اجتمع الرئيس العراقي جلال الطالباني الثلاثاء مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي بإقليم كردستان، في سياق مساعي حل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد بعد إصدار مذكرة اعتقال بحق طارق الهاشمي ، نائب الرئيس التي تشير مصادر إلى أن إيران دخلت على خط الوساطة فيها.
وأورد الموقع الإلكتروني لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الطالباني، أن الطالباني والنجيفي اتفقا على حل قضية طارق الهاشمي "عبر الإجراءات القضائية التي يتيحها القانون وتضمن الوصول إلى الحقائق بشكل سليم". وأضاف أنهما اتفقا أيضا على عقد مؤتمر وطني عام لجميع القوى السياسية بغية معالجة القضايا المتعلقة بإدارة الحكم والدولة.
كما دعا الطالباني والنجيفي إلى "إيقاف الحملات الإعلامية والإجراءات التي من شأنها تعقيد الأوضاع، وتنقية الأجواء السياسية من أجل إنجاح المؤتمر، دون تحديد مكان وتاريخ له".
وجاءت هذه التطورات في الوقت الذي تتواصل فيه الانتقادات والضغوط على رئيس الوزراء نوري المالكي ، حيث طالب رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بإجراء انتخابات مبكرة إذا فشلت جهود احتواء الأزمة السياسية.
بدوره طالب التيار الصدري في وقت سابق بحل البرلمان وتنظيم انتخابات مبكرة لحسم الخلاف الذي أثار مخاوف من عودة الصراع الطائفي بعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد.
غير أن ائتلاف دولة القانون بقيادة المالكي رد على هذه المطالب بالقول إن فكرة حل البرلمان غير عملية، وإن العراق غير جاهز لانتخابات مبكرة.
وقد عقدت الحكومة جلستها الأسبوعية دون حضور وزراء القائمة العراقية، باستثناء وزير الكهرباء. وقال نائب عن القائمة العراقية إن المقاطعة ستستمر، حتى تتحقق مطالب القائمة.
من جهة أخرى حذر مسعود البارزاني من أن استمرار الأزمة ينذر بنشوب حرب طائفية، قال إنه لن يكون طرفا فيها. وقال إن التدخلات الأميركية ستزداد بعد الانسحاب الأميركي من العراق.
لكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص للعراق الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر لا يتوقع نشوب حرب أهلية في العراق، وذلك حسب ما صرح به في مقابلة مع صحيفة ألمانية.
وساطة إيرانية
في سياق آخر كشف مصدر رفيع المستوى مقرب من نوري المالكي لوكالة الأنباء الفرنسية أن أطرافا عراقية -لم يسمها- تتصل بإيران للتوسط في قضية طارق الهاشمي.
بدورها أبلغت مصادر حزبية كردية نفس الوكالة بأن وفدا إيرانيا رفيع المستوى يضم قيادات من جهاز المخابرات والجيش يزور حاليا إقليم كردستان العراق للتوسط في الأزمة السياسية.
وقالت هذه المصادر إن الوفد الإيراني وصل إلى كردستان العراق قبل ثلاثة أيام، وإنه أجرى سلسلة من اللقاءات مع قيادات عراقية بينها الرئيس جلال الطالباني ومسعود البارزاني وطارق الهاشمي.
وأضافت المصادر الحزبية أن الوفد اقترح عقد لقاء سياسي بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، لكن رئيس الوزراء رفض الحضور، كما اقترح عقد لقاء في بغداد لكن رئيس إقليم كردستان رفض ذلك.
كما اقترح الوفد الإيراني -حسب المصادر- عقد اللقاء في السليمانية أو إيران، لكنه لم يتلق جوابا حتى الآن.
وتعليقا على هذه المعلومات، أكد المصدر المقرب من المالكي رفضه أي مؤتمر يعقد بهذا الصدد في أي مكان غير بغداد. من جهته قال فيصل الدباغ السكرتير الإعلاي للبارزاني إن الأخير لن يتوجه لزيارة العاصمة بغداد.
يذكر أن الهاشمي يقيم حاليا في دار ضيافة تابعة للطالباني في منطقة قلعة شولان، وهي منطقة نائية تقع على بعد 60 كلم شمال السليمانية (270 كلم شمال بغداد) قرب الحدود الإيرانية