Thursday, december 29, 2011
ريد جوبز علي خطى أبيه مؤسس «أبل» ويبحث عن علاج للسرطان
ريد (اليمين) يبدي شبها مدهشا لأبيه ستيف جوبز
يبدو أن تركة ستيف جوبز لم تنته في اختراعاته المدهشة وإنما تجد استمرارا لها في ابنه ريد الذي أظهر موهبة خاصة في الإحاطة بالمعلومات العامة خلال برنامج تلفزيوني أكاديمي. وأكثر من هذا فإن الابن يقول إنه بصدد البحث عن علاج للسرطان الذي قضى على عبقرية أبيه قبل الأوان.
__________________________________________________ ___
عُرف عن ستيف جوبز، مؤسس «أبل» والمخترع، عزوفه عن الحديث عن أفراد أسرته بحيث قال البعض إنه من طراز من يهمل مشاغله الشخصية لصالح مهنته. ولدى وفاته تحسر الناس على عبقرية أسدل الزمن ستاره عليها مرة وإلى الأبد.
لكن يبدو أن أهم ما خلفه جوبز وراءه لا يتمثل في اختراعاته التي أحدثت ثورة في عالم التكولوجيا المعاصرة من الـ«آي بود» الى الـ«ماكير» والـ«آي باد»، وإنما في ابنه ريد، الذي ظل مجهولا ومتورايا في الظل طوال سنين حياته العشرين.
على أن الأضواء سُلطت - حرفياً - على هذا الفتى في منافسة تلفزيونية أكاديمية أظهرت أنه يسير بعقله الوقّاد على خطى أبيه. ويبدو أن إصابة الأب ووفاته بالسرطان عن 56 عاما تركت أثرها الواضح على الابن فقال إن رغبته هي أن يصبح اخصائيا في علاج الأورام الخبيثة، وفقا لما تناقلته الصحافة البريطانية الخميس.
كانت المناسبة التي قذفت بالفتى ريد الى الأضواء أول مرة هي ظهوره في البرنامج التلفزيوني Quiz Kids «كويز كيدز» الذي يُبث في محيط سان فرانسيسكو باي وأدهش فيه الحضور والمشاهدين بسعة محيط معلوماته العامة. لكنه اختار وقتها أن يظهر بالاسم «ريد باول» ناسبا نفسه لوالدته حتى لا يقال إنه يقتات على مكانة أبيه وشهرته. وكان والداه نفساهما بين جمهور الاستديو، وتمّكن الناس من التعرف على الأب رغم محاولته تغيير مظهره قليلا وتفاديه اجتذاب الاهتمام.
وقد أظهر ريد جوبز، الذي يدرس حاليا بكلية الطب في جامعة ستانفورد، كاليفورنيا، الكيفية التي أثر بها عليه مرض والده ووفاته. فقال لمقدم البرنامج التلفزيوني إنه وزملاءه يعكفون في الجامعة على التعرف على مورّثات معينة ذات علاقة بسرطان القولون ربما كانت هي الثغرة لعلاجه. وأضاف إن طموحه الأعلى هو أن يصبح اخصائيا في الأوروام الخبيثة وأن يساعد في التوصل الى دواء ناجع لها.
ويذكر أن ستيف جوبز قرر بعيد تشخيصه بالسرطان عدم اللجوء الى الجراحة لإزالة الورم الخبيث. والواقع أنه اختار تنحية الطب الحديث جانبا فركن الى بديله. وفي هذا الصدد أخضع نفسه للعلاج بالإبر الصينية «آكيوبانكتشر» والأعشاب وعصير الفواكه. لكنه بعدما وافق على الاستفادة من ثمار الطب الحديث – وقت موافقته على الجراحة في يوليو 2004 - وظّف ثروته الطائلة في الحصول على آخر ما توصل اليه الطب الحديث.
ووفقا لكتاب أخير عن سيرة حياته فقد أظهر شغفا بالمعرفة الطبية حد أنه صار «خبيرا» بأنواع العلاج والعقاقير الطبية المعتمدة. وكان هذا نفسه امتدادا للفترة التي خضع فيها للطب البديل من وخز بالإبر وأعشاب وتراكيب خاصة فصار عليما بخصائصها ومنافعها وأضرارها وأعراضها الجانبية المثبتة والمحتملة.
على أن جوبز خسر هذه المعركة نهائيا في الخامس من اكتوبر / تشرين الأول الماضي. ويبدو أن ابنه ريد يرفع الآن الراية من بعده في حرب الانسان على أكبر قاتليه... ومن يدري، فربما كان النصر فيها على يديه.