الإمام الجواد كما ورد في النص الشريف «أعظم مولودٍ بركةً في الإسلام»
أو تعرف مثلاً أن أم الإمام الجواد – السيدة الجليلة خيزران النوبية وهي من أهل ماريا القبطية –
قد تعرضت إلى مثل ما تعرضت له السيدة ماريا القبطية والتي تعرضت للإفك حينما
ولدت إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله مما آذى قلب رسول الله فنزلت آيات الإفك
فيمن رموها كما ثبت في مصادرنا مع مؤشرات موجودة في مصادر أهل العامة أيضا ،
وإن كانوا قد أوّلوا آيات الإفك بأنها نزلت في تبرئة القاذفة بينما كانت المتهمة هي "ماريا"
التي برّئ الله ساحتها بنزول آيات الإفك في القرآن العزيز.
فتعرض إمامنا الجواد صلوات الله عليه لنفس الموقف حيث اتهموا أمه بالزنا والعياذ بالله وقالوا
هو ليس من أبيه فعرضوه على القافة – أي الجماعة الذين يستطيعون من خلال مشاهدة الإنسان أن يعرفوا
بأنه ينتمي إلى أي فصيل أو أي فئة أو أي عشيرة أو أي قبيلة فيحددون – فذهبوا به بالفعل
إلى القافة وكان عمر الإمام سنتين وكان الإمام الرضا عليه السلام في خراسان في ذلك الوقت بينما
كان الإمام الجواد في المدينة ، وبمجرد ما أدخلوا الإمام على القافة خرّوا سجّدا وقالوا:
هذا لا يمكن أن يكون من أي قبيلة إلا من بني هاشم وليس من أي بني هاشم لابد أن يكون
علويًا فاطميًا ولابد أن يكون من سلالة هؤلاء الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم ؛ و
كان الإمام صلوات الله عليه طوال هذه الفترة ساكتًا فتقدم بعد ذلك وذهب صوب منبر
جده الرسول في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وصعد المنبر وخطب في الناس
خطبةً عظيمةً تحتاج إلى عشرات المحققين حتى يتمكنوا من تفسيرها وشرحها وسبر أغوارها
قال في بدايتها :
« أيها الناس أفيَّ شكٌ ؟ وأنا ابن محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء هؤلاء آبائي ،
والله لو أُمرت لابلغتكم بما في سرائركم ... »
ونتيجةً بعد هذه الخطبة العصماء العظيمة جعل أصبعه الشريف على فمه وقال:
«يا محمد اصمت كما صمت آبائك من قبل ، واصبر كما صبر أؤلي العزم من الرسل ..»
فهذه من بين الحقائق التي تحتاج إلى درس واطلاع وفهم إلى جانب معرفة كيف استشهد إمامنا الجواد
حيث واسا إمامنا الجواد جده رسول الله بتعرضه لنفس مصيبته في اغتياله وقتله وسمه
من قبل زوجته "أم الفضل بنت المأمون" وبنفس دوافع وأسباب قاتلة رسول الله حيث كانت أم الفضل
تغار من أم الإمام الهادي "السيدة سمانة المغربية" التي كانت مؤمنة تقية فشرّفها الإمام الجواد على باقي نساءه
فقتلت الغيرة مع الحسد أم الفضل فقررت أن تسم الإمام الجواد صلوات الله عليه وأمرها بذلك طاغية زمانه
المعتصم العباسي لعنة الله عليه ، فقُتِل إمامنا الجواد بالسم
فسلام عليك يا تاسع الائمة المصومين
يوم ولدت
ويوم استشهدت
ويوم تبعث حيا