النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

الفينيقيّون... فنّ وحضارة لا يزالان يرميان بظلالهما على العالم

الزوار من محركات البحث: 2 المشاهدات : 241 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: في تراب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,268 المواضيع: 1,296
    التقييم: 2889
    مزاجي: هادئ؟؟احيانا

    الفينيقيّون... فنّ وحضارة لا يزالان يرميان بظلالهما على العالم

    الفينيقيّون... فنّ وحضارة لا يزالان يرميان بظلالهما على العالم




    أصالة الفنّ الفينيقيّ أبعد من أن تكون فريدة ومبتكرة، فهو فن متنوع، شعبي، وفي الغالب نتيجة مجموعة معقدة من التأثيرات في منطقة مفترق طرق العالم القديم التي تعرضت للاحتلالات الأجنبية المتعدّدة ولوجود مختلف الحضارات المجاورة ونفوذها.


    تعود بدعة الفن الفينيقيّ إلى تأقلمه مع مختلف الاتجاهات الفنية المتوافرة في ذلك الوقت ليتناسب مع الطلب أو الأمة والشعوب المقصودة لهذه المنتوجات. الابتكار الرئيسي في هذا الميدان هو مواءمة الفن مع الحياة اليومية، ليصبح في متناول الجميع وعلى نطاق واسع. لم يعد الفن مقتصراً على فئة اجتماعية معينة، لكنه أصبح على يد الفينيقيين إنتاجاً عامياً وشعبياً سَهًل عمليات التجارة والتسويق في جميع مناطق البحر الأبيض المتوسط.

    لم تكن مجالات الفن الفينيقي مخصصة لمنطقة معينة أو لاستخدام محدود لكنها كانت واسعة، عالمية ومتنوعة. بين الفنون المعتمدة نجد الكثير من القطاعات، مثل عمل الزجاج والسيراميك والمعادن والعاج والمجوهرات وأكسسوارات التجميل والتصنيع الأرجواني والعملات، من دون أن ننسى قطاع العمارة والهندسة أو الفن في خدمة الآلهة والمقدسات.

    اكتشافات أثّرت في البشرية

    صناعة الزجاج: في أخبار المؤرخ بلينيوس القديم فصل عن اكتشاف الزجاج من قبل الفينيقيين. فروى عن قارب فينيقيّ رسي في جنوب صور، ونزل البحارة على الساحل واستعملوا بعض الكتل من نترات البوتاسيوم لحماية وتأجيج نارهم، فذابت النترات واندمجت مع رمال الشاطئ، وأدت هذه العملية إلى خلق مجموعة من الأشكال الملوّنة ذات مظهر ملحوظ وجميل، فكان ذلك أوّل وحي من صناعة الزجاج.

    من المؤكد أن الزجاجيات المصنعة التي نشرها الفينيقيّون كانت مشوبة بالألوان الغنية والزفاف وتتكون من أشكال مختلفة تبعا للحاجة أو وجهة استخدامها واستعمالها. لأجل روتين الحياة اليومية، صَنًعَ الفينيقيون الأكواب والزجاجات وقوارير المراهم. في حين أن صناعة الخرز الزجاجي والمعلقات كانت مخصصة للمواد الفاخرة والمجوهرات. مع الأخذ في الاعتبار أن دور الفينيقيين اقتصر عامة على تأمين الاستمرار في صناعة الزجاج وضمانه، فالأكيد أنهم كانوا وراء اختراع طريقة الزجاج المنفوخ التي لطالما كانت اختصاص صيدا. وبفضل العلاقات التجارية التي ربطت المدن الفينيقية مع سائر أنحاء العالم القديم، عُمٍمَتْ هذه الصناعة على جميع الشعوب وخاصة حول البحر الأبيض المتوسط.

