Thursday, december 29, 2011
قال إن المالكي أمر بتنفيذ المرحلة الاولى منها في وسط بغداد وستستمر 3 أشهر دون توقف
ضابط رفيع: بدأنا حملة مداهمات فجائية.. واعتقلنا عددا من عناصر الأمن على مسدساتهم آثار الكواتم
شرطي عراقي يفتش شاحنة في احدى مفارز العاصمة بغداد
بغداد - العالم
على خلفية التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد الخميس الماضي، وسلسلة التحقيقات وعمليات التفتيش الأرضي المدعوم من الجو، أكد ضابط رفيع في وزارة الداخلية أن التحقيقات قادت إلى اعتقال عدد من المنتسبين للأجهزة الأمنية، والشروع بالتحقيق معهم بعد توفر قرائن على تورطهم بأعمال إرهابية، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية باشرت عملية تفتيش غير مسبوقة، يمكن أن تستمر 3 أشهر.
وقال الضابط الرفيع في حديث لـ "العالم" أمس الأربعاء، أن "الأجهزة المختصة ألقت القبض على عدد ليس بالقليل من منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية، من الذين كانوا يحملون مسدسات، حُفرت مقدماتها لتشير الى استخدامها كمسدسات كاتمة، عبر ربط جهاز الكاتم في مقدمة حجراتها، ورفعها بعد انتهاء العملية الارهابية"، مضيفا انه "تم تسليمهم جهاز مكافحة الإرهاب، ليباشر كبار ضباطه، عملية التحقيق معهم وكشف الجهات التي تقف خلفهم"، رافضا الكشف عن أعداد المعتقلين بالضبط.
وشهدت العاصمة بغداد الخميس الماضي، سلسلة تفجيرات بعبوات ناسفة ولاصقة وأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة، أسفرت عن مقتل 63 شخصا وإصابة 197 آخرين، فيما كشف رئيس الوزراء نوري المالكي، بعد يومين من التفجيرات، عن تورط 4 ضباط بتلك التفجيرات، مؤكدا أن البلد مستهدف بأجندات خارجية.
وتبنى ما يسمى "تنظيم دولة العراق الإسلامية" التابع للقاعدة الثلاثاء الماضي، تلك التفجيرات، متوعدا بتنفيذ المزيد من الهجمات خلال الفترة المقبلة.
وفي سياق متصل، أكد الضابط الرفيع الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن هناك "أوامر صدرت من مكتب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي، وجهت مديريتي الشؤون الداخلية والأمن التابعة لوزارة الداخلية، ومديرية أمن الوزارة، بقيادة قطعات عسكرية من عناصر انضباط الشرطة وشرطة النجدة وشرطة المرور، لتنفيذ المرحلة الاولى من مداهمات فجائية في أحياء وسط بغداد، وتستمر لـ 3 أشهر دون توقف، ردا على الاعتداءات الاخيرة التي طالت عددا من الاحياء السكنية في العاصمة، وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى".
وأضاف الضابط الرفيع أن يوم أمس الأربعاء "شهد عملية تمشيط شاركت بها كلاب الكشف عن المتفجرات، ضمن مناطق حي الوحدة وشارع الصناعة والحي الصناعي، ضمن منطقة مجمع المشن"، مشيرا الى ان "التفتيش طال كل محل تجاري ومنزل ضمن هذه الرقعة الواسعة، واستمر على مدار 24 ساعة متواصلة، بواقع فريقي عمل مشترك من مديرية الشؤون الداخلية والامن ومديرية أمن الوزارة ومديرية الكلاب البوليسية وشرطة المرور وانضباط الشرطة وشرطة النجدة".
وأوضح الضابط الرفيع انه "تم ضبط عدد من السيارات التي لا تحمل أوراقا رسمية، كانت مخبأة في مرائيب المنطقة الصناعية قرب مجمع المشن، وتم استعمال الحواسيب المحمولة التي كانت ترافق فريقي العمل، في التأكد بشكل فوري من موقف العجلات المضبوطة".
وتشهد العاصمة بغداد منذ يومين اختناقا مروريا حادا، نتيجة تشديد الاجراءات الامنية عقب سلسة التفجيرات التي ضربت بغداد أواخر الاسبوع الماضي، وتضمنت هذه الاجراءات ايقاف العجلات وتفتيشها تفتيشا دقيقا، قبل السماح لها بمغادرة نقطة التفتيش، الامر الذي اطال مدة الوصول من مركز العاصمة الى ضواحيها نحو 3 ساعات، في وقت كان الوصول الى ضواحي العاصمة شمالا او جنوبا، لا يتطلب اكثر من 45 دقيقة.
وزاد الضابط القول إن "الاوامر تنص على تفتيش أي مركبة مركونة على جادة الطريق أو على الرصيف، بدون استثناء وبشكل فجائي، وفي أي زمان ومكان، على ان تستمر هذه الحملات لمدة 3 اشهر دون توقف، وبإشراف مباشر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة"، مشددا على أن "المراجع العليا قررت أن يكون هناك نفير عام، يشمل جميع قطعات وزارة الداخلية حتى اشعار آخر".
وأعرب الضابط عن شكواه من "وجود تجمعات للمتجاوزين على أملاك الدولة، وسط أهم أحياء العاصمة، الأمر الذي يعقّد عملية تدقيقهم أمنيا؛ هذه العملية التي تتطلب سنوات، ما يمثل أحد أبرز الخروق التي تضرب جسد الدولة العراقية".
وكان مدير عام مديرية مكافحة المتفجرات العميد فارس عبد الحميد، قال في حديث لوكالة (السومرية نيوز) في وقت سابق، إن "المجاميع المسلحة باتت تستخدم أساليب حديثة ومتطورة في عمليات التفجير"، وأضاف أن "تلك المجاميع تقوم بزراعة عدد من العبوات الناسفة في مكان واحد، تحوي على مواد مسرطنة وتفجرها عن طريق تقاطع الأشعة الليزرية"، مشيرا إلى أن "الإرهابيين لا يفكرون فقط في قتل المواطن بل إصابة من نجا من المواطنين، بإمراض مسرطنة".
من جانبه، بين ضابط قسم المتفجرات في المديرية الملازم أول حسن هادي، أن "المجاميع المسلحة تمتلك أسلوبا جديدا وهو التقاطع بأشعة الليزر"، لافتا إلى أن "التقاطع يحدث بعد تفجير 3 عبوات ناسفة، وحين يبدأ المواطن بالتحرك قاطعا الأشعة الصادرة من تلك العبوات، تكتمل الدائرة ويحدث انفجار ثان أكبر".
وتابع هادي أن "هذا الانفجار يحدث الكترونيا، حين تنحرف الالكترونات عن مسارها الطبيعي"، مؤكدا أن "المديرية لديها خطط لإيقاف تلك الهجمات، لكنها تتحفظ عن الإعلان عنها".