Thursday, december 29, 2011
الاندبندنت: صراع الشيعة والسنة يفسر نجاح وفشل الثورات العربية
رئيس بعثة المراقبين العرب في حمص
نالت التطورات الاخيرة على الساحة السورية والمصرية اهتماما واضحا في الصحافة البريطانية التي حاولت ان تقدم تفسيرا لنجاح الثورات في بعض الدول العربية وفشلها في البعض الاخر.
حاولت الاندبندنت ان تجيب عن تساؤل حول قدرة الانظمة في سوريا والبحرين على الصمود في وجه الاحتجاجات من خلال تحليل كتبه الصحفي باترك كوكبيرن تحت عنوان" اي ديكتاتور سيكون تاليا في السقوط؟".يرى الكاتب ان الاحتجاجات فشلت في تغيير النظام في كل من البحرين وسوريا واليمن على مدى العام لان هناك قسما كبيرا من السكان سيخسر كثيرا في حال اقصيت النخبة الحاكمة عن الحكم.
ففي سوريا والبحرين تساعد الهوية الدينية على تفسير الولاء للسلطات. وربما يصر المتظاهرون في البحرين على ان حركتهم الاحتجاجية مدنية وديمقراطية الا ان الجميع يدركون ان اي انتخابات حرة ستأتي باغلبية شيعية بدلا من الاقلية السنية.
والامر كذلك في سوريا فالديمقراطية تعني في النهاية ان الاغلبية السنية ستحل محل الاقلية العلوية الحاكمة.
وهذا لا يعني ان المتظاهرين في كلا البلدين لديه أجندة سرية طائفية، لكن ببساطة كما يقول الكاتب، ان الانقسامات السياسية تسير على خطوط طائفية.
ويوضح الكاتب ان المنافسة بين الشيعة والسنة، التي يشبهها بالمنافسة بين الكاثوليك والبروتستانت في اوروبا القرنين الـ16 والـ17، هي التي تفسر لماذا نجحت الثورات العربية في شمال افريقيا وفشلت في الدول الاخرى.
فالانظمة العربية السنية لم تكن لتسمح بسقوط النظام السني في البحرين، كما ان ايران تكافح من اجل عدم سقوط حليفها القوي في سوريا.
حمص "هادئة"
صحيفة التايمز وفي صفحة الاخبار الدولية تناولت بعثة المراقبين العرب في سوريا مبرزة تصريحات رئيس البعثة الجنرال مصطفى دابي والتي هون فيها من القمع العنيف للحكومة السورية للمتظاهرين في حمص.
وتقول الصحيفة ان هذه التصريحات اثارت انتقادات من قبل النشطاء السياسيين في سوريا حيث تنقل الصحيفة على لسان احدى الناشطات لم ترغب في ذكر اسمها " اتعجب كيف وجد حمص هادئة عندما رأى الدبابات وسمع دوي اطلاق النيران".
وتقول الصحيفة انه وفقا لجماعات حقوق الانسان فقد قتلت قوات الامن في حمص مئات المتظاهرين فيما بثت لقطات فيديو على الانترنت تظهر انتشار الدبابات والاليات العسكرية في المدينة.
في ذات السياق وتحت عنوان" نقد للجامعة العربية اثر قيادة جنرال سابق في دارفور لبعثة المراقبين في حمص"، كتب المحرر الدبلوماسي للجارديان ان مهمة بعثة المراقبين العرب اصبحث محل تساؤل اثر تصريحات دابي عن الاوضاع في حمص والتي قال انها "مطمئنة" رغم الفيديو الذي اظهر رؤية المراقبين لاطلاق النار وسقوط ضحايا.
ويقول الكاتب ان دابي كان جنرالا في دارفور عام 1999 في الوقت الذي وجدت فيه ميلشيات الجنجويد العربية والتي اتهمت فيما بعد بارتكارب اعمال قتل للسكان المحليين.
كما يشير الكاتب الى صداقة دابي مع عمر البشير الرئيس السوداني المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
شهادة ضابط مصري
ونشرت الجارديان شهادة لاحد صغار الضباط في الجيش المصري عن الاوضاع في صفوف ضباط الجيش خاصة في اوساط الضباط ذوي الرتب المتوسطة ورؤيتهم للتطورات السياسية التي مرت بها البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك اثر قيام ثورة يناير.
وقد حجبت الصحيفة اسم الضابط وهو من ضباط الاحتياط وهويته.
الصورة التي يقدمها الضابط والذي انتهت خدمته حديثا يرى فيها ان غالبية الضباط في الرتب الوسطى لا يهتمون بالسياسة مطلقا. فالعسكرية بالنسبة لهم وظيفة ثانية بمزايا جيدة ومن ثم اخذتهم الثورة على غرة.
احداث العنف اثرت في صورة الجيش
وبعد سقوط مبارك تحرك المجلس العسكري بسرعة لشراء ولاءات الضباط الصغار وذوي الرتب المتوسطة حيث كان يصرف لهم حوافز مالية في كل جمعة كان التحرير يشهد فيها مظاهرة احتجاجية تتراوح بين 250 الى 500 جنيه مصري او ما يوازي 26 الى 52 دولارا.
وكان من سخريات الامور انه في وقت تصاعد الاحتجاجات والاضطرابات في الشارع المصري فقد تضاعفت رواتب الضباط حيث حصل كل ضابط على مبالغ ضخمة تبلغ في المتوسط 2400 جنيه مصري او ما يوزاي 254 دولارا امريكيا.
ويستطرد ضابط الاحتياط حيث يقول ان معظم الضباط الدائمين لم يكن يعنيهم ما يحدث على الصعيد السياسي فقد كانوا سعداء بما يجنونه من اموال اضافية.
ويختم الضابط شهادته بالقول انه بمرور الوقتت وباثر العنف الذي مارسه الجيش خلال بعض الاحتجاجات مثل احداث ماسبيرو والتي اسفرت عن مقتل 27 شخصا نما شعور من المعارضة ضد قائد الجيش المشير محمد حسين طنطاوي والذي يفكر فيه الان غالبية ضباط ذوي الرتب المتوسطة باعتباره يد مبارك اليمني، ويكرهون فكرة ان العنف الذي يمارسه المجلس العسكري ادى الى تلطيخ صورة الجيش في عيون الشعب.