الشرق الأوسط أون لاين
قد يبدو الاستماع إلى أشرطة المراجعة أثناء النوم وكأنه تكتيك لمراجعة يائسة بعض الشيء. ولكن وجد العلماء أدلة على أنها ربما لا تكون فكرة سيئة.
توصلت الدراسة إلى أن العقول البشرية قادرة على معالجة معاني الكلمات أثناء نومنا، مما يشير إلى أنه ربما يكون من الممكن تدريب العقل على مهام معينة أثناء نومنا الخفيف.
قال سيد كويدر، عالم الأعصاب الذي قاد فريق العمل في مدرسة المعلمين العليا في باريس، إن «مخ الإنسان أثناء النوم يمكن أن يكون أكثر (نشاطا) بشكل يفوق اعتقاد المرء، وتستطيع أجزاء من المخ أن تعالج ما يجري في محيطها بشكل روتيني».
وحسبما ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، يمكن لهذه الدراسة أن تفسر التجارب اليومية، مثل السبب وراء استيقاظنا عند سماع أسمائنا ونحن نائمون، أو صوت معين لمنبهاتنا، في حين لا نتأثر بأصوات أخرى بالدرجة نفسها.
أسند المشاركون في الدراسة، التي جرى شرحها في مجلة «Current Biology»، مهمة تصنيف الكلمات البسيطة، في حين سجلت أقطاب كهربائية وصلت بفروة الرأس نشاط المخ. ونام المتطوعون ساعتين أقل من المعتاد، حيث أجلسوا على كراسيّ منحنية في غرفة مظلمة، ولم يكمل 18 من المشاركين النوم واستيقظوا في منتصف المهمة.
وأظهرت تسجيلات التخطيط الدماغي أن أدمغة المشاركين لا تزال تظهر استجابات مميزة لكلمات حقيقية وأخرى وهمية، ويستمر ذلك حتى بعد ساعة من الدخول في النوم. ووجدت دراسة لاحقة لا يزال العمل فيها مستمرا، دليلا مبدئيا على أنه رغم سلبية كلمات التصنيف، يتمكن الناس من التحسن في المهام التي يقومون «بممارستها» أثناء نومهم.
ومع ذلك، حتى تصبح هذه الطريقة فعالة كتقنية تهدف للمراجعة، ربما يحتاج الشخص إلى أن يغفو للقيام بهذه المهمة.
وقال الدكتور كويدر: «عليك أن تسأل نفسك: هل هي ستحقق ذلك؟». وأضاف: «رهاني هو أن التحسن سيكون صغيرا جدا بالمقارنة مع التعلم أثناء اليقظة».
وجد العلماء في السابق أن النوم يلعب دورا مهما في التعلم من خلال تحويل الذكريات قصيرة الأجل إلى ذكريات أكثر استقرارا على المدى الطويل.
كما أوضح العلماء أنه في حين قد يكون من الممكن تسخير القدرات العقلية أثناء النوم، فإن هناك احتمالا آخر، وهو أنه أثناء القيام بذلك قد يتدخل الناس مع عملية «التعزيز» الطبيعية وجعلها أقل قدرة على تذكر ما تعلمناه خلال النهار.
وأظهرت دراسة نشرت في يونيو (حزيران) أن التدريب المكثف لا يمكن أن يعوض عن النوم أثناء تعلم مهمة جديدة. وأظهرت الدراسة أن الفئران التي يجري تدريبها لنحو ساعة وتتبعها بالنوم، تظهر أداء أفضل بكثير فيما يتعلق بتعلم مهمة جديدة، بالمقارنة مع فئران تُدرّب تدريبا مكثفا لمدة 3 ساعات، ولكن حُرموا النوم بعد ذلك.