    صناعة السيراميك: استمدت صناعة السيراميك في المدن الفينيقية مباشرة من الفخار السرياني الفلسطيني، منذ نهاية العصر البرونزي. استعملت في العديد من المجالات المنزلية، التجارية أو الجنائزية، وقُسّمت إلى شكلين كلاسيكيين، ذات الرؤوس المفتوحة أو الواسعة وتلك الضيقة أو المغلقة.

    تتعلق وظيفة الأوعية الفخارية على شكلها، فالمفتوحة مثل الصحون كانت تستخدم للأغذية والطعام، أما المغلقة مثل الجرار، مع فتحة صغيرة على رأسها، فكانت تستعمل لحفظ السلع الغذائية أو السوائل القمح، النبيذ، النفط، … ونقلها. الأباريق للشرب أو لصب السوائل تتميز بشفة أو طرف مقصوص. هنالك أيضاً الإبريق ذو الصنبور على الجانب بطول البطن، وعند قاعدته مصفاة. بعض الجرار كان ممكناً استعمالها في الطقوس الجنائزية، وغالباً ما تستخدم في القبور كأوانٍ لمراسم حرق الجثث، وهي مغلقة في بعض الأحيان بواسطة الصحون.

    الحرف اليدوية

    ما هو الشيء الأكثر جاذبية، والأخف وزناً لشحنه وبالأخص الأكثر ربحاً؟ هذا الإنتاج لا يمكن إلاّ أن يتعلق في كل ما يختص بالمجوهرات، إذ عرف الفينيقيون منذ البدء أهمية هذه الحرفة ودورها الفاعل في التجارة، وعملوا على ترويجها وتطويرها. كان الذهب، الأفضل جودة والأغلى، من أهم المواد المستعملة والأكثر حفظاً. أما الفضة فكانت أقل استخداماً بسبب تدهورها وتردّي وضعها بمرور الزمن. وغالباً ما استخدم البرونز والأحجار.

    كانت الأشكال الزخرفية المستعملة مستوحاة غالباً من الأسلوب المصري، الأكثر شهرة في تلك العهود والأكثر طلباً. أعطيت الأفضلية للزخارف النباتية مثل الوريدة أو زهرة اللوتس والزخارف الحيوانية مثل الجعران وأبو الهول والصقر والأسد.

    كانت الصناعات من المجوهرات الفينيقية متنوعة ومتعددة المظهر، من أبرزها الأقراط المذهبة على شكل هلال أو قرص شمسي، والأساور، والخواتم، والقلائد المزينة مع الخرز الزجاجي، والمعلقات بجميع أشكالها.

    برع الفينيقيون أيضاً في الإنتاجات البرونزية ومستحضرات العاج، علماً أن المواد الخام لهذه الصناعتين لم تتوافر على الساحل الفينيقي بل استوردت من بعض المناطق النائية. جاء العاج من الهند من قبل الكلدانيين ومن الجزيرة العربية ومصر، أما البرونز فهو عبارة عن سبيكة من النحاس المتوافر على الشواطئ الإسبانية ومن القصدير الموجود في إنكلترا حيث أنشأ الفينيقيون العديد من المدن والمراكز التجارية لاستخلاص تلك المواد ونقلوها على سفنهم واستعملوا جزيرتي مالطا وقبرص مستودعات لحفظها قبل شحنها إلى مدنهم لتصنيعها ومن ثم استخدامها أو بيعها.

    إنتاج الأرجوان وتصنيع المنسوجات العالية الجودة أثارا الحسد والحماسة في المراكز التجارية ولدى جميع المشترين الذين كانوا ينتظرون وصول السفن الفينيقية، فارتداء الملابس الأرجوانية لا يزال حتى اليوم مرتبطاً بالطبقات الاجتماعية المتميزة.

