من أسرار الترتيب القرآني في سورة القلــم
يشكل ترتيب سورة القلم في القرآن ظاهرة تستدعي التوقف والتأمل طويلا , فهي السورة الوحيدة من بين السور المفتتحة بالحروف المقطعة المرتبة في النصف الثاني من القرآن على حين أن السور الباقية وعددها : 28 سورة جاء ترتيبها في النصف الأول من القرآن .
هذه الظاهرة هي دعوة القرآن لنا للتأمل في ترتيب سورة القلم .
نفعل ذلك ونستجيب للدعوة , فماذا نجد ؟
فاصلة من السور :
سورة " ق " هي آخر السور المفتتحة بالحروف المقطعة المرتبة في النصف الأول من القرآن . بعد هذه السورة تأتي فاصلة من السور القرآنية التي تخلو أوائلها من الحروف المقطعة , وفي موقع ما تأتي سورة القلم .
هذه الفاصلة من السور هي:
الذاريات . الطور . النجم . القمر . الرحمن . الواقعة . الحديد . المجادلة . الحشر . الممتحنة . الصف . الجمعة . المنافقون . التغابن . الطلاق . التحريم . الملك . ..... : بعد هذه الفاصلة من السور تأتي سورة القلم .
نلاحظ أن عدد سور هذه الفاصلة : 17 سورة , فالسورة " المميزة " بالفصل عن أخواتها " وبالعدد 29 رقما لترتيبها , تفصل عن أخواتها بفاصلة من السور عددها : 17 سورة لا غير , ليس 16 أو 18 أو 19 .
إشارة صريحة وواضحة إلى العلاقة بين العددين 29 و 17 , الإشارة نفسها هي ما نلاحظه أيضا في سورة الطارق وفي سورة العنكبوت .
رقم ترتيب سورة القلم :
جاء ترتيب سورة القلم بين سور القرآن كلها في الموقع الذي يدل عليه العدد : 68 . نلاحظ أن هذا العدد هو من مضاعفات الرقم 17 فهو يساوي : 17 × 4 . ( لاحظ الإشارة المكررة للعدد 17 ) .
- أربع آيات مميزة في سورة القلم :
في إيحاء قرآني لطيف إلى أن رقم ترتيب سورة القلم هو 68 ولا يكون غير ذلك , نجد أن من بين آيات سورة القلم وعددها 52 آية أربع آيات فقط تتألف كل منها من 17 حرفا , في حين تخلو من أي آية تتألف من 17 كلمة . من السهل أن نلاحظ أن عدد حروف الآيات الأربع المميزة هو :
4 × 17 والذي هو رقم ترتيب سورة القلم .
هذه الآيات الأربع هي : ذوات ارقام الترتيب 9 و 13 و 37 و 38 .
في مسالة الرسم العثماني :
أرجو أن ننتبه هنا إلى الآية رقم 37 , ونلاحظ حذف حرف الألف من كلمة كتاب في رسم القرآن , إن إثبات حرف الألف في هذه الآية سيؤدي إلى زيادة عدد حروف الآية حرفا واحدا فتصبح 18 بدل 17 ..
لو حصل ذلك , فان الظاهرة التي نحن بصددها ستختفي .
السؤال هنا :من أمر بحذف حرف الألف ؟ وفي هذا الموقع ؟
: إن الذي أمر بذلك يعلم كل شيء عن هذه الآيات الأربع , لأنه هو من صاغها ورتبها وأمر برسم حروفها .
ولدفع أي شبهة محتملة هنا , سنجد حينما نقوم بحصر ما ورد في الآيات الأربع من حروف اللغة العربية هو : 17 حرفا لا غير .
هذه الحروف هي : و.د.أ.ل.ت.هـ.ن.ف.ي.م.ع.خ.ر.ث.ك. ب . س.
إن هذا الرسم القرآني مقصود ومدبر ومحكم , وليس مجرد اصطلاحات كتابية أو غير ذلك من التفاسير . هذا هو ما تقوله الأرقام , ليس هنا في هذه الآية بل في كل آيات القرآن .
سورة القلم زوجية الترتيب :
عرفنا أن ترتيب سورة القلم في المصحف هو : 68 . بهذا الاعتبار فسورة القلم زوجية الترتيب . ماذا في ذلك ؟
إذا قمنا بإحصاء للسور المفتتحة بالحروف المقطعة زوجية الترتيب حسب تسلسل ترتيبها في المصحف نجدها على النحو التالي : البقرة . يونس . يوسف . طه .إبراهيم . الشعراء . القصص . الروم . السجدة . يس . ص . غافر . الشورى . الدخان . الأحقاف . ق . .. القلم .
نلاحظ أن سورة القلم في هذا الترتيب تحتل الرقم : 17 .
يمكننا أن نضيف هذا الاكتشاف إلى كل ما سبق .
ومن مظاهر الإعجاز في ترتيب سورة القلم :
إذا قمنا بترتيب سور القرآن تنازليا الأطول فالأقصر ، سنكتشف ان ترتيب سورة القلم يأتي في الموقع رقم 46 أي 29 + 17 . هذا من ناحية ومن ناحية اخرى سنكتشف الإشارة إلى العدد 114 عدد سور القرآن في مجموع العددين :
68 رقم ترتيب سورة القلم في المصحف
46 رقم ترتيب سورة القلم باعتبار الترتيب التنازلي لسور القرآن ( 68 + 46 ) .
ثلاثية من السور في ترتيب عجيب :
سورة القلم هي السورة رقم 29 باعتبار السور المفتتحة بالحروف ، عدد آياتها 52 آية .
سورة العنكبوت هي السورة رقم 29 باعتبار سور النصف الأول من القرآن ، عدد آياتها 69 آية .
الفرق بين عددي الآيات في السورتين هو : 17 ( 69 -52 )
المفاجأة : السورة الوحيدة في القرآن المؤلفة من 17 آية هي سورة الطارق السورة التي تحمل الرقم 29 رقما دالا على ترتيبها بين سور النصف الثاني من القرآن ؟!!!
المفاجأة الكبرى : لنتأمل العددين ،عددي الآيات في سورتي القلم والعنكبوت : 69 ، 52 ...
من السهل ان نرى العدد المرسوم أمامنا ، إنه 5269 ..
ما سر هذا العدد ؟
إنه مجموع اعداد الآيات في السور السبع والخمسين الأطول بين سور القرآن الكريم .
الحقيقة التي ازددنا ثقة بها واطمئنانا : أن ترتيب القرآن هو من عند الله وما كان إلا بالوحي , ومادام كذلك فلا بد أن يكون معجزا , وإذا كانت هذه المسألة الآن محاطة بالحذر والتردد من قبل بعض الغيورين على القرآن , فلا بد أن تظهر الأيام – عاجلا أم آجلا – صدقها وثباتها :
" فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال "
( الرعد 13 / 17 ) ..
ملاحظة : ما ذكر هنا هو جزء يسير من مظاهر الإعجاز في ترتيب سورة القلم ابتعدنا فيه عن التفاصيل حتى لا نشق على القارىء ، كما نلفت الانتباه إلى أن هناك من يتنكر لكل هذا لأسباب واهية منها أن مسألةالترتيب من المسائل التي اختلف فيها العلماء ، وأن هذا العلم مما لم يعرفه السلف الصالح ، وأن هناك من يقدس الأرقام ..... ولعل من الأسباب الخفية أن هذه الاكتشافات لم تات عن غير طريقهم .
ونقول : أين المتدبرون ؟؟؟
منقول