سيطر الحوثيون في اليمن، اليوم الأحد، على مقر رئاسة الوزراء والإذاعة ومقار عسكرية في صنعاء، بحسب ما أكدت مصادر من الحكومة والحوثيين.
واجتمع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي اجتمع بدوره مع المبعوث الدولي لليمن، جمال بن عمر، لبحث التطورات المتسارعة.
وإلى ذلك، دعت قيادة الجيش، الوحدات العسكرية في العاصمة للثبات في مواقعها.
وأشارت مصادر متطابقة الى أن الحوثيين سيطروا على مقر الفرقة السادسة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة بعد حصول مواجهات بالأسلحة.
وأكد الحوثيون السيطرة على مقر الفرقة الأولى مدرع (سابقا)، أي مقر اللواء علي محسن الأحمر الذي يبدو أنه تمكن من الفرار، وهو من ألد أعداء الحوثيين.
وشددوا على التطهير الكامل والكلي لمقر الفرقة الأولى مدرع المنحلة، وأعلنوا اللواء الأحمر مطلوبا للعدالة.
ولا يزال الحوثيون يحاصرون مبدئيا جامعة الإيمان معقل رجل الدين السلفي عبدالمجيد الزنداني، وهو أيضا من أبرز أعداء الحوثيين.
وأكد شهود عيان ومصادر سياسية أن عددا كبيرا من المقار العسكرية والسياسية التي سيطر عليها الحوثيون لم تشهد أي مقاومة من جانب الجيش.
وتأتي هذه التطورات بالرغم من وصول اثنين من ممثلي التمرد الحوثي الى القصر الجمهوري في صنعاء بعد إعلان المبعوث الأممي التوصل الى اتفاق سياسي سيتم توقيعه.
واستولى الحوثيون على كميات كبيرة من الأسلحة بعد سقوط مقر الفرقة الرابعة في وسط صنعاء.
ووصل مندوبون عن الجماعة ومحافظ صعدة إلى مطار صنعاء، بعد ظهر اليوم الأحد، حيث سيتوجهون إلى دار الرئاسة للتوقيع على اتفاقية إنهاء الأزمة.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن أعلن أنه بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية اليمنية، تم التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأضاف بن عمر في بيان له أن التحضير جار لترتيبات التوقيع، مشيراً إلى أن الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي، وترسخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد، مبدياً أسفه لاستمرار إراقة الدماء، خصوصاً بعد التوافق على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأكد بن عمر أن الوقت حان الآن لتجاوز المصالح الضيقة، وتغليب المصلحة العليا، والعمل بمسؤولية على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبناء الدولة الجديدة التي توافق عليها اليمنيون.
ويأتي هذا الإعلان إثر فرض اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس اليمني هادي حظر تجول ليلي في 4 أحياء شمال غرب صنعاء حيث تدور معارك بين مسلحين حوثيين ومقاتلين مدعومين من الجيش.
ولجأت السلطات إلى حظر التجول إثر اشتداد المعارك بين جماعة “أنصار الله” الشيعية ومسلحي حزب “الإصلاح” السني التي أوقعت عشرات القتلى منذ الخميس من الجانبين، إضافة إلى 22 مدنياً على الأقل.
وأدت أعمال العنف أيضاً إلى تعليق الرحلات الجوية الدولية في مطار صنعاء وغلق المدارس وأكبر أسواق العاصمة، وإلى شبه شلل تام في صنعاء.
وتوقف بث برامج القنوات العامة الثلاث التي يقع مقرها في منطقة المعارك شمال صنعاء لأكثر من ساعة قبل أن تعود للبث مساء السبت.
وكانت جماعة “أنصار الله” أعلنت أنها تمكنت من السيطرة مساء السبت على مبنى التلفزيون اليمني والمواقع العسكرية المحيطة به، كما سيطرت على معظم الأحياء، منها جامعة الإيمان وموقع معسكر الفرقة الأولى مدرع سابقاً.
وكان الرئيس اليمني وصف هجوم الحوثيين في صنعاء بأنه “محاولة انقلاب”.
المصدر