الكويت - عبد الستار ناجي
يعتمد فيلم "بوكستر ولز" The Boxtrolls الثلاثي الأبعاد، على رواية كرتونية بعنوان "هنا كنا وحوشاً" من تأليف آلان سنو، تولى إخراجها غراهام أنيبال وانتوني ستاشي.
الحكاية باختصار شديد، عن صبي يتيم ينشأ في قبو لجمع القمامة، مع مجموعة من النفايات وعلب الكرتون التي تشرف على رعايته وتربيته حتى يأتي اليوم الذي يحاول فيه إنقاذ أصدقائه الذين قاموا بتربيته من أحد الأشرار الذي يريد أن يبيد كل شيء، بالذات علب الكارتون التي قامت برعايته وتربيته.
للوهلة الأولى تبدو حكاية "ايجز" التي يقدمها الممثل اسحق هومستيد - رايت، حكاية بسيطة، ولكننا سرعان ما نكتشف عمق القيم التي يؤكد عليها، والمضامين رفيعة المستوى.
فعلى الرغم من حياة البؤس التي عاشها ذلك الطفل الذي وجد نفسه في عالم الفضائيات التي تديرها مجموعة "بوكستر ولز"، والتي تحاول العيش بسلام في أحد الكهوف، إلا أنها تواجه خطر شياطين يقودها "اكستر يفتر"، يقوم بدوره النجم البريطاني بن كنغيسلي، وهنا تبدأ محاولات "ايجز" في الدفاع عن قومه، وعن تلك المجموعة التي آمنت برعاية ونظافة المدينة.
ولكن، ومن وجهة نظر نقدية بحتة، رغم كل المحاولات التي بذلت من فريق العمل لمعالجة الرؤية، إلا أننا ننتهي إلى عمل يخلو من الدهشة، ورغم ذلك نتوقع أن يتمتع به أطفال العالم.
علماً أنه لا يمكن طرح مقاييس النقاد البالغين على فيلم صنع خصيصاً للأطفال، حيث نرى أن مفردات الدهشة تبدو نادرة، قياساً بكمية المقولات والقيم التي يذهب إليها الفيلم والرواية من ذي قبل.
تلك الشخصيات المعلبة أو الكارتونية "بوكستر ولز" تحاول أن تعيش عوالمها الخاصة، في عالم نقيات المدينة، ورغم ذلك، لا تنسى أن تحتضن طفلاً يتيماً وترعاه، ليرد لها لاحقاً العرفان في مواجهة الشر الذي يحاول القضاء على أهله الذين قاموا برعايته وتربيته في العوالم السفلى لإحدى المدن.
حتى حينما يلتقي ذلك الصبي مع إحدى الفتيات التي تعرفه بأنه إنسان، ويعيش في العوالم السفلى مع علب الكارتون القديمة، يظل وفياً إلى عالمه، أميناً على الدين الذي قدم له، عبر رعايته والاهتمام به، منحه تلك القيم العالية. في الفيلم عدد من الأسماء التي تمت الاستعانة بصوتها ومنهم اسحق هومستيد رايت وين كنفيسلي وتوني كوليت.
أما الموسيقى فعالية الجودة، قام بصياغتها الموسيقار بابك لوت، الذي خلف داريو ميرتالي في المهمة بعد أن تأخر داريو في إنجاز المرحلة الأولى.
فيلم "بوكستر ولز" الذي تتواصل أحداثه على مدى 97 دقيقة، فيلم ينتظره الأطفال، لكنه رغم كل ذلك يظل خالياً من الدهشة الخاصة بمثل تلك الأنواع من الأفلام.