    التخطيط والهندسة المعمارية

    لم تكن معالم الطبيعة للشاطئ الشرقي للبحر المتوسط غريبة عن اختيار الإنشاءات الحضرية للشعب الفينيقي. بُنِيَتْ معظم المدن على الهضاب والنتوءات أو الجزر، على مسافة قصيرة من الساحل، أو عند حافة البحيرات الضحلة أو الخلجان التي تسمح بمرور سهل للقوارب. هذا النوع من المنشآت كان يؤمن للسفن أفضل الظروف الممكنة ولتحسين نظام الدفاع المناعي. هذه المواقع كانت محمية بشكل طبيعي، والجزر المحاطة بالمياه هي الأقل تعرّضاً للهجوم، أما النتوءات فتشكل سداً طبيعياً ومركزاً ملائماً مرتفعاً يمكن أن يستوعب مبنى شديد التحصين.

    كان تنظيم المستوطنة الفينيقية يدور حول هندسة ثابتة ومتناسقة. تتألف نواة المدينة من الأكروبوليس المحاط بالجدران، ومن ثم تتفرّع الشوارع، وأنحاء الأحياء السكنية، والمباني الدينية وأماكن للأنشطة التجارية والصناعية.

    بنيت الأماكن المقدسة في بعض الحالات في مراكز مخصصة من المدينة معبد أشمون، بستان الشيخ نبوي، صيدا التي أصبحت بذلك ركناً دينياً أو حياً مقدساً . أما المدافن فوجدت غالباً خارج أماكن العيش، أحيانا كانت القبور تشكل حفرة أو بئراً المقبرة الملكية في جبيل أو تارة على شكل dromos مصطلح يوناني يشير إلى ممر طويل ومنحدر يؤدي إلى قبر محفور تحت الأرض .

    تمكن المؤرخين على إعادة تخطيط البيئة المعيشية ودراستها لدى الشعب الفينيقي ومدنه. على سبيل المثل، استطاع العلماء بفضل النقوش والرسوم الآشورية المنحوتات الجدارية من قصر سنحاريب تقديم أدلة عن المباني الخاصة التي وجدت في المنطقة، والمنازل المتعددة الطبقة مع أبواب المداخل المحاطة بالأعمدة والنوافذ ذات الدرابزين.

    لكن إذا كنا لا نعرف إلاّ القليل عن هندسة الفينيقيين ومنشآتهم المعمارية الحضرية، لا يمكننا أن ننسى معبد سليمان في القدس، أحد أهم الإنجازات والأكثر إثارة للإعجاب من العمارة الفينيقية، والذي بناه قبل عمال صور وفي مقدمهم المهندس حيرام المعروف تحت اسم حيرام أبي المعماري ، وبالإضافة إلى التخطيط والعمارة هناك أيضاً مختلف الإنشاءات الحجرية مثل المسلات والنقوش والتماثيل والنعوش من أشهرها نعش احيرام ملك بيبلوس أو اشمونعازر ملك صيدا التي تأثرت بالنموذج المصري، وفي وقت لاحق بالإلهام الفني اليوناني.

    انتشر الإنتاج الفينيقي في جميع البلدان المعروفة في العصور القديمة. كان الفن في خدمة الجمال والزينة واستعمل أيضاً في مجالات التجارة والخدمات، ومَثًلَ وسيلة لإثراء التجار والبحارة الذين تجوّلوا في جميع أنحاء البحار بحثاً عن أسواق جديدة لبيع سلعهم. وغالباً ما جذبت هذه المنتجات الغزاة الطامعين بثروات المدن الفينيقية لملء قصورهم بالغنائم التي تم الحصول عليها بعد احتلالهم وفرض نفوذهم.


  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الدولة: أبحث عن الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 10,636 المواضيع: 53
    التقييم: 9713
    مزاجي: بحاجة الى الاوكسجين
    المهنة: استاذة جامعية
    أكلتي المفضلة: طماطة وملح
    موبايلي: iphone11pro
    آخر نشاط: منذ أسبوع واحد
    تقرير رائع
    بوركتِ لطرحكِ
    دمتِ بخير

  3. #3
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,207 المواضيع: 74,473
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 95635
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ 33 دقيقة
    مقالات المدونة: 1
    شكرا حبيبتي سوريانا ع الموضوع

  4. #4
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    شكرا للمرور

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال