اوهام التماهي
بقلم
مالك التريكي
من وجهة نظري إن أردتم التطور العلمي يجب أن يكون هناك شيء اسمه الطيف الشمسي للألوان وكل لون له تعريف علمي واضح.
فالحياة أكبر من اللون الأسود واللون الأبيض التي نرى فيها أحلامنا إن كان في اليقضة أو في المنام، والأحلام في العادة عديمة الألوان فهي تتراوح ما بين الأبيض والرمادي والأسود بدرجاته.
أن أردتم أن تكون السياسة بحجة النسبية فلا يوجد غير اللون الرمادي لكي يكون للنخب الحاكمة حق تعريف الألوان حسب مزاجها وبأنتقائية اساسها المصالح فهذا الأسلوب لأجله أصلا تم تأسيس قناة السي أن أن الفضائية
فصاحبها وزوجته أنزعجوا من الإعلام فيما ينقله على ما حصل في فيتنام،
وكيف كان يتم الضحك على الناس فيما يصدروه من أخبار ليس لها علاقة بالواقع لا من قريب ولا من بعيد،
تماما كما قام به اعلام محمد حسنين هيكل في تغطيته لفضيحة هزيمة حزيران في عام 1967 إن كان العسكرية بقيادة جمال عبدالناصر أو السياسية في الأمم المتحدة بقيادة عبدالعزيز بوتفليقة
فلقد كان صاحب قناة سي أن أن وزوجته ضد أن يترك مجال للسياسيين لكي يطبخوا الأخبار حسب مزاجيتهم وانتقائيتهم فعمل على تأسيس شركة اخبارية تكون مهمتها الأساسية أن تنقل الخبر مباشرة فلا يترك للسياسيين مجال كي يطبخوا الخبر على مزاجهم كما كان يحصل في حرب فيتنام
من وجهة نظري ما خلط الحابل بالنابل وصول ساركوزي للحكم في فرنسا بعد عام 2001 ليتواءم مع ما ترغب به قائدة النخب الحاكمة في نظام الأمم المتحدة أمريكا بقيادة جورج بوش هل نسيتم تعليقات وزير الدفاع الأمريكي بخصوص أوربا العجوز لأنَّ فرنسا أرادت أن يكون لها خط يختلف عن خط إدارة جورش بوش التي أعلنت من ليس معنا فهو ضدنا
فهو أول زعيم فرنسي يصل إلى سدة الحكم من بداية الثورة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت لا يفرض أن يكون هناك اسلوب فرنسي يختلف عن الاسلوب الأمريكي على الأقل أمام الناس بحجة أن اللغة الفرنسية تختلف عن اللغة الإنجليزية ويجب أن يكون لها خصوصية خاصة بها.
صحيح أنَّ أولاند الذي استلم قيادة فرنسا بعد ساركوزي عاد وأرجع الاسلوب السابق، ولكن بعد خراب مالطا كما يُقال في الأمثال وهل يمكن أن تعود الأمور إلى عهدها السابق بعد أن تم فضح اللعبة من خلال أدوات العولمة؟
لا أظن ذلك، فالشفافية والمصداقية وضرورة أن يكون هناك شيء اسمه أخلاق يجب أن يتم الإلتزام بها في عصر العولمة وهذا ما يختلف تماما عن اساليب اللعبة في العصر الديمقراطي
والأسرة في معناها الأخلاقي هي علاقة تكامليّة ما بين نصفين غير متماثلين هما رجل وامرأة لبناء وحدة انتاج للحياة ممثلة في الأطفال، الإشكالية الحالية التي يعاني منها الشعب الآن (من وجهة نظري على الأقل) هو أنَّ النظام الديمقراطي للأمم المتحدة لا يعترف بالأسرة كأصغر وحدة في المجتمع لأنَّ أي نظام فلسفي ببساطة لا يعتمد الأخلاق كأساس في بناءه، خصوصا وأن مفهوم العلاقة فيه هو صراع بين الأضداد
فلذلك من المنطقي والموضوعي عندما في الدول التي تعتمد النظام الديمقراطي أن تحاول إعادة تعريف الأسرة بأنّها علاقة ما بين أي فردين من أفراد المجتمع بغض النظر إن كان رجل ورجل أو امرأة وامرأة أو غير ذلك كما قام بذلك مؤخرا باراك أوباما في أمريكا والتي تمثل النخب الحاكمة في الأمم المتحدة تبعا لما تنادي به رائدة الفلسفة للثورة الفرنسية في العالم أوربا، وبقية لجان وهيئات حقوق الإنسان أو المرأة أو الطفل التي تسيطر عليها.
ومن وجهة نظري هذا هو سبب تلقف الشعب بكل جوارحه شعار "الشَّعب يُريد اسقاط النظام غير الأخلاقي" والذي يحارب الأسرة ويحارب الصدق بحجة أنَّ الغاية تبرّر الوسيلة؟
ولذلك كل من يهتم بالأخلاق أو ثقافة الـ نحن الآن يجب أن ينادي بتغيير هذا النظام وإيجاد نظام تكون وحدته الأساسية الأسرة وفق مفهوم ثابت من أنها علاقة ما بين رجل وامرأة وهي الوحيدة التي لها حق اصدار شهادة ميلاد للأولاد، ولا يحق لأي جهة أن تسحب منها هذا الحق، كما هو حاصل في النظام الحالي الذي يعطي لممثل النخب الحاكمة الحق في اعطاء شهادة ميلاد على مزاجه وبدون حتى توفر الشروط التي وضعها النظام لكي يعطي على ضوئها شهادة الميلاد كما حصل في اعطاء شهادة ميلاد الكيان الصهيوني، والأنكى في هذا النظام هو أنَّه له الحق حتى في عدم اعطاء شهادة ميلاد كذلك على مزاجه لشيء موجود قبل حتى هذا النظام (الأمم المتحدة) كما حصل مع فلسطين؟!!
وكما يقول العرب شرُّ البلية ما يُضحك هو أن هذا النظام له الحق بسحب شهادة الميلاد كذلك فيصبح حتى عضو صاحب فيتو عضو غير معترف بوجوده كما حصل مع جمهوية الصين الوطنية
ولذلك من وجهة نظري النقد...دعوة للتغيير
ثم نحن لسنا بحاجة إلى هذا النظام غير الأخلاقي للأمم المتحدة فهذه سويسرا وتايوان (جمهورية الصين الوطنية) في مقدمة الدول وهي ليست عضو في هذا النظام، خصوصا وأننا في عصر فيه أزمة مالية خانقة وتكاليف الاشتراك في هذا النظام بعشرات الملايين إن لم تكن مئات الملايين لو حسبنا تكاليف الرحلات
والشعب أولى بهذه الأموال في تلك الحالة من جهة
ومن جهة أخرى سيتم إلغاء شرعية وجود الكيان الصهيوني أصلا فتعود كامل فلسطين حينها حتى دون الحاجة إلى استخدام أي سلاح عسكري
فهل أكون مخطئاً عندما أقول عن الثقافة الديمقراطية هي في الحقيقة ثقافة تحقير العلم والعلماء والمقاومة بكل أنواعها وأولها المقاومة السلمية والتي اساسها محاججة الرأي بالرأي؟!!
ما رأيكم دام فضلكم؟