في خضم السجالات السياسية القائمة في المناطق ذات الغالبية السكانية الكردية شمال وشمال شرقي سوريا، ولّى الكثيرون لمسألة انعقاد المؤتمر الثالث للمجلس الوطني الكردي أهمية كبرى، نتيجة التبدلات التي طرأت في المواقف والتحالفات السياسية منها والعسكرية خلال الفترة الماضية.
نصر الدين إبراهيم عضو اللجنة الرئاسية في المجلس الوطني الكردي وسكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) قال في حديث مع ARA News أن «المؤتمر الثالث للمجلس الوطني الكردي في سوريا، كان من المفروض أن ينعقد منذ زمن بعيد، ولكن أحد الأسباب الرئيسية لتأخر عقده هو صعوبة نقل ممثلي الداخل السوري إلى مكان انعقاد المؤتمر، والذي سيكون على الأغلب في مدينة قامشلو، والسبب الآخر، أن عملية عقد المؤتمر وآلياته لم يتم الاتفاق عليها بعد، وتشمل مكونات المؤتمر من الأحزاب والحركات والتنسيقيات الشبابية وممثلي المرأة والمستقلين ويمثّل هذان السببان الصعوبتان الرئيسيتان أمام انعقاد المؤتمر».
إبراهيم تابع حديثه حول الصعوبات التي تعتري عقد المؤتمر الثالث للمجلس الوطني الكردي بالقول «لم يتم الاتفاق على معايير تمثيل الأحزاب، فمن المعروف ومنذ تأسيس المجلس، تم الاتفاق على أن الأحزاب متساوية في الحقوق والواجبات، ولكن هناك مشكلة حالياً في تمثيل الحزب الديمقراطي الكردستاني ‹PDKS› بعد انعقاد مؤتمره التأسيسي، فالأحزاب الأربعة المؤتلفة في الحزب الجديد تتطالب بتمثيلها كأربعة أحزاب وليس كحزب واحد، علماً أنهم باتوا حزباً موحداً واندمجوا معاً، وأغلب الأحزاب الأخرى لا توافق على هكذا معايير، ومثلما انعقد المؤتمران الأول والثاني، فإن تمثيل الأحزاب واحد، سواء في المجلس الوطني و الأمانة العامة أو في المجالس المحلية والمؤتمر».
ويوضح إبراهيم وجهة نظر حزبه في هذا الموضوع «نحن كحزب رأينا واضح في هذا الصدد، جميع الأحزاب متساوية في الحقوق والواجبات، ويجب أن تكون مصلحة الشعب الكردي والمجلس الوطني الكردي فوق المكاسب الحزبية والخاصة، ونحن نرفض لغة الهيمنة، والانتخابات مستقبلاً بين جماهير الشعب هي التي ستحدد من هو الحزب الكبير ومن هو الحزب الصغير».
وفيما يتعلق بتمثل الشباب والمرأة والمستقلين في المؤتمر قال نصر الدين إبراهيم أنه «بالنسبة للمرأة والشباب والمستقلين، فإنه تم تكليف الأمانة العامة بوضع معايير لتمثيلهم وذلك في الاجتماع الأخير للمجلس الوطني أواخر شهر آب/أغسطس الماضي، والذين اثبتوا وجودهم من خلال نشاطاتهم وفعالياتهم، وهذا ما يجب أخذه بعين الاعتبار ، كون العديد من التنسيقيات انحلت، ولم يبق لها وجود، وهذا الأمر الآن يقع على عاتق الأمانة العامة، ويمكن العمل على مجلس شبابي يتفقون بينهم من أجل تمثيلهم في المؤتمر، علماً أن نسب تمثيل الأحزاب والشباب والمستقلين قد تحددت مسبقاً».
أما مسألة العلاقة مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، فقال إبراهيم «من ناحية الائتلاف نحن مصرّون على تنفيذ الاتفاق الذي تم بيننا، ومنها البند الذي ينص على استخدام مصطلح الجمهورية السورية، بدلاً من الجمهورية العربية السورية، فالائتلاف هو عبارة عن تجمع سياسي للمعارضة، ويستطيع تبني فكرة الجمهورية السورية إذا كان معتقداً بذلك، أما التحجج بالقوانين والدساتير من أجل استخدام الجمهورية العربية السورية فنحن لا نقبل بذلك، ونصرّ على تنفيذ كامل البنود بيننا وبين الائتلاف، ومن بينها هذه المسألة». ARA News