شهد عام 2011 أحداثا مهمة على مستوى الفضاء منها إحالة أسطول المركبات المكوكية الأميركي للتقاعد بعد ثلاثة عقود من عمله، كما شهد نجاحات وإخفاقات حققتها روسيا, وبزوغ نجم الصين في مجال ارتياد الفضاء, بالإضافة لمشاركة الأوروبيين أيضا في عملية المحاكاة "مارس 500" في موسكو.
ومن المرتقب في 2012 هبوط مقرر للجيل التالي من مركبات الفضاء الأميركية على المريخ في أغسطس/آب المقبل, وشروع الصين في بناء محطة فضائية خاصة بها. وتعد المركبات الروسية "سويوز" هي الوسيلة الوحيدة لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية الدولية، في حين تتجه الولايات المتحدة نحو مشروع الرحلات الفضائية التجارية، حيث تستعد شركة "سبيس أكس" لإطلاق أولى رحلاتها غير المأهولة للمحطة الفضائية الدولية.
واحتفلت موسكو بداية عام 2011 بخمسينية أول رحلة فضاء بقيادة يوري غاغارين عام 1961.
وفشلت مهمة "فوبوس غرانت" الموجهة للمريخ بعدما أمِلت روسيا عقب 15 عاما من التخطيط في بدء عهد جديد من استكشاف الكواكب، إلا أن القمر الصناعي الذي بلغت كلفته 160.6 مليون دولار فشل في الخروج من مدار الأرض.
وسيلة نقل
ومن جهة أخرى, لم يعد لدى الولايات المتحدة وسيلة نقل خاصة بها لنقل الرواد بعد رحلة مركبة الفضاء الأميركية "أتلانتيس" في يوليو/تموز الماضي, إلا أن رئيس وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) قلل من شأن ذلك بالقول إن مستقبلا مبهرا ينتظرنا.
وأوضح تشارلز بولدن أنه تم التخطيط لإطلاق مهمة فضاء مأهولة لكويكب عام 2025 ثم رحلة أخرى إلى المريخ بعدها بعشر سنوات, ويحظى المشروعان بدعم حماسي من جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وبدأت معالم أضخم صاروخ في تاريخ ناسا تتبلور وكذلك كبسولة فضاء جديدة تستطيع حمل ستة رواد، ومن المقرر بدء رحلات تجريبية غير مأهولة في 2014.
تقدم الصين
ومن جانب آخر تقدمت الصين بقوة في 2011 نحو بناء محطتها الفضائية الدولية بإجرائها أولى تجارب الهبوط عندما التحمت المركبة الفضائية الصينية غير المأهولة "شنتشو 8" مجددا بكبسولة مختبرها الفضائي "تيانجونج 1". ومن المقرر الانتهاء من المحطة عام 2020.
وتعاونت الصين مع ألمانيا في الفضاء حيث استخدمت المعمل الألماني "سيمبوكس" على متن "شنتشو 8" لدراسة الآثار الجانبية لانعدام الوزن على الكائنات الحية.
ولدى ثاني أضخم اقتصادات العالم خطط طموحة في هذا الصدد. وإذا اكتمل بناء المحطة الفضائية، حسبما هو مقرر، فإن الصين سوف تصبح الدولة الوحيدة التي تمتلك موقعا مأهولا بشكل ثابت في الفضاء بحلول عام 2020.
وبعد مرور 42 عاما من أول هبوط على سطح القمر، أصبح المريخ هو الهدف التالي لانطلاق الإنسان إلى الفضاء.