أفيقوا...
لِمن يرصفونَ المدى والترابَ بحبرِ المناشيرِ
كي لا أمنِّي حبيباً بضوءِ المسافاتِ والأمسياتِ الحيارى
وخلف الأماني تنضَّتْ
وعودٌ لمن يعبرُ الموتَ ألاَّ يُسجَّى
كمَن حالَ عن دُهمةٍ فاحتوتهُ
قيودٌ تشلُّ القلوبَ فتُمسي قصيداً
وكلِّي حروفٌ تُهجَّى
أواسيكِ نفسي بكلِّ اللغاتِ
بقنديلِ زيتٍ لعينَيْ حبيبٍ ومُهجةْ
كأني مراسيلُ عشَّاقِ حرفٍ
وجرحٌ بلون الكآباتِ
يسقي فمي
وعرسٌ نديٌّ بمسكِ دمي
لي حبيبٌ يُسامُ احتضارَ اللقاءاتِ
أغدو كما غُربتي عنكَ وعدٌ يتيمٌ
بملحِ السبايا
وكم من مكانٍ لنا ظلَّلتهُ المرايا
كوعد الأميرِ الأميراتِ في مستحيلٍ
وفي قبلةٍ مشتهاةٍ تقولُ الروايا
وهل من عناقٍ مباحٍ فعشقي
يفوقُ المدى والزوايا
بيلسانٌ على شرفتي
حالمٌ بانتصاراتِ شعبٍ
ويا قلبهُ ...معبرٌ مقفَلٌ
فكم حبيبٍ تولَّى وصلّى صباحاته والمسايا
وكم من شيوخٍ هوت فوق أشلائها من ضحايا
وأطرقتُ رأسي فقد يخجل الورد مني وعشبٌ يبيسٌ
فصوتٌ أتى من بعيدٍ
عويلُ النساءِ الثكالى ونوحُ الصبايا
سألقاكَ في خافقي
فالسياج الحديديُّ في كلِّ دارٍ
ومن كلِّ صوبٍ نلاقي المنايا
فذبحٌ ونحرٌ
من النيل حتى الفراتِ
نعدُّ الضحايا
وجلاَّدنا أقنعوهُ بأنَّ الدماء التي قد أريقت قرابين لله فيها ثوابٌ
فكلٌ شهيدٌ بأسماء شتَّى
وهل من فخارٍ إذا ما استبيحت كرامات كلِّ الشعوبِ
وهل للفجور العَمي من نهايا
أفيقوا فهذا الشهيد الذي نال يوماً وساماً سيحيا
وأنتم تزفُّونَ للموتِ بئسَ النهايا
ناهدة حلبي