره، حتى وإن اختلفنا معه.. لأن حتمية الاختلاف في الرأي تفرض علينا احترام الآخر.. بل إن نجاح الإنسان ورقيّه الديمقراطي يفرض بناء علاقة ود واحترام مع مخالفيه قبل مؤيديه والاستفادة من آرائهم وأفكارهم حتى يدرك كل منّا أن رأيه إذا كان صحيحا فالاحتمال كبير بأن يكون رأي الآخر هو أيضا صحيح..
وذلك من زاويته.. وثقافته.. فليس ثمة صحيح أو خطأ مطلق فيما يدور بين الناس غير أن كل منا يرى الحقيقة والمشهد من جانبه.. ولذلك نحن ننادي بضرورة التدريب على ثقافة الاختلاف."
تظهر بين الأصدقاء وأخص بالذكر هنا أصدقاء مواقع الإتصال الإلكترونية، حيث يقوم كل من يختلف في الرأي عن الآخر بعد نقاش قصير كان أو طويل، بحذف صداقته ولو استطاع أن يحذفه شخصيا لكان فعل، علاقات صداقة كثيرة وعميقة وقديمة تعددت سنوات، تم نسفها لمجرد الإختلاف في الرأي، على أرض الواقع وعلى الإنترنت، حتى أصبح شعار "الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" شعارا خرافيا ، وأصبح "الخلاف في الرأي لا يبقي على صديق"
مودتى